إلى روح الزمان الماضي و الموضع العربي
أنت من أفاق فجرا …
مُستلا خِنجر أحلامه العتيقة مع اهلالة الفجر الكارثي في غابة الوحوش ….
وحيدا .. بائسا … يائسا …
هزيلا بين تفاحة آدم الكاذبة …
و شيطان العظمة …
و شواطئ الغرب التي لم تركبها منذ عقود …
أنت من أمسك شعاع الشمس و نثره في الأرض معلنا ختام الظلام …
و أنت من أخافه النور ففر هاربا إلى ظلمة كهف الأمان …
أنت من غازل الصبح بتغريد الطيور …
و أنت ذاتك خفاش ليال الشتاء …
أنت من أشهر سيف أمجاده و قاتل الطغيان …
و ذاتك من ركع ضعيفا مستجديا السلام ….
أنت من أيقظ العالم من سُباته و انغمس في سُأصبح المنام …
حتى ظنتك مُت … فلم تُفيقك الحروب وجثث الأطفال و بقايا الأشلاء …
أنت من حرك الجيوش مدافعا عن شرف السيدات …
وأنت من أدخل قوادين الأرض على عروسك في يوم الاجتماع …
أنت المقامر … أنت الجشِعُ و المُبذّر…
أنت المُباهي (بنقطة الراقصات) في ملاهي الليل …
أنت المالك للقصور و المطاول في التشييد …
و أنت … ذاتك الحزينُ …
البائسُ … المحروم ….
النائم عقب يوم شقاءٍ مع أطفاله الناشئين دون عشاء …
أنت بؤرة الأرض ورابطها …
أنت وسطها و سيدها…
أنت مُنقذُها من جشع أباطرة اقتصادها …
لكنك اشتريت نفسك عبدا لها …
و جعلت الوسط خصرا عاريا يهز ليرضيها صباحا و عشية …
أنت البطلُ … أنت الفارسُ … أنت الشجاع …
أنت مهزوم في ذاتك … تبني و أنت هادم التشييد …