اجابة سؤال ما هو الحوار المغلف

الحوار المغلق
منهكا و مشتاقا إلى النوم هكذا بدا مدرس اللغة العربية الذي لحق بحصته الأولى متأخرا …
استقبل غضب المدير بروح رياضية و دخل إلى الفصل مطأطئ الرأس بطيء الخطوات واتجه فورا إلى السبورة و كتب الأحرف الثلاثة :
” ف .. ت.. ح ” …
استدار إلى الخلف و تجول بنظراته الكسولة بين وجوه الطلاب الذين عجزوا عن إخفاء رياح التثاؤب التي تهب من تحت ملامحهم الشابة ، افتتح الحصة الأولى بطريقة مسرحية قائلا : ( الفتح ) كلمة ذات دلالات و إيحاءات متعددة فهي من الناحية النفسية ذات إيحاء جنسي شرقي عربي يراد منه التأكيد على أن المرأة قبل الرجل كائن مغلق ..
و الفتح من الناحية التاريخية يعيدنا إلى مجموعة الحملات العسكرية الضخمة التي تزين بها تاريخنا البعيد و نحاول أن نقول من خلالها أن العالم بدوننا عالم مغلق ..
أما من الناحية السياسية فإن الكثيرين يطالبون بفتح الحوار و الحوارات المفتوحة فإنهم يقولون ذلك لكونهم يرون أن الحوار بدونهم هو حوار مغلق …
و إلا ما معنى توقفهم عن هذه المطالبات بمجرد قبولهم في لعبة الحوارات ؟ !..
و فتح أيضا تنظيم عربي شهير قصد من إنشائه تحرير الأرض السليبة فتغنى أصحابه بأناشيد الحرب و رفعوا البنادق إلى كبد السماء و نظموا العروض العسكرية الباهرة .. و لكنهم تناسوا كل شيء عند أول دعوة ( سلام ) …
وأنا حين أقول افتحوا الكراريس فلأنه من غير اللائق أن يمر الناظر و يرى كراريسكم مغلقة ، أما حين أقول افتحوا عيونكم جيد فلأنه من غير المعقول أن يأتي الناظر و يضبطني نائما في الفصل قبل أن يلمحه أحد منكم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى