أدوات النفي

النّفي

في الّلغة العربيّة يستخدم أسلوب النّفي لإنكار عمل أو قولٍ ما أو لنقض حجّةٍ أو فكرةٍ أو موضوع معيّن، ومنه يُراد نفي شيءٍ ما سواء كان جملةً أو دليلاً، وعكسه الإثبات، والنّفي في الّلغة العربيَّة نوعان: النّفي الصّريح وهو نفيٌ باستخدام أداة للنّفي، والنّفي الضّمنيّ: هو نفي دون استخدام أداة للنّفي. والنّفي الضّمنيّ بايجاز كأن يستخدم الاستفهام، فيكون الاستفهام بقصد النّفي لا لطلب الفهم والإيضاح، كقوله تعالى﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾، ويكون النّفي باستخدام أسلوب الشّرط وأدواته (لولا/ لو/ لمّا) وهي أدوات الشّرط غير الجازمة، ومن الأمثلة عليها (لو زارني لأكرمته) أي أنّنا نفهم أنّه لم يقم بالزّيارة دون أن يخبرنا بالأمر صراحةً، ويمكن أن يحدث النّفي أيضاً بالتّمنّي، فالتّمنّى طلب لشيءٍ لم يحصل أو لن يحصل، كقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾.

أدوات النّفي الصّريح

أدوات النّفي الصّريح هي (لا، لَمْ، لمَّا، لَنْ، ما، لاتَ، إنْ، ليس، غير، لام الجحود، أن).

دلالات أدوات النّفي ووظائفها

  • لا (النّافية): وهي التي تدخل على المضارع لتغيّر بذلك المعنى من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها: لا تكتب على الحائط، أو لا يزهقُ الحقّ.
  • لا (النّاهية): وهي التي تدخل على المضارع وتجزمه وتعطي معنى النّهي، وبها يتحوّلِ زمن الفعل المضارع إلى الاستمرار أو المستقبل، ومن الأمثلة عليها: ادرس بجدّ ولا تهملْ وظائفك.
  • لا (النّافية للجنس): وهي التي تدخل على الجمل الاسميّة، ومن الأمثلة عليها لا مُحاباة في الحق، أو لا إله إلا الله.
  • لمْ: هي أداة تدخل على الفعل المضارع وتقوم بتغيير المعنى به من الإثبات إلى النّفي فتعمل فيه الجزم، وتحوّلِ هذه الأداة زمن الفعل من الزّمن المضارع إلى الزّمن الماضي، مثل: لَمْ يُدلِ المهندس بصوتِهِ حتّى الآن في الانتخابات.
  • لمّا (غير الظّرفية): هي أداة تدخل على المضارع وتقوم بتغيير المعنى فيه من الإثبات إلى النّفي وتعمل فيه الجزم، وتقوم هذه الأداة بتحويل زَمَنَ الفعل من المضارع إلى الماضي، ومن الأمثلة عليها: حضر كلّ المدعوّون ولمّا يحضر سعيد.
  • لَيْسَ: وهي من الأدوات التي تدخل على الجملة الاسميّة، وتسمّى بالنّاسخة فهي تنصب الخبر وتغيّر المعنى من الإثبات إلى النّفي أيضاً، ومن الأمثلة عليها: ليْسَ التّعلُّم صعباً.
  • لات: هي أداة قليلة الاستخدام وتدخل على الجملة الاسميّة، وهي أداةٌ ناسخةٌ ويكون اسمها محذوفٌ وتقوم بتغييرالمعنى في الجملة من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها لاتَ وَقْتَ لَهْوٍ وتعني: (ما هذا وقْتُ لَهْوٍ).
  • لن: هي أداة نفيٍ تأتي قبل الفعل المضارع، فتقوم بتغييرالمعنى فيه من الإثبات إلى النّفي، وتعمل فيه النّصبَ وتحوّل الزَّمن في الجملة إلى المستقبل، ومثالها: لَنْ تستطيعَ التّوصّلَ إلى نتيجة وأنْتَ غاضبٌ.
  • ما النّافية: وهي حالتَين الأولى والتي تدخل على الفعل الماضي والفعل المضارع وتشبه حالة لا (النّافية) تغيّر المعنى فيتحوّل من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها ما رَضِيَ الولدُ. والنّوع الثّاني تدخل فيه ما على الجملة الاسميّة ناسخةً فترفعُ المبتدأ ليصير اسماً لها وتنصبُ الخبر، وتغيّر المعنى من الإثبات إلى النفي، ومن الأمثلة عليها: ما هذا بقولٍ فصيحٍ.
  • إن: وهي حالةٌ تشابه حالة ما فتسمّى بالعربيّة أختُ ما فتدخل مثلها على الجملة الاسميّة لتغيّر المعنى من الإثبات إلى النّفي، ويمكن أن تجدها مع أداة الحَصْرِ إلّا، ومثالها: إنْ أَنْتَ إِلاّ أخٌ.
  • لام الجُحود: وهي أداة نفي تدخل على الفعل المضارع بعد كان وأخواتها والتي تسبقها أداة نفي لتوكيد النّفي، ومن الأمثلة عليها ما كُنتُ لِأُهمل تربية أبنائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى