يسألونك…ماذا يفعلون؟!!! احمد مجذوب البشير

السودان اليوم

الان وقدبلغ الضنك مداه واحيط بالناس وبلغت القلوب الحناجرمن البرم والضيق الذي أكتنف حياتهم وطال معاشهم.. وأستطال الشح وتمدد..شح في الوقود..شح في الدواء..شح في السيولة النقدية..شح في الحركة التجارية..شح في المواصلات..شح في الافكار والخيال..وأخيرا وليس آخرا..شح في الانفس والاخلاق..ثم ماذا بعد؟!!! هل تمضي الحياة علي هذه الوتيره؟! إلي متي يصبر الناس علي الراهن الشحيح علي أمل الغد الواعد الزاهر الباهرولايأتي هذا الغد أبدا..كلما كدنا أن نلمس رجاء الرخاء بأيدينا ونرتشف من معينه.. ولي هاربا مبتعدا لانراه إلا سرابا وحلما بعيد المنال ..كانما يخبرنا انه طموح بالغ العلو..لايناله الا أصحاب الهمم العالية والارادة الفولاذية..ولذلك تتقاصر دونه همم وإراده الذين تولوا أمرنا وأخذو بقيادنا وأصبحنا تحت رحمة قراراتهم المرتجلة ورؤياهم المضطربة..وتصريحاتهم الواجفة المرتجفة.. في كل لحظة وحين قرار ..وفي الغد قرار يجب ماقبله..وفي كل منعطف قول و تصريح وغد نفي وتوضيح..ماهذا ؟!! أهكذا يساس أمرالناس؟!! أهكذا تدار مؤسسات الدول؟!! أهكذا تدبر مصالح البلاد والعباد؟! لقد أطلنا زمان تولي فيه زمام الامور من ليس له أهلية لهذا التكليف..وعندما نتحدث عن الاهلية لانحصرها فقط في المؤهل العلمي الاكاديمي..الذي طاله هو أيضا بعض من تسونامي التردي الذي أصاب كل شء..وإنما نرنو لاهلية بدلالتها النفسية والإجتماعية والاخلاقية أضافة للاكاديمية بطبيعة الحال..فعدم تصدر صاحب الاهلية للامر هو الذي أوصلنا لهذه المرحلة من التردي ..لقد أضحي الناس يتسآلون ..ماالعمل ؟كيف السبيل للخروج من الدائرة الجهنمية هذه؟ماهي

الخيارات؟!!هل هي الانتفاضة والثورة الشعبية علي نسق اكتوبر وابريل مع تشابه المعطيات المحفزة لذلك واختلاف الظرف زمانا ومكانا وتعقيدا سواء كان علي الصعيد الداخلي بكل مشهده المضطرب وفوسيفسائيته المتشابكة والمشتبكة..أوعلي الصعيد الخارجي بتحالفاته ومحاوره المتناقضة والمتضاربة المصالح..في ظل هذا الظرف هل خيار الانتفاضة هو الاجدي..يتسأل الناس..أم ثم خيارات أخري؟هل خيار الرفض والاحتجاج السلبي هو خيار مناسب للحالة الراهنة؟!بحيث تترك الحكومة تفعل ماتشاء دون إكتراث أو ردة فعل من الناس..فيصلون لمرحلة من العدمية واللامبالاة لدرجة تتعادل وتتكافأ فيها الاشياءوأضدادها. فيصبح الشركالخير والخراب والاصلاح سيان..والحق كالباطل..النزاهه كالفساد لافرق..الجمال والقبح متساويان.وتذوب الفوراق بين هذه القيم حد الى لا شي .بل ربما يتمدد هذا الشعور تجاه الوطن نفسه.. فحاله الاحباط والغبن التي تعتري الفرد تجعله لايحفل حتي بمكان نشأته ومرتع صباه..بل يكاد لايحفل بحياته ذاتها..ولذلك هو خيار من أخطر الخيارات و أكثرها تدميرا..فعندما ينتهج الناس السلبية منهاجا وسلوكا وعدم الاكتراث.أسلوبا للحياه..من هاهنا تؤتي الحكومات..ومن هذه الثغرة تنهار الدول وتذهب ريحها..ولكم في العراق عبره ياأولي الالباب لعلكم تعقلون..لقد أوصل صدام حسين الشعب العراقي لمرحله الاحتجاج السلبي هذه بسبب سوء سياسته وإدارته لشئون البلاد وإهداره لمواردها ودخوله في حروب عبثيه أفقرت البلاد وأهلكت الحرث والنسل وجعلتها تحت حصارظالم سنين عددا ..وحاول الشعب عبثا التغيير. ولكنه لم يستطع..فصمت وإستكان و أضحي راغبا في التغيير بغض النظر عن آلية هذا التغيير..فكان الغزو الامريكي وماصاحبه من كوارث وإحن ومآسي ..ولم نذهب بعيدا.؟!!.ففي السودان كان زوال دولة المهدية في عهد الخليفه عبدالله التعايشي وإعادة إستعمار البلاد مرة أخري

علي يد الانجليز بذات المعطيات والاسباب وعلي ذات النسق والسيناريو… وعليه فعلي الحكومة الا تبتهج كثيرا وتذهب بها الظنون مناحي شتي.بسبب السلبية التي أستقبل بها الناس وطأت قراراتها القاسية التي مست عصب حياتهم وسبل معاشهم..فهذه أرهاصات نذرلمن ألقي السمع وهوشهيد..فالحكومات الواعية تسعي سعيا حثيثا لبث الحيوية والدينمايكية في أوساط شعوبها.عن طريق التشجيع وتعبيد الطرق والمسالك للإنطلاق والابداع في جميع نواحي الحياة بشتي ضروبها وإزالة العقبات سواء كانت طبيعية أو ديوانية بفعل البشر ..فالحكومة بسياستها وخططها وجديتها هي من تمنح الثقة لشعبها في قدراته وإمكانياته…وهي من ترعي بذرة الامل بداخله وتتعهدها بالرعاية والاهتمام..حتي تنمو وتكبر وتزدهر وتنتج علما وعملا ورخاءا وإزدهارا..وهي التي تستحثه بحسن تدبيرها وسياستها وقوانينها أن ينظر ويتطلع للامام دائما. وأن الغد أفضل واعد. شحذا لهمته وتجميعا لطاقته نحو مراقي العلا و الهدف المنشود..هكذا تعمل الحكومات الواعية الذكية..همها الاكبر بذل غاية الجهد لرفاهية ورخاء شعوبها..ولهذا في المدلهمات تجد نفسها تقف علي قاعدة صلبة مستعده لبذل الغالي

والنفيس من أجل بقائها في سده الحكم والشواهد والامثلة ماثلة وبائنه لمن أراد الدليل.

أماعن حكومات الخطة والبرامج..والتي يأتي اهتمامها بالانسان في ذيل اولوياتها..الحكومات التي تفتقر للذكاء الفطري البسيط..الذكاء الذي يجعلها تحس بالحد الادني لمطلوبات الحياه بالنسبه لشعبها لتوفره..ولاتبذل جهدا مواز لاهمية هذه الحاجة ..بل تجدها تتلكأ وتتباطأ..بفعل بيروقراطيتها الديوانية القاتلة والمميتة..فتضيع مصالح وتتعطل أعمال.بل ربما تزهق أرواح.بسبب فلان مسافر وعلان في إجتماع وفرتكان لم

يوقع الأوراق..فيزهد الناس في إرتياد الديوان الحكومي إلا للضرورة القصوي..فتتعطل طاقات الانتاج والعمل ويصبح الحال علي ماهو عليه الان.. ويظل سؤال الناس لبعضهم البعض..وقد ضربتهم الحيرة واستبد بهم القلق وحاربهم الدليل..ماذا نفعل؟!! هذا الوضع الراهن هل هو نهاية المطاف وسدرة منتهي آمالنا وأحلامنا؟؟!!.هل تكسرت طموحاتنا ومشاريعنا المستقبلية علي صخر واقعنا الماثل؟؟هل كتب علينا أن نعيش في دوامة هذه المتوالية من ضنك العيش وسوء المعاش منذ الاستقلال وإلي يوم الناس هذا..دون بارقه أمل؟؟ أسئله تحمل فوق ظهرها هموم تهد الجبال الرواسي..وتفتح جروحا تقيحك وإستعصت علي البرء والشفاء..أسئله تحتاج لاجابة ممن هم علي راس الامر..أجابات تحي بصيص الامل الذي أوشك علي التلاشي من نفوس ران عليها الصدي..إجابات بعيدا عن القروض والودائع والمنح والمسكنات التي إعتاد الناس عليها و التي من بها علينا الاشقاء والاصدقاء.إشهارا وإعلانا لعجزنا عن تدبيرأمرنا والاستفادة من ماحبانا الله به من خيرات ..نحتاج لإجابات محفزة مشجعة تزرع الثقة وتعيدها لانفس أضناها الرهق والتعب..أخرجوا أيها الحاكمين صادقيين ومقدريين لهذا الشعب الذي مابخل عليكم حين أستنجدتم به ولذتم إليه..وصبرعليكم .. رغم أخطائكم الكبيره في حقه.. كما لم يصبر علي حاكم من قبل..أخرجوا خاطبوه في المدن البعيده والقري النائية والحلال القصية. خاطبوه بتواضع وإحترام موطئ الاكناف حفاة القدمين مثلهم.. حاسري الراس فلهم إفضال عليكم لاتحصي ولاتعد..فرغم ضيق ذات اليد مازالوا ينتجون ومتمسكين بمهنهم زراعة ورعي وتذهب منتجاتهم صادرا..يستولي علي عائده سفهاء المدن وندمائهم من الموظفين عديمي الضمير والاخلاق..وأخيرا خاطبوا هذا الشعب الصابرالحليم أفرادا وجماعات منتظمة وغير منتظمة ..خاطبوه قبل ان يعبس في وجوهكم و يوليكم ظهره..وإن حدث

هذا..فحينها أعلموا أن سنه الله قد أزفت..ولامبدل لسنته..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى