أين توجد قناة أستاكيوس

الحواس الخمس الموجودة في جسم الإنسان هي من أعظم النعم التي أنعم بها الله عزّ وجل على الإنسان، والحواس الخمس هي التي تجعل الإنسان مدركاً لما يجري حوله، مما يتيح أمامه الفرصة ليفكّر ويتفكّر في كل ما هو حوله، والحواس الخمس هي حاسة البصر، واللمس، والشم، والتذوّق، والسمع، فحاسّة السمع من الحواس المهمّة الموجودة في جسم الإنسان، وقد ذكرها جلّ وعلا في كتابه الحكيم : “وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، فمن خلالها يستطيع الإنسان سماع الكلام وتفسيره، كما أنّه يتنبّه من الأخطار المحيطة به من خلال سماعه لأصوات معينة؛ فالسّمع نعمة عظيمة لا يقدّر قيمتها إلّا من فقدها.
العضو المسؤول عن حاسة السمع في جسم الإنسان هو الأذن؛ فالإنسان يمتلك أذنان؛ بحيث تقع كل منهما على جانبي رأسه، وعمليّة السمع هي أمر غاية في التعقيد بالرغم من أنّها لا تتجاوز ثوانٍ معدودة، فكلّ الأشياء المتحركة تحدث أصواتاً، ومصدر الأصوات هو الاهتزازت التي تحدث بين الأشياء، والتي تنتج بدورها موجاتٍ صوتيّة تنتقل في الهواء، حتى تصل إلى الأذن التي تقوم باستقبالها، ومن ثمّ إيصالها إلى العصب السمعي الّذي يعمل بدوره على تحويلها من موجاتٍ صوتيةٍ إلى إشارات عصبيّة لينقلها بعد ذلك إلى الدماغ الّذي يقوم بتفسيرها ومعرفة مصدرها وترجمتها إلى الأصوات المسموعة.
والأذن هي ليست فقط الجزء البارز على جانبي الرأس؛ فهي ممتدّة إلى داخله؛ بحيث تصل إلى الدماغ عن طريق العصب السمعي، وتتكوّن الأذن من ثلاثة أجزاء

رئيسية، وهي:
  • الأذن الخارجيّة.
  • الأذن الوسطى.
  • الأذن الداخلية.

ما يهمنا هنا هو الأذن الوسطى، والتي يمكن القول عنها بأنّها عبارة عن حجرة صغيرة جداً مملوءة بالهواء، يصل حجمها إلى حوالي 1 سم مكعّب، وتوجد في هذه الحجرة ثلاث عظيمات صغيرة جداً خلف غشاء الطبلة، والتي تعدّ أصغر العظام في جسم الإنسان، وهي المطرقة والسندان والركاب، ومهمّتها نقل وتضخيم الاهتزازات القادمة من غشاء الطبلة إلى القوقعة.
والأذن الوسطى تتّصل بالهواء الخارجي، عن طريق قناة تُدعى بـ “قناة استاكيوس”، التي نحن بصدد الحديث عنها في هذا المقال.

قناة استاكيوس

قناة استاكيوس أو النفير أو كما تسمى “قناة أوستاكي” نسبةً إلى “أوستاكي” عالم التشريح الّذي عاش في القرن السادس عشر، وفي علم التشريح يطلقون عليها اسم “الأنبوب البلعومي الطبلي”، وهي عبارة عن قناة تصل بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، وهو الّذي يدخل الهواء إليها، وتكون عظميّة التركيب في ثلثها القريب من الأذن الوسطى، وغضروفيّة التركيب في الثلثان المتبقيان منها، وهذه القناة تشبه الجيوب الأنفية نوعاً ما، كونها فراغ مملوء بالهواء وموجود في الجمجمة، كما أنّها مبطّنة من الداخل بغشاء مخاطي، ويصل طول قناة استاكيوس في الإنسان البالغ نحو 35 ملم.
ولقناة استاكيوس مهمّتان ضروريّتان جداً للأذن الوسطى، وهما:

  • حماية طبلة الأذن من الضغط الموجود حولها؛ إذ تعمل قناة استاكيوس على معادلة الضغط على جانبيها.
  • القيام بتصريف المخاط من الأذن الوسطى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى