أقدم سدّ في العالم

السدود

هي طريقة قديمة اخترعها الإنسان للاحتفاظ بالمياه، حيث يتمّ إنشاء حاجز على المناطق المنخفضة أو الأودية لتجميع مياه الأمطار وحجزها في بقعة معيّنة، وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة منها، وتوزيعها بالطريقة المناسبة وحسب ما تقتضيه الحاجة.

كما تتمّ الاستفادة من السدود أحياناً بتوليد الكهرباء، حيث يشترط عند إقامة السدود عمل هيكل هندسيّ مدروس، ويقوم على أسس معروفة وواضحة تجنّباً لانهيار السد مع مرور الوقت، والذي من شأنه أن يؤدّي إلى خسائر هائلة جداً، فتكون نتيجة بنائه على عكس الهدف المرجو منه.

أقدم سدّ في العالم

يذكر أنّ أوّل سدّ تم إنشاؤه كان في عام 3000 ق.م، وقد كان من نوع سدود الجاذبية الأرضية، وهو سد جاوا الذي يقع في محافظة المفرق الموجودة في شمال الأردن، ويبعد عن منطقة الأزرق ما يقارب 58 كيلو متراً، وقد أنشئ هذا السدّ على وادي راجل بالتحديد، كنوع من أنواع الحصاد المائيّ، وهو الآن عبارة عن بقايا بناء قديم، وكان الهدف من بناء هذا السد الذي تتبعه مجموعة من السدود الصغيرة القريبة منه هو سد الحاجة المائية لمنطقة جاوا في ذلك الوقت، حيث كانت منطقة نامية وبدائية آنذاك.

تم إنشاء هذا السد من الطين والخشب والتراب، حيث تمّ وضع هذه المواد في وسط الصخور التي كانت تشكل السور الخارجي للسد والموجودة على جانبي الوادي، لتدعمه وتقويه وتحميه من العوامل الخارجيّة، كما استخدمت الصخور البازلتية لتكوين قلب السد، مع وضع بعض الدعائم عند المصب، وهذا الوصف الذي زوّدنا به سفيند هلميز عندما قام بعمل حفريات في المنطقة في عام 1970.

تمّ العمل على زيادة ارتفاع السد لما يقارب مترين بعد مرور فترة معيّنة، كما تمّت زيادة سمكه الداخليّ من مترين إلى سبعة أمتار لترميمه وزيادة فعاليته، الأمر الذي ساعد فيما بعد على عمل العديد من السدود الصغيرة والخزانات المحيطة به، مما عمل على زيادة مخزون المياه، والذي ساعد بدوره على تنمية المنطقة وزيادة عدد سكانها بشكل ملحوظ، حتى وصل إلى ما يقارب ألفي نسمة، حيث إنّ المياه من أهم العوامل التي تستند عليه حياة البشرية، كما ساعد على زيادة خصوبة الأرض الأمر الذي حفز السكان على الاهتمام بالزراعة ممّا أدّى إلى تطور المنطقة وازدهارها، إلا أنّ منطقة جاوا انهارت مع مرور الوقت، حيث لم يبقى منها إلا الآثار المتبقية من السد كنوع من أنواع المواقع الأثرية البسيطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى