آثار قوم عاد

عاد هي إحدى الشّعوب العربيّة التي سكنت في الجزيرة العربيّة، وأرسل الله لهم هوداً نبيّاً، فرفضوا الخضوع أو الاستجابة له، فغضب الله عليهم وأرسل إليهم عاصفةً قويّة أبادتهم عن آخرهم، باستثناء النبي هود وكل من آمن معه.

مدينة إرم هي العاصمة التي اتخذها قوم عادٍ لهم، وهي تقع في المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعُمان. كان قوم عادٍ يعبدون الأصنام، واتّخذوا من ثلاثة أصنام آلهةً لهم هم صداء وصمود والهباء، وعندما جاء النبيّ هود أمرهم بترك عبادة الحجارة، ودعاهم لعبادة الله لاتّقاء عذاب يوم القيامة، فقابله قومه بالاحتقار، وتمّ وصفه بالسفيه والكاذب والطائش، لكن النبي هود أكّد لهم بأنه رسول الله إليهم نافياً تلك الصفات عنه، وأنّه أراد من دعوته لهم النصح لاتقاء عذاب الآخرة، وذكّرهم بنعم الله عليهم، وأنّه قد أورثهم الأرض من بعد قوم نوح الذين هلكوا بعصيانهم وذنوبهم، ونعمته المتمثلة في قوة أبدانهم التي يتحلون بها، وفي السلطان والمال، لكن قومه لم يلقوا بالاً لكلماته ودعوته، بل استمرّوا منغمسين في شهواتهم وعصيانهم للدعوة، فأرسل الله عليهم ريحاً عاصفةً محملةً بالأتربة والغبار.

آثار قوم عاد

اشتهر قوم عادٍ بقصورهم التي لا مثيل لها على وجه الأرض، وكانوا يقطنون منطقة الأحقاف، وهي عبارة عن منطقةٍ رمليّة تقع في الطريق ما بين اليمن وعُمان؛ حيث قاموا ببناء مدينةٍ عظيمة أطلقوا عليها اسم إرم، وتميّزت مدينتهم بالقصور الشاهقة التي تتزيّن بأعمدةٍ لا مثيل لها، وقد تمّ العثور على آثار مدينة إرم في أواخر القرن الماضي، بعد أن تمّت إزالة الأتربة عنها، وقد كانت سابقاً تُعتبر مدينة إرم عبارةً عن أسطورة إلى أن تمّ كشف النقاب عن آثار المدينة الأثريّة والتي تنتصب في عمق الصحراء.

قوم هود

هم قومٌ يعتقد بأنّ لهم ارتباطاً بمنطقة البتراء في الأردن ومدائن صالح، ورد ذكر قوم هود في القرآن الكريم، ويُعتقد أيضاً بأنهم من اليمن؛ حيث رحلوا إلى الشمال، وقد جاء ذكر قوم هود في القرآن مقروناً بقوم عاد، وذلك بسبب نحتهم للجبال واتخاذها مساكناً لهم، وثمود هي قبيلة من شبه الجزيرة العربيّة، أقاموا في مدينةٍ أطلق عليها اسم ثمود في اليمن، وانتشرت نسبةٌ كبيرة منهم في سيناء والحجاز، وذلك بعد أن انتقلوا باتّجاه جزيرة العرب قادمين من بابل بعد أن قام بنو حامٍ بمزاحمتهم في المكان.

آثار قوم هود

من أقدم الآثار المكتشفة عن قوم ثمود نقشٌ لـ (سرجون الأشوري)، يعود تاريخ هذا النقش إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهو في نفس فترة نشوب المعارك بين قوم هودٍ والآشوريين، وأيضاً ورد اسم ثمود في معبدٍ للإغريق يقع إلى شمال غرب الحجاز، كما جاء ذكر هود في عددٍ من مؤلفات بطليموس وأرسطو وبلينيوس، وفي عددٍ من الكتب البيزنطيّة التي تعود للقرن الخامس الميلادي، وفي عددٍ من النقوش الأثريّة والتي تمّ العثور عليها حول مدينة تيماء القريبة من محافظة تبوك في السعوديّة. من الآثار والشواهد التي تعود حسب المؤرّخين لقوم هود مدائن صالح الواقعة في الجهة الشماليّة الغربيّة من المدينة المنوّرة في السعوديّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى