مقاومة خلل النظام الغذائي عند المراهقات 2019

تتكرر شكوى المراهقات من الضعف والإعياء الجسدي وتزداد معاناتهن من سوء التغذية وعدم ملائمة نظامهن الغذائي اليومي مع متطلبات أجسامهن من العناصر الغذائية السليمة، وكلها أعراض تؤدي إلى خلل في النظام الغذائي للجسم. الغذاء بلا شك هو مصدر الطاقة التي يحتاج الجسم إليها لأداء مختلف الوظائف الاعتيادية، وأي خلل في طريقة تناوله يؤدي إلى ضعف عام في الجسم، الأمر الذي يسترعي الانتباه ويتطلب المقاومة.
يشير خبراء التغذية إلى أن خلل النظام الغذائي ليس من الضروري أن ينتج عن تناول كميات غير كافية من الطعام، فهناك نوع آخر يتمثل في تناول الطعام بإفراط فيما لا يتوافق مع قدرة المعدة على تحمله. ومن الأمراض الشائعة التي تتسبب مباشرة في خلل النظام الغذائي النهام العصبي وفقدان الشهية.
يتمثل النهام العصبي في إقبال المراهقة على تناول الأطعمة بكثرة نتيجة لشعور وهمي ينتابها بقدرتها على تناول كميات تفوق سعة معدتها، وبعد أن تدرك زيادة هذه الكميات عن طاقتها على الهضم تقبل على التخلص من الزيادات من خلال التقيؤ. أما فقدان الشهية فهو يصيب المراهقات بإحجام عن الطعام خشية الإصابة بزيادة في الوزن، الأمر الذي يؤثر على انتظام الدورة الشهرية وعلى نمو الجلد والعظام.
تقبل المراهقات أحيانا على تناول نوعية واحدة من الأطعمة أو مضغ مواد غير صالحة للأكل، وهذا السلوك متعارف عليه علميا باسم “شهوة الغرائب”. ويتطور الأمر مع بعضهن إلى الاستحواذ أو التفكير باستمرار في كيفية الحصول على النوعيات المثلى من الأغذية من حيث الجودة، رغبة في الحصول على جسم مثالي وتفادي النوعيات المضرة من الأطعمة، وهذا السلوك هو مرض نفسي معروف باسم “الأرثوركسيا”.
يلقي خبراء التغذية باللوم على الأسرة في إصابة عضواتها من المراهقات باضطرابات في التغذية، فمن أبرز واجباتها مراقبة النظام الغذائي للأبناء والإشراف عليه ومنعهم من الإضرار بأنفسهم بإتباع السلوكيات المضرة التي سبق الإشارة إليها، أما عن كيفية التصدي لخلل النظام الغذائي ومقاومة أضراره فهناك عدة وسائل تبدأ بمصارحة المراهقة نفسها بإتباعها سلوكا غذائيا غير صحيح من الواجب الإقلاع عنه واقتناعها بضرورة الاستماع إلى نصائح من هم أكثر خبرة منها في هذا الشأن.
كيفية اتباع نظام غذائي سليم
” مشاورة صديق أمين
تجد المراهقة أحيانا صعوبات في البوح بما يؤرقها وتتردد في الكشف عن أسرارها الشخصية للمحيطين؛ لذا اللجوء إلى صديق أمين هو الحل. لا تترددي في مشاورة صديق لك عند إصابتك بمشكلات في التغذية وبشعورك بميول تجاه سلوكيات غذائية ضارة، والتي عادة ما تصاحب فترات الانزعاج أو القلق أو الاضطراب النفسي عند المرور بأزمات عاطفية. سيشعرك البوح بمشكلاتك العاطفية ومشاركة الآخرين آلامك النفسية براحة وسيُكسبك بعض الهدوء وقد يسهم في معالجتك من الخلل الغذائي دون الحاجة إلى التدخل الطبي، خاصة إذا ما كنت في مرحلة متقدمة من الإصابة بالخلل.
” استشارة أخصائي تغذية
إذا ما تطور بك الأمر وبدأت تأثيرات الخلل الغذائي تبدو على حالتك الجسدية في صورة ضعف وتراجع القدرة على القيام بالمهام الأساسية فهنا اللجوء إلى أخصائي تغذية هو التصرف السليم لمقاومة حدوث مضاعفات. استشيري الطبيب لترشيح نظام غذائي أفضل يضمن تحسين حالة الجسم ومضاعفة مقاومته. يمكنك أيضا الاستعانة بفيتامينات لمقاومة الضعف، أما إذا ما كنت تعانين من زيادة في الوزن وترغبين في الحصول على وزن مثالي أو الحفاظ على وزنك الحالي فاعلمي أن الأمر يحتاج لمزيد من الجهد والصبر وليس الاكتئاب والاستسلام لسلوكيات غذائية مُضرة.
” الاستعانة بطبيب نفسي
لا عيب في مراجعة طبيب نفسي لمساعدتك في تحديد مشكلتك النفسية والتصدي لها بالطرق السليمة حيث قد تخجلين من التصريح بمشكلاتك لأحد الأصدقاء أو الأقارب، أما الطبيب النفسي الذي لا تربطك به صلة قرابة أو سابق معرفة قد تصارحينه بمشكلاتك بدون خجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى