أبوبكر حامد وسليمان جاموس

ابننا الصحفي النابه عبد الرؤوف طه انفعل بقضية الأخوين أبوبكر حامد وسليمان جاموس اللذين انضما بطوعهما إلى مسيرة السلام بعد أن كانا في قيادة حركة العدل والمساواة، وساءه ألا يُفاد من قدرتهما على الفعل بالرغم من تأهيلهما للقيام بدور كبير لدعم مسيرة السلام من خلال خبرتهما الكبيرة وإلمامهما بتضاريس العمل المسلح الذي ضلعت فيه كثير من حركات التمرد التي كانا جزءاً فاعلاً وعاملاً فيها، سيما وأنهما أبديا الرغبة في القيام بذلك.

أرجو أن تتابعوا هذه الزفرة الحرى لعبد الرؤوف وهو يحكي عن حال الرجلين بعد أن عادا إلى حضن الوطن :

يوم أن خرج المهندس أبوبكر حامد نور من صفوف العدل والمساواة في العام 2016م، معلناً نهايته مع حمل السلاح والحرب، متخيرًا دروب السلام والسلم، سارعت “الصيحة” لمحاورته بمقره بالقاهرة، حينها قال أبوبكر إنه يحمل مبادرة شاملة للسلام بدارفور وإن الحرب أصبحت بلا طائل، مناشدًا د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، ورفاقه بالانحياز للسلام، وقال بالفم المليان (قد انتهى زمن البندقية التي لم تحقق المطلوب وحان وقت الحوار والسلام).

بعدها عاد الرجل إلى الخرطوم بصحبة رجل العدل والمساواة القوي ومسؤول الشؤون الاجتماعية بها المهندس سليمان جاموس.. كان ذلك في شهر رمضان قبل الماضي، اختارا (الصيحة) منبرًاَ للحديث عن أسباب عودتهما وترك السلاح.. قال أبوبكر حامد نور إنه يحمل مبادرة للسلام، ولا وقت للحرب، قالها كذلك سليمان جاموس أبرز المؤسسين للعدل والمساواة حي على السلام، وأن الظروف مواتية لتحقيقه. وقتها تيقّنت أن السلام آتٍ لا محالة، وأن قادة الحرب في حركة العدل والمساواة عائدون للخرطوم بعد تأكيدات تلقّيتها في حواري مع أبوبكر وجاموس.

ولكن مع مرور الأيام والشهور، وجد أبوبكر حامد نور مبادرته تتبخر في الهواء دون اهتمام من الحكومة والمؤتمر الوطني.

الرجل رغم حماسه الزائد للسلام لم يجد وزميله جاموس الاهتمام من الحكومة التي كان بإمكانها أن تضع لهما اعتبارًا خاصاً من خلال تعيينهما نائبين في البرلمان ومجلس الولايات، من ثم وضع مبادرة أبي بكر حامد نور ضمن أجندة الحوار الوطني بكل ما يعنيه ذلك من رسالة لحاملي السلاح بأن الحكومة لا تُهمل من انحازوا إلى السلام.

ولكن المُحزن أن أبابكر حامد وسليمان جاموس وجدا نفسيهما بلا مهام وبلا أعباء بل تم قتل مبادرة أبي بكر نور دون مبررات وبعد عام من الصمت زارني أبو بكرحامد في مطلع العام الحالي بـ”الصيحة”، وكشف عن إقناعه لمجموعة من القادة الميدانيين بالعدل والمساواة منهم العميد إبراهيم قارسيل بأهمية الانحياز للسلام، وقد نجح في تحويلهم، وعددهم سبعة من القادة الميدانيين من أرض القتال للاستقرار بدولة جارة، رغم ذلك لم تهتم الحكومة والمؤتمر الوطني بالمبادرات التي يبذلها أبوبكر حامد من أجل السلام، وحينما ضاق أبوبكر ذرعًاَ بالإهمال الحكومي، غادر إلى القاهرة واستقر بها، بينما يمارس المهندس سليمان جاموس فضيلة الصمت والصبر الجميل.

ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو الإهمال الذي تعرّض له رجلان في قامة أبي بكر وجاموس بالرغم من تأثيرهما القوي على حركة العدل والمساواة ميدانيًّا.

أود أن أسأل : أما كان الأجدى للحكومة الاهتمام بأمثال هؤلاء بدلاً من الأحزاب التي أُدخلت البرلمان وصارت شوكة حوت للحكومة تُنازعها في أقل الأشياء ولا تراعي مصالح الوطن؟ ماذا يُضير الحكومة والمؤتمر الوطني إذا قاموا بتسكين هذين الرجلين في مناصب متواضعة بدلًا من إهمالهما، وقد تخيّرا طريق السلام دون مفاوضات شاقة أو عنتٍ طويل.

أقترح على الحكومة المسارعة بضم أبي بكر حامد وسليمان جاموس إلى فريق التفاوض الخاص بسلام دارفور على أن يكون أبوبكر عضوًا دائمًا بالملف، وأن يكون جاموس مستشارًا لجهة أنه بات عازفًا عن العمل السياسي بعد تقدّم سنه، فإذا استمرت الحكومة في تجاهلهما فستكون هي الخاسرة وسيربح حاملو السلاح من ذلك بعد أن وصلتهم الرسالة بأنها غير مهتمة بالمنحازين للسلام؟

ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.

عبد الرؤوف طه… القسم السياسي بـ”الصيحة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى