أسرار العلاقة الزوجية السعيدة 2019

غالبا ما نعلق عند رؤية الازواج السعداء، ممن يمرون أمامنا وهم ممسكون بالايدي أو يضحكون أو تظهر عليهم علامات الحب والسعادة، أنهم حديثو الزواج. وقد يتملك البعض الاحساس بالغيرة او يبتسم بسخرية عند رؤية هذين الزوجين. وقد يشير البعض الى انهم عرسان جدد، سرعان ما سيخبو لهيب النشوة والحب بينهما بعد فترة من بدء حياة الزواج الواقعية.. وبدء ظهور المشاحنات.
لكن، من الممكن ان لا يكونوا عرسانا جددا بل ازواجا سعداء فعلا، وان تستمر سعادتهم من دون نهاية. فالعلاقة السعيدة ليست امرا خياليا او قصصيا، ولا يجب ان يكون شهر العسل مجرد مرحلة جميلة وسعيدة، تنتهي سريعا ولا تتكرر ابدا خلال العلاقة الزوجية.
ان كنتم تتساءلون حول سر السعادة في العلاقة الزوجية، يشير الخبراء في هذا المجال الى أن هناك حيلا بسيطة يشترك في ادائها الازواج السعداء. فبحسب الابحاث، لوحظ أن الازواج الذين يتمتعون بعلاقات طويلة، مليئة بالاتزان والطمأنينة والسعادة، لديهم حيل سرية، مثل:

محاولات الترميم

هي افعال او اقوال تصدر بشكل مفاجئ او عفوي من قبل الأزواج حتى يتفادوا تطور وتفاقم سلبية الشجار بشكل لا يمكن التحكم فيه. على سبيل المثال، قد يتذمر احد الزوجين من اتساخ المطبخ او تزايد عدد الاواني غير النظيفة في المغسلة. ومع اشتداد حرارة الحديث والجدال، وقبل أن يتحول الشجار الى تبادل اللوم، قد يلتفت أحدهما إلى الآخر، ويأخذ برهة من الوقت، ثم يقوم بحركة فكاهية بوجهه. وردة الفعل الطبيعية هنا هي ان ينفجر الزوجان بالضحك من سخافة الحركة. وبعدها يبدأ التوتر وحدة النقاش بالانخفاض وبالتلاشي. وقد يعزى ذلك الى ادراك الزوجين او احساسهما أن التفكير اثناء ذروة الغضب والتوتر يكون منعدما، وأن ايجاد الحلول والتفكير البناء يكون افضل اثناء فترات الاسترخاء وبعد الضحك.
عندما تكون اواصر الصداقة بين الزوجين قوية، فإن قدرتهما على ارسال وتسلم محاولات واشارات الترميم تصبح من الامور الطبيعية، وينتظرها الطرف الآخر حتى يتجاوب ويقلل توتر النقاش.
وقد بيّن الباحثون أن هذه الاقوال او الافعال، التي عادة ما تكون سخيفة، من اهم العوامل التي تحدد ان كانت العلاقة ستزدهر وتنمو (أي الزواج السعيد) او تتضاءل وتضمحل.

قائمة «لو»

من حين إلى آخر قد تسيطر على عقولنا قائمة من الامنيات التي تندرج تحت مسمى «لو». مثلا: لو كان زوجي اغنى، أو كان اكثر جاذبية، او لم يهتم بالمباريات او اكثر نظافة او يحب امي، أو اكثر صبرا فقط، لكانت مشاكلنا اقل بل لكانت ستختفي.
والمشكلة هي انه كلما طالت قائمة «لو»، ازدادت صعوبة التغلب على اي جدال او اعتراض. فاستمرار نضال احدنا في سبيل تبديل صفات وطباع شريك الحياة، يدل على اننا ببساطة نرفض تقبل عيوبه ومشاكله. ولابد من التذكير، بان الهدف من الجدال ليس تبديل صفات وطباع الطرف الآخر، بل المناقشة والتفاوض للوصول الى حل.
الازواج السعداء ادركوا ضرر وجود قائمة «لو»، بحيث انهم اداروا لها ظهورهم، وتقبلوا شركاءهم بكل عيوبهم. وعرفوا أن المفتاح الصحيح للعلاقة الناجحة، هو ما يمكنك ان تفعله حتى تحسن علاقتك الزوجية وتطورها، وليس ما يجب على شريكك ان يغيره في نفسه.
والعمل في داخل هذا النطاق، هو ما يكشف لنا ما يجب على الطرفين التنازل عنه او التضحية به من اجل الآخر.

المعاشرة هدفها المتعة والمرح

أغلبنا يتخيل بأن الرومانسية هي ما نراه في افلام هوليوود من حب وشغف، مما يصور لنا أننا ان لم نكن شعراء ومتمكنين من ترتيب الكلمات المعسولة، بالاضافة الى وجود قدرة وطاقة وشغف على ممارسة العلاقة بكل قوة وعاطفة، فإن جميع ما نقوم به من ايماءات وكلمات وافعال رومانسية امور ناقصة، وأن مشاعرنا غير صادقة او جدية بشكل كاف. وبالتالي علينا الاجتهاد والمبالغة في ادائنا للعلاقة حتى نصل الى التمتع بالرومانسية الحقيقية.
لكن الحقيقة هي أن الازواج السعداء يعتبرون العلاقة الزوجية شيئا ممتعا ومرحا وترفيهيا، وليس شيئا مملوءا بالشغف والقوة، او حتى بالافعال الرومانسية القوية.
والمفتاح هنا هو أن لا يكون هناك هدف او تحدٍّ معين عند ممارسة الجنس، مثل الوصول الى اشباع الشريك بشكل اقوى، او ان تطول مدته اكثر، أو ان يكون اكثر قوة وحماسة وغيرها من امور تعتبر تحديا وتشغل البال عن الهدف الحقيقي. فالازواج السعداء يعرفون ان الهدف الحقيقي هو الاستمتاع واللعب وما ينتج منه من راحة وتواطد. والالعاب البسيطة مثل الاختباء والهرب والنكت تزيد من حيوية الجنس بشكل اكبر بكثير من تبادل الورود او تناول الحبة الزرقاء.
لذا ففي المرة القادمة التي ترون فيها الازواج السعداء، تذكروا انهم قد يستحقون هذه السعادة لانهم يستعملون الحيل الصحيحة. فهم يقومون بالعديد من الترميم والتقبل والتضحية ليصلوا الى منطقة الطمأنينة والسعادة.

يارب تكونو جميعاً مبسوطين وسعداء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى