أذاب التبر في صافي اللجين , رشا بالراح مخضوب اليدين

أذاب التبر في صافي اللجين *** رشا بالراح مخضوب اليدين

وطاح علي السحاب بكأس راح *** فطافت مقلتاه بأخرين

رخيم من بني الاعراب طفل *** يجاذب خصره جبلي حنين

يبدل نطقه ضاداً بدال *** ويشرك عجمة قافا بعين

يطوف علي الرفاق من الحميا *** ومن خمر الرضاب بمسكرين

اذا يجلو الحميا والمحيا *** شهدنا الجمع ين النيرين

واخر من بني الاعراب حفت *** جيوش الحسن منه بعارضين

الي عينيه تنتسب المنايا *** كما انتسب الرماح الي ردين

تلاحظ سوسن الخدين منه *** فيبدلها الحياء بوردتين

ومجلسنا الأنيق تضئ فيه *** اواني الراح من ورق وعين

فاطلقنا فم الابريق فيه *** وبات الزق مغلول اليدين

وشمعتنا شبيه سنان تبر *** توقد في اكف الساقيين

اذا ملئ الزجاج بها وطارت *** حواشي نورها في المشرقين

عجبت لبدر كأس صار شمسا *** بحف من السقاة بكوكبين

وقد صاقت يد الأزهار تاجا *** علي الأغصان فوق الجانبين

بورد كالمداهن في عقيق *** واقداح كازار اللجين

وقد جمعت لي اللذات لما *** دنت منها قطوف الجنتين

ومانا من هوي الفيحاء خال *** ولا ممن احببت قضيت ديني

تملك حبه قلبي وصدري *** فأصبح سائرا في الخافقين

وأعوز مع دنوي منه صبري *** فكيف يكون صبري بعد بين

اذا مارام ان يسلوه قلبي *** تمثل شخصه تلقاء عيني

الا يا نسممة السعدي كوني *** رسولا بين من اهوي وبيني

ويانشر الصبا بلغ سلامي *** الي الفيحاء بين القلعتين

وحي الجامعين وجانبيها *** فقد كانا لشملي جامعين

وقل لمعذبي هل من نجازٍٍِ *** لوعدي سالفيك السالفين

سميك كان مقتولا بظلم *** وانت ظلمتني وجلبت حيني

وهبتك في الهوي روحي بوعد *** وبعتك عامدا نقدا بدين

وجئتك وفي يدي كفني وسيفي *** فكيف جعلتها خفي حنين

ولم صيرت بعدك قيد قلبي *** وكان جمال وجهك قيد عيني

فصرنا نشبه النسرين بعدا *** وكنا الفة كالفرقدين

علمت ان وعدك صار مينا *** لزجري مقلتيك بصارمين

وقلت وقد رايتك خاب سعيي *** لكون البدر بين العقربين

فلم دليتني بحبال زور *** ولم اطمعتني بسراب مين

وهلا قلت لي قولا صريحا *** فكان المنع احدي الراحتين

عرفتك دون كل الناس لما *** نقدتك في الملاحة نقد عين

وكم قد شاهدتك الناس قبلي *** فما نظروك كلهمو بعيني

وطاوعت الفتوة فيك حتي *** جعلتك في العلاء برتبتين

فلما ان خلا المغني وتبنا *** عراة بالعفاف مؤزرين

اتهجرني وتحفظ عهد غيري *** وهل للموت عذرا بعد دين

وقلت الوعد عن الحر دين *** فكيف مطلتني وجحدت عيني

اذا ماجاء محبوبي بذنب *** يسابقه الجمال بشافعين

وقلت جعلت كل الناس خصمي *** لقد شاهدت احدي الحالتين

فكان الناس قبل هواك صحبي *** فهل ابقيت لي من صاحبين

بعادي اطمع الاعداء حتي *** رأوك اليوم خزر الناظرين

وهلا طالعوك بعين سوء *** وامري نافذ في الدولتين

وماخفت جناح الجيش الا *** رأوني ملء قلب العسكرين

لئن سكنت الي الزوراء نفسي *** فأن القلب بين محركين

هوي يقتادني لديار بكر *** واخر نحو ارض الجامعين

سأسرع نحو راس العين خطوي *** وأقصدها علي راسي وعيني

واسرح في حمي جيرون طرفي *** واربع في اراضي النيرين

فليس الخطب في عيني جليلا *** اذا قابلته بالاصغرين

فيا من بان لما بان صبري *** وحاربني رقاد المقلتين

تنغص فيك بالزوراء عيشي *** وبدل زين لذاتي بشين

وما عيشي بها جهما ولكن *** رأيت الزين بعدك غير زين​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى