أسباب العزوف عن الزواج

العازفين عن الزواج

تتزايد نسب العازفين عن الزّواج من الشّباب باستمرار في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، وبلا شك فإنّ هذا الأمر يؤشّر على وجود مشكلةٍ كبيرة في مجتمعاتنا قد تُهدّد منظومة القيم والأعراف التي تَحكم العلاقات الاجتماعيّة فيها، فقد حثّ ديننا الحنيف على الزّواج باعتباره سنّة من سنن الفطرة البشريّة، وضرورةً من ضرورات الحياة الاجتماعيّة، وسببًا لاستمرار الحياة البشريّة على وجه الأرض.

إنّ العزوف عن الزّواج بلا شك يؤدّي إلى كثيرٍ من المشاكل الاجتماعيّة والمفاسد الأخلاقيّة؛ فالشّاب غير المتزوّج قد يلجأ إلى العلاقات التي حرّمتها الشّريعة الإسلاميّة حتّى يُشبع حاجاته الفطريّة، وما يسبّبه هذا من شيوع المنكرات والرّذيلة في المجتمع، كما تفقد كثيرٌ من الفتيات حظّها في الزّواج بسبب ذلك الأمر، فما هي أسباب عزوف الشّباب عن الزّواج؟

أسباب عزوف الشّباب عن الزّواج

  • الوضع الاقتصادي؛ فكثيرًا ما يُعلّل الشّباب سبب عزوفهم عن الزّواج بالوضع الاقتصادي في البلد؛ حيث لا تتوفّر الوظائف التي تؤمّن لهم الرّواتب التي يتمكّنون بها من الزّواج وتكوين الأسرة، والحقيقة أنّ هذا السّبب يُعدّ من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى عزوف الشّباب عن الزّواج، فالزّواج يتطلّب كثيراً من المصاريف والأعباء من تجهيز مهر وسكن وأثاث وغير ذلك، وبلا شك إنّ الشّاب الذي لا تتوفّر له وظيفة لا يستطيع تأمين ذلك كلّه فتراه يحجم عن الزّواج أو يؤجّله حتّى إشعار آخر .
  • شيوع الفساد والمنكرات في المجتمع، هناك كثيرٌ من الشّباب يَعزفون عن الزّواج بسبب توفّر بدائل أخرى وإن كانت غير مشروعة دينيًّا وأخلاقيًّا؛ فهو يستطيع بنظره سدّ حاجاته الفطريّة من خلالها، وهذا بلا شك أمرٌ خَطير يُهدّد أخلاقيّات المجتمع ويهدم أركان القيم والمثل فيه، فالأصل أن يكون الزّواج هو الوسيلة المشروعة التي حثّت عليها الشّريعة لتصريف حاجات الإنسان النّفسيّة والجنسيّة .
  • غلاء المهور: ففي بعض المجتمعات العربيّة وخاصّة المجتمعات الخليجيّة يحجم الشّباب فيها عن الزّواج بسبب كثرة متطلبات أولياء أمور الفتيات أو الفتيات أنفسهم، وكذلك غلاء المهور التي تُقدّم إليهنّ، وهذا يؤدي بلا شكّ إلى انخفاض نسبة المقبلين عن الزّواج وزيادة نسب العنوسة.
  • تقليد الغرب: فممّا يُساهم في عزوف الشّباب عن الزّواج نظرة بعضهم إلى الغرب باعتباره القدوة والمثل الأعلى في السّلوكيّات والمعاملات ومن بينها الزّواج؛ فالغرب لا يُقدّر الزّواج ولا يحترم الحياة الزّوجيّة وبناء الأسرة كما تفعل مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة التي تقدّس الحياة الزّوجيّة وتأطّرها بأطر أخلاقية؛ بحيث تضمن استمرارها وديمومتها في جوّ من السّكينة والرّحمة والألفة والمودّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى