أمور عليك أن تفعلها إذا أردت النجاج

الصفة الثانية التي يتحلى بها الناجحون أن لديهم استراتيجية للوصول إلى ما يريدون ليس كافيا أن يكون لديك الرغبة لتنجح، بل يجب أن تكون لديك أيضا خطة، بدون خطة في الحياة، فوضعك سيشبه بالضبط مركبا بلا شراع تتقادفه الأمواج،. لو أردت ان تكون من الناجحين فطبق هذه الصفة الثانية، وهي أن تكون لديك خطة. اسأل نفسك أين انت الآن وكيف تستطيع أن تصل إلى تحقيق هذه الرغبة التي لديك، وكيف تعرف بأنك قد وصلت. انظر إلى الصحابي سلمان الفارسي، عندما اقتنع لم ينتظر ويقول لا علي أن أفكر أكثر في هذا الدين، بل بدأ يسأل ويتحرك ليعرف أكثر عن هذا الدين ويتبعه، هكذا يجب أن تكون الخطة واضحة. ولذلك قالوا أن الوضوح قوة، ويعني أن تكون قد حددت الطريق الذي تود أن تسلكه للوصول إلى هدفك. قررت مثلا أن تقوم بالسير كل يوم لمدة نصف ساعة حتى تتمكن من تخفيض وزنك، قررت أن تدرس عليك إذن ان تحدد مسلكا دراسيا واضح المعالم. الناجحون في الحياة دائما تكون لديهم استراتيجية وخصوصا إذا كان أحدا ما قد فعل الشيء الذي تود ان تفعله فقد وفر عليك لأنه أصبحت لديه خطة، إذن يمكنك أن تذهب إليه وتسأله عن الخطة التي قام بتنفيذها للوصول إلى هدفه، تعلم منه واستفد منه حتى تستطيع أن تبني خطتك بناءا على الأشياء التي مر بها، بالضبط مثل من يكون معه قارب ويمر بين الضخور، ولما يرجع يقول لك انتبه هنالك صخرة على اليمين، انتبه هنالك واد سحيق على الشمال، وبالتالي تكون الخطة التي تود أن تتبناها أكثر وضوحا وتقوم بتطبيقها. هذه من السنن الكونية أنك إذا أخذت خطة ناجحة فأنت بإذن الله تعالى ستكون من الناجحين فلذلك لا بد أن تكون لدي خطة. الصفة الثالثة أن الناجحين يتحملون كامل المسؤولية عن عالمهم هم من يتخذون قراراتهم بأنفسهم، لا يمكن أن يحدث تغيير في حياتك على المدى البعيد ما لم تأخذ بنفسك مسؤولية حياتك،لذلك كل ما تعتقد بأنه يحدث لك في حياتك أنه بسببك فأنت ستفهم جيدا ماذا نعني بأنك تتحمل المسؤولية، لكن إذا كنت تعتقد بأن ما يحدث لك اليوم بسبب ظرف خارجي وأن ليس لك يد فيه، فاسمح لي أن أقول لك بأنك لم تصل إلى هذه الصفة بعد. إن المسؤولية هي ثلاثة مستويات، يجب أن تعتقد وتقتنع كما اقتنع الناجحون أن هنالك شيء يجب أن يتغير في حياتك، وليس يمكن أن يتغير او احتمال أن يتغير بل يجب أن يتغير. المسؤولية الثانية هو أن هذا التغير ممكن الحدوث وليس شيئا مستحيل، المستوى الثالث من تحمل المسؤولية أنك أنت من ستقوم بهذا التغيير وليس مجتمعك أو والدك أو أصدقاءك بل أنت المسؤول عن هذا التغيير وتتحمل نتائجه، غير هذا فلا تتحمس لأنه لن يحدث أي تغيير بدون ذلك. كثير من الناس يطبق المستوى الأول والثاني، يعتقد بأن هنالك شيء يجب أن يتغير، مثلا يريد أن يخفض من وزنه، ومقتنع بأن هذا التغيير يمكن أن يحدث مثلا بممارسة الرياضة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمستوى الثالث لا يقوم بتطبيقه، لأنه لا يعتقد بأنه هو من يجب أن يقوم بهذا التغيير، يظن بأنه فقط البرامج أو طبيبه هو من يجب أن يقوم بهذا التغيير لأجله. هذا خاطئ تماما، لأنك أنت المسؤول الأول والأخير، لأنك إذا لم تعتقد بأنك أنت من تصنع عالمك فأنت واقع تحت رحمة الظروف وتشعر بأن ليس لك وزن وأن الأمور تحدث لك وأنت ليس لك أي دخل فيها. لا تخف ستشعر بثقة كبيرة في نفسك لو أنت تحملت المسؤولية وقلت بأنك أنت قائد سفينة حياتك وليس الظروف، كل شيء يحدث لك أنت مسؤول عنه، ولذلك الناجين في هذه النقطة تجدهم يعبرون عن هذه الأمور أحيانا في مواقف من الحياة، فتجدهم في وسط المشكلة يقول هذه مسؤولية أنا المسؤول أنا الذي أتحمل النتائج، أو يقول أنا سأتكلف بالأمر، بهذا تشعر بأن هذا الشخص قائد ناجح في حياته ويتحمل المسؤولية. الإنسان يريد حرية بدون مسؤولية، لكن لا يمكن أبدا أن يحدث ذلك في الحياة. إذا أردت أن تكون من فئة الناجحين، يجب عليك أن تتحمل المسؤولية، وبقدر ما تتحمل من مسؤولية بقدر ما ستكون ناجحا في حياتك. وأعتقد لو أنكم نظرتم حولكم من القادة العظام الذين تحملوا مسؤوليتهم أو الذين نجحوا هم هؤلاء الذين استطاعوا أن يصل إلى ما يريدون.

الدكتور سليمان العلي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى