اذاعة عن المسجد الاقصى , مقدمة إذاعة عن المسجد الاقصى , اذاعة عن القدس

المسجد الاقصى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على تمام المنة، الحمد لله بالكتاب والسنة، والحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على تواتر الإنعام، الحمد لله ما توالت أفضاله، وعم نواله، وتمت أقواله، الحمد لله وحمده أحسن ما قيل، وهو مولى الجميل، وواهب العطاء الجزيل.

والصلاة والسلام على معلم الزمان، صاحب الكمال، المبعوث للأنام، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الجديدان. ثم أما بعد:

نتحدث في هذا اليوم عن قضية من أهم قضايا الإسلام – في هذا العصر – ألا وهي قضية فلسطين، قدسنا المحبوب، الذي طهره عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي – رحمه الله -، من هذا المنبر، منبر إذاعة ( ……… ) وفي هذا اليوم ( ……… ) الموافق ( ……… ) من شهر ( ……… ) لعام ألف وأربعمائة و( ……… ) من الهجرة.

وقد ذكر الله المسجد الأقصى في كتابه الكريم:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا * وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ﴾ [الإسراء: 1 – 5].

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم شرف المسجد الأقصى، وفضل الصلاة فيه:

الحديث

روى البخاري – رحمه الله- في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول. قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعين سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، فإن الفضل فيه.

ومن الحكمة نأخذ قبسًا:

الحكمة

• قوة السلسلة تقاس بقوة أضعف حلقاتها.

وكلمتنا لهذا اليوم بعنوان:

فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي

تمسك بالدين، وأقام دولته علي أساس من الإسلام متين، فاستطاع بهذه الدول المتفرقة الجاهلة الهزيلة، وهؤلاء الأمراء المنكرين ذوي الأسماء العجيبة، أن يحارب أوروبا كلها، أوروبا الحانقة الحاقدة المتعصبة التي اجتمع ملوكها جميعًا على حرب فلسطين.

هل خاض جيشًا من المعارك أكثر مما خاضه جيش صلاح الدين؟ لقد ضرب جيش صلاح الدين كل رقم قياسي إلى ذلك العصر، خاض أربعًا وسبعين معركة في مدة ولايته على الشام، في أقل من تسع عشرة سنة.

حارب هؤلاء الأمراء، أمراء الموصل، وأمراء حلب وحماة، وحارب الحشاشين القتالين ومن اشتهارهم بالقتل اشتق اسم (أساسان) في الفرنسية للقاتل، ثم ابتدأت سلسلة المعارك الهائلة، حروب ما عرفت مثلها أرض فلسطين وديار الشام، إلى ذلك العصر، حروب لا تقاس بها القادسية ولا اليرموك، حروب جرب فيها كل سلاح: السيف والرمح، والدبابات والمجانيق، والشجاعة والكيد، والذكاء والاختراع، والمروءة والشهامة، وكان صلاح الدين ظافرًا فيها جميعًا.

استرد القدس بعدما مكلها الإفرنج إحدى وتسعين سنة، أفتشكون في استردادها اليوم، وقد ملكها اليهود ستين سنة؟ استردها وحولها، يحامي عنها دول أوروبا كلها وملوكها، أفلا نستردها اليوم وحولها حفنة من شذاذ الآفاق؟

إن الأمة التي أخرجت صلاح الدين، وهي أسوأ من حالنا اليوم حالاً، وأشد انقسامًا، وأكثر عيوبًا، لا تعجز عن أن تخرج اليوم مثل صلاح الدين.

إن نكبة فلسطين بالصليبيين كانت أشد بمائة مرة من نكبتها بإسرائيل، وقد مرت بسلام، فهل تشكون في أننا سننقذ فلسطين؟ أما والله الذي لا إله إلا هو، لو بقي على وجه الأرض أربعون مسلمًا، لما شككت في أنهم يستردونها، وإني لأشك فيمن يشك في هذه الحقيقة، أشك في إدراكه لطبيعة هذه الأمة، أشك في عقله، أشك في أنه عربي، وأنه مسلم.

وإذا عجزنا نحن عن أن نعود إلى مثل سيرة صلاح الدين، ليكتب لنا مثل نصر حطين، فسيخرج من أصلابنا، من هم أنقى منا وأطهر، وسيستردون فلسطين بإذن الله.

القدس عبر التاريخ هو عنوان فقرتنا التالية:

القدس عبر التاريخ

دخل العثمانيون القدس بتاريخ (الرابع من ذي الحجةـ)، وبعد هذا التاريخ بيومين، قام السلطان بزيارةٍ خاصة للمدينة المقدسة، حيث خرج العلماء والشيوخ لملاقاة “سليم شاه” وسلّموه مفاتيح المسجد وقبة الصخرة.

وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية، وظلت في أيديهم أربعة قرون تقريبًا.

ويُشار إلى أن هناك بعض الحكام المحليين الأتراك والسلاطين، في أواخر العهد العثماني، كان لهم دورٌ في زيادة الوجود اليهوديّ في مدينة القدس، والسماح لليهود بممارسة طقوسهم الدينية أمام حائط البراق، مما ساعد في نشأة أسطورة الهيكل المزعوم آنذاك. سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في (23/2/1336هـ)، بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني من عام

أعلنت بريطانيا اعتزامها الانسحاب من فلسطين يوم، وبحلول هذا التاريخ أعلن عن قيام ما يُسمى “بدولة إسرائيل” الأمر الذي أعقبه دخول وحدات من الجيوش العربية، للقتال إلى جانب سكان فلسطين، حيث أسفرت الحرب عن وقوع القدس الغربية – بالإضافة إلى مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين – تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

ونقف مع قصيدة بعنوان: يا قدسنا المحبوب.

يا قدسنا المحبوب
يا قدسنا المحبوب عذرًا إننا
تهنا على درب الخلاف كما ترى
وقفت سدود الخائنين أمامنا
فاعذر فإن الشهم من قد أعذرا
مهما تعددت المشارب حولنا
مهما تطاول ظالم وتكبرا
فلسوف تبقى أمتي منصورة
ترنو بعينيها إلى أم القرى
أو لم يبشرها الرسول لأنها
ستظل أقوى في الوجود وأقدرا؟
ستظل طائفة على إيمانها
منصورة تبنى الكيان الأكبر
يا أمة الإسلام، وجهك لم يزل
بالرغم من هول الشدائد مسفرا

في الختام نقول: “صلاح الدين الأيوبي” هذا الذي انتزع من أصدقائه ومن أعدائه، أعظم الإعجاب، وأصدق الحب، وترك في تواريخ الشرق والغرب أكبر الأمجاد، وأعطر السجايا، وكان اسمه من أضخم الأسماء التي رنت في سمع الزمان، ودوت في أرجاء التاريخ، وخلدت على وجه الدهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى