إلى كل أرملة كيف تواصلين حياتك بنجاح؟ 2019

يمثل الترمل “أزمة” نفسية واجتماعية لكل امرأة تتعرض لمثل هذه الأزمة، حيث نراها تواجه ـ منفردة في غالب الأحيان ـ مسؤولياتها والكفاح من أجل إعالة أولادها، فضلا عن معاناتها من نظرة بعض المجتمعات لها كونها بلا زوج، فنراهم فيحسبون عليها حركاتها وسكناتها، بل وأنفاسها.
وتتعرض الأرملة لصراع شديد، وبخاصة إذا كانت في مقتبل العمر، فهي تعاني صراعاً بين شعورها بعدم الاستقرار النفسي والأسري والعاطفي، والحاجة إلى الزواج لسد ذلك الفراغ المتعدد الجوانب، وبين الخوف على الأبناء ومستقبلهم، وهي تواجه مشكلات ضاغطة إجتماعياً (لعل ما قد يخفف منها إذا كان الأبوان أحدهما، أو كلاهما حيين) تعتبر معاودة الزواج نكرانًا أو جحودًا منها للزوج الراحل، ولو أرادت أن تتزوج ولديها أبناء تبدأ مشاكل الحضانة، وأحيانًا يطلب أهل زوجها الراحل منها الزواج من أحد أفراد العائلة، وذلك من أجل الأولاد، وكرامة العائلة.
نصائح سريعة
• عليكِ بالعبادات، والبعد عن مسببات القلق والتوتر، فالحياة لم تنته بوفاة الزوج، فكل لحظة تعاش نعمة من الله تعالى غالية، من الظلم إهدارها في كثير من التألم من ابتلاء يمر به العديد والعديد من الناس، فالحياة لا تتوقف عند مصيبة من مصائب الدنيا، الحياة مستمرة باستمرارنا نحن.
• اكتسبي المزيد من المعارف والمعلومات التي تساعدك على التعامل مع واقعك الجديد الجديد بنجاح، وعليكِ طرد فكرة “قلة الحيلة”، والمسارعة إلى الاستقلالية، فالمبالغة في الاعتماد على الآخرين، تجعلهم يسارعون بالابتعاد، هروباً من عبء إضافي على أعباء حياتهم.
• أنتِ بحاجة إلى بعض الوقت للتكيف مع حياتك الجديدة، خاصة إذا ساعدكِ المحيطون على تنمية ثقتك بفسهكوبقدراتهك، توجب على الأبناء توفير أوجه الرعاية، والتي تتمثل في رد الجميل تجاه والدتم في هذه المرحلة الحرجة من حياتها وبخاصة إذا تزامنت وأزمة التقاعد عن العمل؛ وإشعارها بالحب والحنان؛ وتنمية العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة صداقاتها، والحرص على ملء وقت فراغها؛ وتشجيعها على ممارسة أنشطتها المحببة والمفيدة، وأن تعتني بنفسها وغذائها ورياضتها.
• بدلاً من أن تجلسي وحيدة مع الماضي وذكرياته، حاولي أن تخلقي لنفسك جماعات اجتماعية تكون بمثابة “إسعافات سريعة” لتضميد جراحك، وضمان عودتك للبداية الصحيحة بعد ترتيب أوراقك وأولوياتك.
• إذا افتقدتِ الكفالات المناسبة (من أبن أو أب أو أخ وغيرهم)، وأصابك العوز المادي، وكانت لديك ما يؤهلك للعمل فقومي بالبحث عن عمل بما يناسب خبرتك لتغطي المصاريف اللازمة للأسرة، خاصة لأن الخروج إلى محيط العمل في حد ذاته يجعل نظرتك إلى الأمور مختلفة.
• الصورة الإيجابية للأرملة تساعدها على الانخراط والتفاعل الإجتماعي الصحي مع الآخرين في العمل، وبين الجيران، والأقارب، تسهم الأرملة فى بلورة هذه النظرة لها سلبًا أو إيجابًا، فإذا كانت وفية لزوجها، مكافحة مع أولادها، فإنها غالباً ما تلقى التعاطف والمساندة والتأييد لاستكمال رحلتها في تربية أبنائها ورعايتهم.
• إذا قررتي الزواج من رجل آخر بعد وفاة زوجك فلا تترددي، فهذا حق من حقوقك، وحاولي أن تساعدي صغارك أولاً على التوافق النفسي مع الرجل الجديد الذي سيحل مكان الأب، وعليكِ عدم الانصات لكل الضغوط المجتمعية التي ستهاجمك هجوم حاد في بعض الأحيان، فثقتك بأنك لا تفعلين إلا ما يرضي الله عنكِ سيجعلك دائماً قوية قادرة على المواجهة.
• المرأة العربية عموماً لديها قوة وإرادة، وتحمل للصدمات، وتستطيع أن تقوم بدور الأم والأب، خاصة إذا كانت عاملة، إن حالات النجاح لا يمكن أن تحجب حالات الفشل الذي قد يتجاوز أحياناً نطاق الأسرة إلى المجتمع فيهدد بنائه، لذا فثمة حاجة إلى مؤسسات مختصة تعتني بدراسة الآثار النفسية والصحية والاجتماعية والإقتصادية على الأرامل وخاصة الإناث وبخاصة في البلدان التي تعيش في “أزمات فقد وترمل” مستمر، ويكثر فيها عدد الأرامل والثكالى كفلسطين المحتلة، ومن ثم تؤهل الأرامل من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وتقدم البرامج التأهيلية وسبل الضمان الإجتماعي لهن، كذلك ثمة حاجة الى مؤسسات لمساعدة ودعم الأرامل الراغبات في الزواج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى