إذاعة عن السعادة , كلمة عن السعادة , مقدمة اذاعة عن السعادة

إذاعة مدرسية عن السعادة

الحمد لله شرح صدور المؤمنين لطاعته، وأعانهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، تقدس الكبير المتعال، تبارك ذو الجلال، عَزَّ ذو الجمال والكمال.

والصلاة والسلام على صاحب الرسالة الحقة، والمنهج المستقيم، والدين القويم، بعث إلى العالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فصلوات ربي عليه وعلى من اتبع نهجه إلى يوم الدين.

ثم أما بعد:
تجتمع الغيوم، لترسل الرعود، فتخرج البرود، وتبل الرؤوس، وتتسابق النحول، في بكور، أو سفور، لجمع الرحيق، فتملأ البطون بعسل من رحيق، ومذاق فريد، وشفاء أكيد، وها هم إخوانكم في جماعة الإذاعة ومن هذا اليوم (…………) الموافق (…………) من شهر (…………) لعام ألف وأربعمائة و(…………) من الهجرة النبوية.

قد جمعوا لكم من الحروف سطورًا، ومن القصص دررًا، ومن الكلمة دربًا لن يطول.

ومع أولى برامجنا، وأولى صفحاتنا، نفحات إيمانية مع رب البر والبرية:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 24، 27].

وقد تركنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك:

الحديث

عن المغيرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كذبًا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار». رواه البخاري.

ومن كلامنا المجموع، والذي أصبح كالغيوم، كلمة هي كالنجوم:

السعادة

كثيرون هم الذين يبحثون عن السعادة ويبذلون في سبيل تحصيلها كل ما يملكون، ليست السعادة في وفرة المال.. ولا سطوة الجاه.. وليست في الغناء.. وليست في التفحيط ولا في المأكل والملبس.. ولا كثرة الولد.. ولا نيل المنفعة.. ولا في العلم المادي.

السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه: صفاء نفس.. وطمأنينة قلب.. وانشراح صدر.. وراحة ضمير. ولا يجدها إلا المؤمنون بالله المتقون له، كما قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ (سورة طه).

إن غير المؤمن في الدنيا تتوزعه هموم كثيرة، وتتنازعه غايات شتى، وهو حائر بين إرضاء غرائزه وبين إرضاء المجتمع الذي يحيا فيه. وقد استراح المؤمن من هذا كله، وحصر الغايات كلها في غاية واحدة عليها يحرص، وإليها يسعى، وهي رضوان من الله تعالى.

كان أحد الأطباء الناشئين يمر مع أستاذه على بعض المرضى في إحدى المستشفيات الجامعية، وكان الأستاذ رجلاً أيرلنديًا واسع العلم متقدمًا في السن، وجعل الطبيب الشاب كلما صادف مريضًا قد زالت عنه أعراض المرض يكتب في تذكرة سريره هذه العبارة: «شفي ويمكنه مغادرة المستشفى». ولاحظ الأستاذ علائم الزهو على وجه تلميذه، وقال له وهو يرنو إليه: اشطب كلمة (شفي) يا ولدي، واكتب بدلاً منها كلمة (تحسن)؛ فنحن لا نملك شفاء المرضى، ويكفينا فخرًا أن يتحسنوا على أيدينا، أما الشفاء فهو من عند الله وحده. وفعلاً من عنده مثل هذا الإيمان فهو السعيد.

وكثير من الناس يظن أن أكبر نعم الله تعالى علينا وأهمها هي نعمة المال والثراء الفاحش، ومبلغ طموحه السيارة الفاخرة، والكماليات الأخرى كالجوال والملابس وغيرها، ويبذل الأوقات في جمعها، ولو تجاوز في ذلك إلى الحرام، وفرّط في العبادات كالصلاة، قد نسي نعمًا أخرى موصلة للسعادة، كنعمة الصحة والعافية، ونعمة البصر والعقل والأهل والأبناء وغيرها كثير.

وأخيرًا تذكر نعم الله عليك تسعد بما لديك.. فأنت تعيش وسط جو مليء بنعم الله، ولا بد للإنسان من أن يدرك تلك النعم، فكم من الناس لا يدرك فضل الله علينا إلا حينما يحرم إحدى تلك النعم!

يقول الدكتور مصطفى السباعي: “زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخُلُق، وزر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض، وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة، وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل، وزر ربك كل آن لتعرف فضل الله عليك في نعم الحياة”.

يقول أحدهم: لتكن لك يا بني ساعة في يومك وليلك.. ترجع فيها إلى ربك ومبدعك مفكرًا في مبدئك ومصيرك.. محاسبًا لنفسك على ما أسلفت من أيام عمرك.. فإن وجدت خيرًا فاشكر.. وإن وجدت نقصًا فجاهد واصطبر.

ومع غزارة المطر، وامتلاء الزهر، وذهاب البرد، كان لابد من فقرة بعنوان ألقاب خالدة:

ألقاب خالدة

• سيد الفوارس:
هو أبو موسى الأشعري فقد كان موضع ثقة الرسول وأصحابه وحبهم، فكان مقاتلاً جسورًا، ومناضلاً صعبًا، يحمل مسؤولياته في استبسال؛ جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه: سيد الفوارس أبو موسى.

خمس في خمس هي محتوى فقرتنا التالية:

خمس في خمس

قال جعفر بن محمد: عجبت لمن ابتلي بخمس كيف يغفل عن خمس!.. عجبت لمن ابتلي بالضر كيف يذهب عنه أن يقول: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]. والله تعالى يقول:
﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]. وعجبت لمن ابتلي بالغم كيف يذهب عنه أن يقول: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. والله تعالي يقول: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]. وعجبت لمن خاف شيئًا كيف يذهب عنه أن يقول: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]. والله تعالي يقول: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾[آل عمران: 174]. وعجبت لمن مكر به كيف يذهب عنه أن يقول: ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]. والله تعالى يقول: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45]. وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة – خاف زوالها – كيف يذهب عنه أن يقول: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39]. والله تعالى يقول: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39].

في الختام لا يسعنا إلا أن نقول: اللهم اشف منا العلل، واغفر الزلل، وادرأ عنا الكوارث، واحمنا من الحوادث.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى