هل تعانين من “الفوبيا” المرتبطة بالسفر 2019

الخوف يختلف عن الفوبيا، فالأول هو أمر طبيعي له سبب محدد، كأن نخشى الغرق لأننا لا نعرف السباحة، أو نخاف على حياتنا إذا سمعنا على سبيل المثال أن هناك مجرما قاتلا مطلق السراح في شوارع المدينة… إلى آخره.
كل إنسان تقريبا يعاني من بعض المخاوف المسببة، لكن هناك بعض الناس يكونون في حالة عادية وطبيعية تماما ثم فجأة يشعرون بخوف غير مسبب من شيء أو أشياء لا تخيف الكثيرين غيرهم. هذا الخوف الغامض غير المسبب أو المفسر هو مرض يطلق عليه “الفوبيا” وله أنواع متعددة تختلف أسماؤها باختلاف مصدر الخوف نفسه.
لذا فقد يعاني بعض الناس من أحد أنواع “الفوبيا” التي لا يعرف أنه مصاب بها إلا عندما يمر بموقف يولد داخله فجأة نوعا مجهولا من الخوف غير المسبب، كالخوف من الأماكن المرتفعة، أو الخوف من الأماكن المغلقة، أو الخوف من الحشرات، أو الخوف من الطائرات، وغيرها الكثير من الأنواع الشائعة والمعروفة من المخاوف التي قد يعترف بها المصابون بها أو يحاولون إخفاءها خوفا من سخرية الآخرين. كما أن هناك أنواعا أخرى غريبة وغير شائعة من “الفوبيا” التي لا نسمع عنها في المعتاد.
وبما أننا في بدايات فصل الصيف، حيث يحلو السفر والرحلات، فسنتحدث عن بعض المخاوف المرتبطة بهذا الأمر، والتحديات المرتبطة بها والأماكن التي يجب تجنبها في كل حالة، أو الأشياء التي يجب مواجهتها للتغلب على الفوبيا.
فإذا كنت تخططين مثلا لقضاء إجازة في الخارج مع الأسرة أو الأصدقاء، لا ننصحك بالذهاب إلى مدينة نيويورك الأمريكية على سبيل المثال لو كنت مصابة بفوبيا المرتفعات، حيث إن هذه المدينة مليئة بناطحات السحاب التي سيتوجب عليك لصعود أي منها ركوب المصعد لمدة قد تصل إلى 20 دقيقة أحيانا، والوصول إلى ارتفاع أكثر من 440 قدم!، وكذلك مدينة هونج كونج التي تقام المباني فيها في الغالب على مرتفعات ذات نهايات حادة، والأماكن الجبلية الرائعة في إيطاليا وفرنسا وسويسرا. قد يكون الأمر عاديا بالنسبة للبعض، لكنه يكون قاسيا ومرعبا للآخرين من المصابين بفوبيا المرتفعات.
أما النوموفوبيا، فهو نوع من الفوبيا المرتبطة بالسفر، والتي تجعل المصاب بها يشعر في الغالب بالعجز وقلة الحيلة والتوتر الفائق إذا انتهى به الأمر خلال رحلته لأي سبب – وبشكل غير متوقع مطلقا – في مكان نائي أو معزول، وخاصة إذا فقد كل وسائل الاتصال بالعالم بعد ضياع هاتفه الجوال أو تعطله عن العمل بعد انتهاء شحن البطارية.
نوع ثالث من الفوبيا يرتبط بالسفر والرحلات هو الليمنوفوبيا، وتعني الخوف من مياه البحار والمحيطات والبحيرات، وهنا ينصح الخبراء المصابين بمثل هذه الفوبيا تجنب اختيار الأماكن الساحلية أو الشاطئية لقضاء إجازاتهم، وكذلك تجنب السفر بالسفن أو البواخر. وفي حالة الذهاب لأماكن ساحلية أو شاطئية يفضل لهم البقاء بجوار مياه ضحلة وغير عميقة، وكلما كانت شفافة وصافية كان ذلك أفضل لبث شعور بالاطمئنان والتأكد من عدم وجود أي كائنات بحرية مؤذية أو أسماك متوحشة في الماء.
وينصح خبراء علم النفس المرضى بالفوبيا، بمحاولة تجنب مصادر الخوف المرضي الذي يتمكن منهم قدر الإمكان عند التخطيط لرحلة أو السفر في إجازة، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، أو حدثت ظروف طارئة في الطريق وضعتهم فجأة أمام مخاوفهم المرضية غير المسببة، فعليهم في هذه الحالة مواجهة تلك المخاوف بحذر شديد، أو بالأحرى اتباع نظرية اختبار مدى سخونة الماء بمد إصبع واحد للمسه بحذر في البداية، وإذا كان الأمر آمنا يمد المرء إصبعا آخر، … وهكذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى