موضوع بعنوان اليوم العالمي للمرأة

المرأة ومكانتها

المرأة هي النِّصف الثاني من المجتمع، وهي التي تُعِدُّ نِصفه الأول من أجل النّهضة والعُمران، ومنه فإنّ السرّ في نجاح المُجتمعات يكمُن في تَمكين المرأة ومساواتها مع الرجل من أجل الوصول إلى بيئةٍ صحيةٍ ومُتطوّرة، تكتمل فيها عوامل التفوّق، والنّجاح، والتّقدم، والازدهار.

قد تُثيرُ مُصطلحات التّمكين أو المساواة امتعاضاً لدى البعض، سواءً عند النساء أو الرجال، ولهم الحق جزئياً في ذلك؛ فقد أساء البعض استعمال هذه الأفكار؛ حيث قاموا بتحويلها إلى ذريعةٍ يتمّ من خلالها ابتذالُ المرأةِ واستغلالها جنسياً في أعمالٍ مُنافية للأخلاق، وقد بدأ هذا الابتذال واضحاً في بعض المُجتمعات، خاصةً مع ظُهور النّزعات الرأسمالية، التي عملت على استغلال كلِّ شيءٍ في سبيل تحقيق مطامعها وأغراضها، وأوّل ما تمَّ استغلاله بسبب هذه النزعات الإنسان، ومن ثمّ المرأة.

إنّ بعض التصرّفات الخاطئة التي يُمارسها البعض لا يَجب أنْ تَحجبَ عنا تلك الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، والمُتمثّلة في أنَّ المُجتمعات لن تُحققَ ما تُريدُه دون المرأة، ولن تَنهضَ دونَ إشراكها في مُختلفِ الأعمال، واستغلال قُدراتها التي تتوفّر فيها بشكلٍ جيّد.

اليوم العالمي للمرأة

نظراً لأهميةِ المرأةِ ومكانتها؛ فقد تمَّ تخصيصُ يومٍ كاملٍ لها، وهو في الثامن من شهر آذار من العام الميلادي؛ حيثُ يتمّ في هذا اليوم الاحتفال بالإنجازات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تَتَحقّق على أيدي النساء، وهناكَ بعض الدول تَحوَّل فيها هذا اليوم إلى يوم إجازةٍ واستراحةٍ للنساء.

وقد جاء إصدارُ قرارِ الاحتفالِ بالمرأة في يومٍ خاص بها في عام ألف وتسعمئة وسبعةٍ وسبعين ميلادية، وذلك مِن قِبَل الأمم المتحدة، وبعد أنْ صَوّتَتْ الدّول على اختيارِ يومِ الثامن من شهرِ آذار ليكونَ اليومَ الخاص بهذه المناسبة.

أتاح اليوم العالميُّ للمرأة فرصةَ تسليطِ الضوءِ على إنجازاتها، مما أدى إلى تَعرُّف النساء – شرقاً وغرباً – على إنجازهنّ في المجالات والأصعدةِ المختلفة؛ الأمر الذي أدى إلى تَحفيز النِّساء اللواتي اعتقدن أنَّ القِطار قد فاتهنَّ، أو تَحفيز أُخرياتٍ على المُطالبةِ بِحقوقِهنَّ المَسلوبة حول العالم؛ فبعض النساء والجمعيات النسوية تَحشد في هذا اليوم لِمظاهراتٍ عظيمةٍ تهدف إلى التعريف بقضايا المرأة العادلة.

استطاعت الجهات المُنظّمة تحقيقَ مكاسبَ للمرأة، ربّما لم تكتمل على الوجه الأمثل والمطلوب نظراً لقلةِ الوعي السائد في بعض المجتمعات، بالإضافة إلى عدمِ وجود الإرادة السياسيّة الحقيقية التي تَطمح إلى إحداثِ التغيير المَنشود، عدا عن مَصلحة البعض في تَجهيلِ المرأة لِأسباب رأسمالية كما ذكرنا مسبقاً؛ فالجهل بيئةٌ مناسبةٌ جداً ليقوم القوي باستغلال الضّعيف، وفي الحقيقة ليس هناكَ ثمَّة شخص ضعيف، إنّما جَهلُه هو الذي يُضعفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى