موقف مهيب من جلالة الملك

موقفٌ مهيب من جلالة الملك يصفه لنا حرفاً حرفاً
موقفٌ نتمنى جميعاً أن نكون بين ثناياه
متراصاتٍ بين صفوفه , مجتمعات تحت رايته

موقفٌ يتمنى الآخرون أن يقِفوه , وأن تحل عليهم خيراته
لكنهم في دنياهم تجاهلوه , حتى حُرِموا نعيمه وبركاته

موقفٌ يجبرني على تكراره حتى تذرف عيناي دموووع الخشية والهيبة ..
انظروا وتمعنوا في وصف الملك لهذا الموقف تمعناً دقيقاً ,
وتصوروه تصوراً وثيقا :

{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

أرأيتم عِظَم الموقف
ودقة الوصف , وروعة المكان والزمان
نساق الى الجنة إن شاء الله
نفحات الجنة تصلنا حيث نسير إليها
الملائكة .. تسلم علينا وتبشرنا بدخول الجنه ..
والله يجعل لنا حرية الاختيار فنتبوأ منها ما نـــشاء من مكان
ونأكل فيها ما نشتهي وزيادة ..
أعدن الآية السابقة بتفكرٍ وتدبر ..

ثم تعالوا إلى الآية التي تليها مباشرة ..

{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَــشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }

نعم والله الحمد لله الذي صدقنا وعده ..
سبحانك يا ربي تباركت في علاك
عملنا في الدنيا على تقواك , فجازيتنا خير الجزاء
بل إن كرمك فاق الوصف والخيال , ورحمتك بنا اسمى من أعمالنا وأكبر ..

ثم في نهابة السورة يقول ربنا جلّ وعلا :

{ وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

الحمد لله رب العالمين
وحُقَّ للقيوم أن يحمد
وحُقَّ للرحيم أن يعبد
وحُقَّ للكريم أن تُتَقى محارمه

إن هذه الآيات السابقات ي
لا تتركني أُبارحها أبداً حتى تجعلني أستحقر كل أمور الدنيا الفانية وملاهيها الزائلة ..
تجعلني أتمنى وأرجو وأدعو الباري بان أكون مع أي زمرةٍ من زمر أهل الجنة ..
تجعلني أتفكر في وصف الملك الرحيم بأهل الجنة حينما يقبلون عليها ..

ما بال أقوام منا يتجاهلون وعد الباري
ما بال أقوام منا يعصون ربهم آناء الليل وأطراف النهار
ما بال أقوام منا يحجبون أعينهم عن الآية التي سبقت الآيات السابقات :

{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }

إذا هم يقرّون ويعترفون بان الحق قد جاءهم فتجاهلوه
وأن الأمر قد كان متضحاً لهم فتعاموا عنه واستحقروه

فما كان جزاؤهم الا أن :

{ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ }

لاحول ولاقوة الا بالله
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك

اللهم اجعلني وقارئ سطوري ووالدينا وأحبتنا وكل من لهم حق علينا

ممن يساقون إلى الجنة زمرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى