موقع جبل الثور

مكة المكرمة أقدس وأطهر مكان على وجه الأرض، فهي من المدن التي لها مكانة خاصة تميزها عن غيرها من المدن في قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم، فهي مسقط رأس أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -، ومهد انطلاق خاتمة الرسالات والأديان ألا وهي رسالة ديننا الإسلامي الحنيف، والقبلة التي يتّجه إليها المسلمين في صلاتهم، وتضم ضمن أراضيها الطاهرة الكعبة المشرفة التي يؤمها المسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، ولأداء العمرة، كما تضم المسجد الحرام الذي أوصانا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بشد الرحال إليه كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)، فكل هذه الفضائل العظيمة لها تجعلها أقدس الأماكن على وجه الأرض.
وتقع مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في الجهة الغربية منها، بحيث تبعد إلى الجهة الجنوبية الغربية عن المدينة المنورة ما يقارب الـ 400 كم، وتبعد 120 كم إلى الشرق من مدينة الطائف، كما تبعُد عن مدينة جدّة وساحل البحر الأحمر حوالي 72 كم، وتقدّر مساحة مكة المكرمة بـ 850 كم مربع، وجزء من هذه المساحة والتي تقدّر بـ 6 كم مربع تذهب إلى مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، لكن المدينة ليست بأكملها مأهولة بالسكان، بحيث يتوزّع السكان في 88 كم مربع منها فقط، وترتفع مكة المكرمة عن مستوى سطح البحر بما يقارب 277 م.
تتنوع تضاريس مكة المكرمة بين الأودية والجبال، بحيث تضم هذه المدينة العظيمة العديد من الأودية والجبال التي لها مكانة تاريخية، لكننا في هذا المقال سنكتفي بالحديث فقط عن أحد جبال مكة المهمة ألا وهو جبل ثور.
يقع جبل ثور جنوبي مكة المكرمة، بحيث يمتد على مسافة 4123 م من الشمال إلى الجنوب، و4000 م من الشرق إلى الغرب، ويقدّر ارتفاع قمة هذا الجبل بـ 728 م فوق مستوى سطح البحر.  وسميّ جبل ثور بهذا الاسم نسبةً إلى وجود غار ثور فيه، وهو المحطة التي استقرّ فيها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه خلال طريقهما للهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وفي أثناء مكوثهما أتت قريش للبحث عنهما، واستمرت في البحث حتّى وصلت إلى فم الغار، ممّا أثار الخوف في قلب أبو بكر على رسول الله، وقال له : (لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه)، فردّ عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلاً :(يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، فبقدرة الله عزّ وجل وفضله ذهبت قريش من عند الغار دون رؤية رسول الله وأبو بكر الصديق.

وقد ذُكرت حادثة غار ثور في القرآن الكريم في قوله تعالى : (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى