أهمية دار الأيتام

اليتيم

اليتيم كلُّ من فقَد أباه قبل البلوغ، بينما يُطلق اللطيم على من فقد كلا والديه، أما اليُتم لغةً هو الفَقد والإعياء.

لقد كان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم- يتيماً، لقد فقدَ والده عبدالله قبل ولادتِه، بينما فقد والدته في سنٍّ صغيرة، وذاق الرسول -صلى الله عليه وسلّم- معنى اليُتم على الرغم من وجود عمه أبي طالب وجده عبد المطلب، إلّا أنَّ مكانة الوالدين لا يمكن لأحد أن يحتلها، كما كان العديد من الصحابة -رضوان الله عنهم- أيتاماً مثل أبي هريرة، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وأنس بن مالك وغيرهم.

لقد أولى الإسلام عنايةً خاصةً لليتيم، وورد ذكر اليتيم في القرآن الكريم سبعاً وعشرين مرةً، وهذا يدل على مكانة اليتيم عند الله تعالى، ولقد ربط الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بالإحسان إلى اليتيم مع التمتع في الجنة قريباً منه -صلى الله عليه وسلّم-، كما شرع الإسلام عدة تشريعات لمن يكفّل اليتيم؛ فحرّم عليه التصرّف بماله حتى يبلغ ويُصبِح قادراً على إدارتها، وأعطى اليتيم الحق في توفير الغذاء له، والحماية، والتعامل معه بكلّ لطفٍ ولين بعيداً عن الجَفاء والعُنف، كما حرّم قهر اليتيم لعدم قدرته على الاستنصار، وقد اهتم العالم أجمع باليتيم وحقوقه وخصصوا له يوماً يتم فيهِ الاحتفال بالأيتام وتقديم المساعدات وتلبية احتياجاتهم، كما قاموا بتأسيس دور الأيتام التي تأوي من لم يجد كفيلاً له.

دور الأيتام

تم إنشاء دور خاصة للأيتام لتقوم بتقديم كل ما يحتاج إليه اليتيم، وحماية كرامته، وحمايته من الاستغلال من ضِعاف النفوس، وتقدِّم لليتيم البرامج الترفيهيّة والتعليميّة لتزيد من قدرته في اعتماده على نفسه، ومساعدته في تعلّم حرفةً ما ليكفي نفسه بعد الخروج من الدار.

كما أنّ دور الأيتام تقدم خدمةً للأيتام ولكل عائلةٍ تحب أن تحتضن يتيماً في أي فترةٍ من الفترات، فالمسؤولون عن الدار يدركون تماماً أنَّ الأسرة هي المكان الذي يساعد في تربية اليتيم وإنشائه نشأةً سليمةً وطبيعيّةً، ولكن قبل تقديم أي يتيم لأي أسرةٍ فإنها تخضع للكثير من القوانين التي يجب أن تنطبق عليها لإعطائها الطفل، فهذا من شأنه حماية اليتيم من أي استغلال من أي جهة.

وتختلف مدة احتصان الأسرة الراغبة لليتيم فقد تكون العمر كلّه أو حتى يبلغ سناً معيّناً، أو حتى قد تكون قصيرة مثل فترات الإجازة ونهاية الأسبوع، أو حتى يمكن أن تكون يوماً واحداً مفتوحاً يفعل به اليتيم ما يشاء، وتخضع هذه الدور للرقابة والتفتيش بين الحين والآخر للتأكد من قيامها بدورها على أكمل وجه ومن دون استغلال أو تقصير اتجاه هؤلاء الأيتام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى