أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع

العمل

تنطلق أهميّة العمل من أنّه الحالة التي تُعبّر عن مدى جدوى الإنسان في الحياة، ففي العمل تحقيق للذّات في المقام الأول، وفي نفس الوقت نفع للوطن. كما أنّ أُسس المُجتمع ودعائمه لا تقوم بغير تكاتُف أفراده وعملهم، واليد التي لا تعمل لا تسطيع جلب قوت يومها والعيش في ظلّ عالم أصبح الحصول فيه على لقمة العيش ليس بالأمر السّهل.

تعريف العمل

يمكن تعريف العمل بأنّه بذلُ جَهد عقليّ أو عضليّ لتحقيق نتائج مُحدّدة،[١] فما يقوم به الإنسان من أنشطة مُختلفة في كافّة المجالات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والثقافيّة لغرض غير التّسلية واللّهو يُسمّى عملاً.[٢] وقد عرّف أندري لالاند العمل في موسوعته الفلسفية بأنّه عمليّة يُجريها كائن، وتُعتبر من نتاجه بالذّات لا من نِتاج علّة خارجيّة. كما أنّ للعمل معنىً تقنيّاً في الميكانيكا، حيث هو نِتاجُ طاقة من خلال زمن.[٣]

أهميّة العمل في حياة الإنسان

أثر العمل على الفرد

يَهدف العمل إلى تحقيق الذّات وإدراك مَعنى الحياة، وذلك من خلال توظيف قدرات الفرد وإمكانيّاته في سبيل تحقيق أهدافه، باذلاً قُصارى جهده فيها. وبالرّغم ممّا يُصيبه من تعبٍ ومشقّةٍ، إلا أنّه يكون راضيّاً بما يرى من ثمار جهودهِ أمام عينيه، وبما يُخلّفه العمل من أثارٍ في شخصيّته، ومن هذه الآثار:[٤][٥]

  • تطوير الشخصيّة وتحقيق الذّات عن طريق رؤية نتاج العمل على الواقع الملموس.
  • تكوين رؤية ومُخطّط واضح للمُستقبل.
  • توفير مصدر دخلٍ لإعالة الأفراد والعائلات.
  • معرفة الذّات وإدراك القدرات والمواهب، والتعرّف على نقاط قوّة وضعف الفرد.
  • تهذيب الأخلاق، وتنمية المهارات الاجتماعيّة، وتعليم أدبالحوار والاستماع، والتّواضع مع النّاس.
  • ترسيخ معنى العمل بروح الفريق؛ حيث يَحترم الإنسان الآخرين ويُبادلهم الاحترام.

أثر العمل على المجتمع

نتيجةً للعمل وأهميّته قامت العديد من الحضارات؛ فقامت الحضارةالمصريّة على العمل الزراعيّ والمعماري، بالإضافة إلى براعتهم في المجال الكيميائيّ، كما اشتهر أيضاً الفينيقيّون بنشاطهم التجاريّ وصناعتهم للأسلحة، واهتمّ البابليّون باستخراج المعادن.[٦]و بذلك تتجلّى أهميّة العمل للمُجتمعات والدول من خلال ما يأتي:

  • زيادة دخل الفرد، وبالتّالي زيادة إيرادات الدّولة: وذلك لزيادة إقبال الأفراد على الأسواق الاقتصاديّة والخدمات التعليميّة والصحيّة، ممّا يُؤدّي إلى تنشيط الاقتصاد، وزيادة إيرادات الدّولة.[٧]
  • تقوية أواصر التّكاتف والتّكافل بين النّاس، ومُشاركة الخبرات والتّجارب لتحقيق الأهداف.[٧]
  • تسخير الموارد والإمكانات المُتاحة والمُحيطة لإنتاج ما هو مُفيد.[٧]
  • تقليل نسبة الجريمة النّاتجة عن عدم وجود استغلال صحيح للوقت؛ فتقلّ نسبة جرائم السّرقة والقتل والاغتصاب.[٨]
  • الحدّ من انتشار المُخدِّرات: تُعدّ البطالة وسطاً مُلائماً لانتشارالمُخدِّرات نتيجةً للفراغ والتّهميش وسوء الأوضاع الاقتصاديّة.[٩]
  • تحقيق الأمن المُجتمعيّ ورفع المُستوى المعيشيّ.[٩]
  • زيادة الإنتاجيّة.[٩]
  • تحسين الاستثمار في المُجتمعات الفقيرة.[١٠]
  • العمل هو رافدٌ للمُجتمعات بالكفاءات المُختلفة والتي يقوم كل فردٍ فيها بأداء عمله بكل مهنيةٍ واحترافٍ، فترتقي الأمم وتنهض بالعمل الدّؤوب المُستمرّ لتحقيق الأهداف وإنجاز التطلّعات.[١٠]

أنواع العمل

يُقسم العمل بطبيعته إلى عدّة أنواع:[١١][١٢][١٣]

  • العمل بدوام كامل: العمل طيلة ساعات وأيّام الدّوام الرسميّة وفق عقدٍ بين جهة التّوظيف والفرد، ويحصل بموجبه على أجرٍ مُعيّن.
  • العمل بدوام جزئيّ: العمل جزء من اليوم أو خلال أيّام مُعيّنة في الأسبوع.
  • العمل الموسميّ: يتمّ خلال فترة مُعيّنة من السّنة، مثل العمل في المزارع والحقول، ويتطلّب التنقّل بكثرة.
  • العمل الحرّ: هو العمل دون التّعاقد مع جهة رسميّة أو الحصول على راتب ثابت، ويحصل الفرد فيه على الوظيفة وفق مهاراتٍ مُعيّنة يمتلكها.
  • العمل المنزلي: ويتمّ غالباً عن طريق الإنترنت والاتّصال عند بعد، ويُعدّ مُناسباً في حالة بُعد مكان العمل عن مكان السّكن لعدم الحاجة لإدارة الأعمال عن قرب ومرونته.
  • العمل التطوعيّ: عمل غير مأجور يُخصِّص فيه الفرد جزءاً من وقته لخدمة الأفراد والمجتمع.

نظرة الإسلام للعمل

اهتم الإسلام بالعمل ودعا إليه من خلال الآيات والأحاديث المُتعدّدة، قال الله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١٤]وقد حثّ على العمل بدلاً من التسوّل و التذلّل للآخرين؛ فخروج الإنسان يوميّاً من بيته لطلب الرّزق لعائلته، إنّما يُعبّر عن إحدى صور العمل الفرديّ التي يُمكن للإنسان من خلالها كسب المال الحلال الطيّب الذي يُعينه على شراء الحاجيات المُختلفة لأهله وبيته، فبدون العمل لا يستطيع الإنسان أن يُحقّق كَفاف عيشه.

بالإضافة إلى اعتبار العمل وسيلةً لإقامة الدّين، عن طريق الاجتهاد الدّؤوب في كافّة الميادين لعمارة الأرض، وتجلّي أهميّته في دفع المَفاسد والاستعمار، وترك الاعتماد الكُليّ على الأمم الأُخرى.[١٥]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى