أهمية الرياضيات

عني علم الرياضيات المنطق، والمنطق يعني علم الرياضيات؛ فالرياضيات والمنطق من المتلازمات، والعقل الّذي يبحث عن التفكير المنطقي لا بدّ له من أن يستعين بعلم الرياضيات؛ لأنّ الرياضيات من أهمّ وأفضل الطّرق الّتي تعلّم العقل البشري طريقة التفكير المنطقي، فالمنطق هو أساس علم الرياضيات كما تبيّن ذكره.

ارتباط الرياضيّات بباقي العلوم

لا يمكن فصل علم الرياضيات عن باقي العلوم، فهو علم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكافّة العلوم الأخرى، وليس فقط بالعلوم بل بكافّة نواحي الحياة؛ فالعلوم كلّها جمعاء بحاجة إلى علم الرياضيات بشكل أو بآخر، فهذا العلم هو أساس العلوم العلميّة الأخرى؛ كالفيزياء، والكيماء، والهندسة، والفلك، وما إلى ذلك من علوم، هذا عدا عن حاجة العلوم الإنسانيّة في بعض الأحيان إلى المبادئ الرياضيّة؛ فالعديد ممّن يشتغلون في هذه المجالات العلميّة يلجؤون إلى مبادئ علم الرياضيات، فهذا العلم هو من أفضل العلوم وأكثرها شيوعاً، أمّا جمال هذا العلم فهو قصّة أخرى، فلا يوجد ما هو أجمل من الوصول إلى حلّ مسألة رياضيّة معقّدة بعد عناءٍ وتعب.
تعتمد العديد من العلوم في المجالات المختلفة وخاصة العلميّة منها على علم الرياضيّات؛ لأنّ الرياضيات يعطي التمثيل الرياضي للعديد من الظواهر الّتي تدرسها هذه العلوم، ولكن هناك علوم تعتبر من توائم الرياضيات كالفيزياء على سبيل المثال، والهندسة التي تعتمد على الفيزياء والرياضيات معاً، والحاسوب أيضاً فهو لم يخل من احتياجه الشّديد والكبير إلى لرياضيات، والاقتصاد كذلك؛ فالرياضيات يشكّل الجزء الأكبر من القاعدة الّتي قام فوقها هذا العلم، وعلم الاجتماع أيضاً لم يخل كما باقي العلوم الإنسانيّة من حاجته الماسّة لعلم الرياضيات؛ فهذا العلم يرتكز على الإحصاءات والاستبيانات والتمثيلات البيانيّة وما إلى ذلك من أمور، وكذلك الأمر بالنّسبة لعلم التّاريخ؛ فروّاد هذا العلم بحاجة أيضاً إلى الرياضيات نظراَ إلى أنّه علم يُعطي دقّةً عجيبةً وغريبةً من نوعها في عمليّة تحديد التواريخ الحقيقيّة الّتي حدثت فيها الأحداث.
وبالإضافة إلى جميع المواضيع الّتي ذُكرت تعدّ العلوم الشرعيّة هي الأخرى بحاجة إلى هذا العلم بسبب وجود بعض الأمور الدينيّة التي تتعلّق بهذا الموضوع؛ كالزكاة، وتحديد المقادير، بالإضافة إلى دخوله وحسب ما يفيد المختصّون في العمليّات الاقتصاديّة الّتي تدخل فيها الشريعة الإسلاميّة، كما ويلجأ العديدون في تفسيرهم للقرآن ومحاولة استنباط بعض الأدلّة واللطائف الّتي احتوى عليها الكتاب الكريم إلى علم الرياضيات؛ حيث إنهم استطاعوا أن يقوموا بالرّبط بين أرقام الآيات، وبين النتيجة الّتي يريدون الوصول إليها من خلال بحثهم عنها في الكتاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى