مقارنة الازواج تودى الى خراب البيوت 2019

حديث المرأة عن حياتها الخاصة تنفيس عن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها.
* مقارنة الزوجة لزوجها بغيره من الأزواج لا تزيده إلا قصوراً.
* من النساء من تظن أن زوجها سيصبح نسخة من غيره فور سماعه كلامها عن زوج صديقتها أو قريبتها.
* الإعلام يزرع في أذهان الفتيات صوراً خيالية عن الزوج فإذا تزوجن بدأن يقارن أزواجهن بتلك الصور.
* و.ق.ع: المقارنة فطرة، فرغم أنني لم أتزوج بعد إلا أنني أقارن بين من يتقدمون لخطبتي

مقارنة الأزواج..

وصفة نسائية لخراب البيوت!

منذ الصغر تتلقى فتياتنا مفاهيم وتصورات ومقاييس ومواصفات لفارس الأحلام تجعله أقرب إلى رفيق في الجنة لا زوج في الدنيا، ويتوقعن أن يعشن في عالم وردي يملؤه الحب مع زوج صالح يمثل ينبوعاً لا ينضب من الحب والحنان والرحمة والوسامة والغنى. وتأتي وسائل الإعلام لتؤكد هذه الصورة الوردية بالروايات والقصص الرومانسية فتكتشف الزوجة القابعة في بيتها أو العاملة في وظيفتها أن زوجها لا يحبها ولا يسمعها معسول الكلام كما يفعل الممثل ((س)) في الفيلم، وأنه لا يغمرها بمدد لا ينقطع من العواطف وسكن دافئ وأحضان وأمان لا تنفذ. فهي تريد زوجاً يعطف ويجامل، يحب ويعفو، يعطي ولا يمن. ولأن الحياة دائماً ليست مثالية والأزواج بشر يصيبون ويخطئون يحبون ويسأمون ويملون، يعطفون ويغضبون تبدأ الزوجة في مقارنة زوجها بالزوج المثالي الذي تحتفظ به في خيالها، فإذا اختلطت بغيرها من الزوجات وسمعت منهن – صدقاً أو رياءً- ما يطابق بعض تلك الصفات بدأت تقارن زوجها بهؤلاء الأزواج وتلوم حظها العاثر وربما تحسد هؤلاء الزوجات اللائي يتمتعن بأزواج مثاليين أو تحقد عليهن.

وللإنصاف فإن كثيراً من الزوجات لا يبحثن في أزواجهن عن الزوج المثالي وإنما يقارنَّه بنماذج واقعية ملموسة من الأزواج فقد لا تكون المقارنة مبعثها خيال الزوجة بل تقصير الزوج، فالفتاة التي تنشأ في بيت يقوم فيه والدها بكل مسؤوليات الزوج ثم تفاجأ بعد زواجها بأن عليها أن تربي الأولاد وتنفق على البيت هل يلومها أحد إذا قارنت بين والدها وزوجها؟!

وربما تقع الزوجة في دائرة مقارنة زوجها بغيره جراء المناخ الاجتماعي الذي تعيشه من حيث الانفتاح والهوس بالمادة وشيوع المباهاة والمفاخرة بين أفراد المجتمع وغياب المعايير الشرعية التي تحكم الحياة الزوجية، كما قد تلجأ الزوجة إلى مقارنة زوجها بغيره لتسوّغ لنفسها رأيها السلبي فيه وتؤكد أنها ضحية لزواج لا يلبي طموحاتها.

ربما يكون اهتمام المرأة بالمظهر والماديات مبعث مقارنتها زوجها بغيره من الأزواج ويزداد الأمر مع أي مشكلة أو تقصير من الزوج فتأخذ الزوجة في سرد مزايا فلان من الأزواج ناسية أن ذلك يقودها إلى المشكلات إذ لا يمكن أن يعدّل الزوج من سلوكه لمجرد مقارنته بصديق أو أخ أو غيره.

القضية خطيرة ومنتشرة بين النساء لذا رأينا أن نقلب أبعادها ونبحث عن أسبابها ونقف على نماذج منها ونستطلع آراء الخبراء فيها.

أم أحمد (أم لأربعة أولاد كبار) ورغم ذلك فهي غير راضية عن زوجها. تقول: كان زوجي في بداية حياتنا منظماً جداً لكنه بعد أن كبر في السن أصبح كسولاً جداً.. وعندما أقارنه بزوج جارتي أو زوج أختي أجد اختلافاً كبيراً فالأول هادئ ومنظم، والثاني حازم ويحب الهدوء في كل شيء.. أما زوجي فقد أصبح مشاكساً، وربما يعود ذلك إلى مرضه وزيادة المشاكل من حوله.

وتقول فاطمة محمد: في بداية حياتي الزوجية تعرضت لمشكلات كادت أن تنهي حياتي كزوجة فقد أقدمت على الزواج بآمال وطموح لا حدود لها. كنت مدللة في بيت أهلي، فظننت الزواج سيكون أكثر دلالاً، ولكن اتضح لي العكس.. فالزواج مسؤولية بيت وزوج يأمر وينهى ويحاول أن يفرض شخصيته.
لم أتقبل الوضع الجديد، وأخذت أقارن بين حياة الدلال الآفل والجد القادم وبين الوالد وحنانه والزوج وأوامره لكني في النهاية اقتنعت بعدم جدوى هذه المقارنة وتكيفت مع حياتي الجديدة.. وتقبلت زوجي بعيوبه ومزاياه ثم اكتشفت أني كنت مخطئة عندما كنت أقارن بينه وبين غيره – حتى وإن كان والدي – لأن طبائع الناس لا يمكن أن تتفق..

الرجال أيضاً يقارنون
أم فهد (زوجة حديثة الزواج والتجربة في هذا المجال)، تقول: المقارنة لا تقتصر على النساء فقط فالرجال يميلون إلى مقارنة زوجاتهم بغيرهن لكن الرجل لا يحب أن يكون مجال مقارنة مع أحد مهما كانت الأسباب، ولكنه لا يحاول التغيير ليبدو كمن قورن به إرضاءً لزوجته.. أما مقارنة الرجال بين زوجاتهم وغيرهن من النساء كالأم مثلاً أو الأخت، وأحياناً بمن يرى على شاشات الفضائيات فهذا يؤثر سلبياً على نفسية المرأة، فهي بطبيعتها عاطفية تحب أن تكون متميزة وتكره أن تقارن بغيرها.. لكن قد تستجيب المرأة بعكس الرجل وتعمد إلى التطوير نحو الأفضل لتبدو أمام الزوج أحسن حالاً خاصة ما يتعلق بالجمال والمظهر.

المقارنة فطرة
وفاء.ع. (آنسة لم تجرب العيش في عالم الرجال) ولكنها ترى أن المقارنة فطريّةٌ في الإنسان وخاصة النساء.. وتقول: أنا من الآن أقارن بين من يتقدمون لخطبتي؛ لأتمكن من الاختيار المناسب.. ولا أعتقد أني سألجأ إن شاء الله للمقارنة بين زوجي وغيره من الرجال لأني سأختاره بقناعة وأتحمل مسؤولية اختياراتي مهما كانت النتائج.
ربما يكون اهتمام المرأة بالمظهر والماديات مبعث مقارنتها زوجها بغيره من الأزواج ويزداد الأمر مع أي مشكلة أو تقصير من الزوج فتأخذ الزوجة في سرد مزايا فلان من الأزواج ناسية أن ذلك يقودها إلى المشكلات إذ لا يمكن أن يعدّل الزوج من سلوكه لمجرد مقارنته بصديق أو أخ أو غيره.

مها ع.س، ترى أن المرأة التي يرزقها الله زوجاً صالحاً تجد منه الحب والقوامة والمودة ليست في حاجة إلى مقارنته بغيره من الرجال. ومن ناحية أخرى فإن الزواج قسمة ونصيب ولن تجد المرأة زوجاً كاملاً..

وتذكر م.ع.ب تجربة وقعت لصديقتها كادت أن تؤدي إلى طلاقها فقد كان زوجها يكثر السهر خارج البيت ولم تجد محاولاتها في إثنائه عن عادته تلك فكانت تقارن بينه وبين زوج أختها الملتزم بالمواعيد والمحافظ على بيته وعائلته، فتأزمت المشكلات بسبب هذه المقارنات، ومنعها زوجها من زيارة أختها وساءت العلاقات بين الأسرتين.

وترجع أم مهند مقارنة الأزواج إلى أن المرأة عاطفية بطبيعتها تحب المشاركة الوجدانية والمواساة فما أن تسمع صديقتها تتحدث عن عيوب زوجها ومشاكله الكثيرة تبدأ في مشاركتها ومحاولة التخفيف عنها فتذكر بدورها مزايا زوجها وما يفعله لها. وهذا يثير في نفس صديقتها الغيرة وتبدأ مرحلة المقارنات تلعب دورها، وتلجأ الزوجة إلى الحديث عن حياتها الخاصة كنوع من التنفيس في حالة عدم استقرار وضعها الأسري، لكن هذا التنفيس مؤقت ولا يغيّر من الأمر شيئاً بل يزيد المشكلات.. وفي هذا الجو النسائي تكثر الحكايات والروايات وكل منهن تنشر أسرارها ومن هنا تبدأ المقارنات وأغلبها تكون عند النساء في أمور يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها مثل السفر، الزيارات، الشكل، الثراء..
ومهما قارنت الزوجة بين زوجها وغيره من الرجال فلن تتوصل إلى نتيجة مرضية، فبعض النساء تظن زوجها سيصبح نسخة من غيره فور سماعه كلامها عن زوج صديقتها أو قريبتها.

بينما تذكر منيرة السعيدان أن أخت زوجها انفصلت عن زوجها بسبب تمجيد صديقاتها لأزواجهن وافتقادها للكثير من الصفات الجميلة التي يتحدثن عنها في زوجها فكانت تشكو من عدم قدرة زوجها على الذهاب بها للسياحة لماليزيا كما يفعل أزواج صديقاتها وكثيراً ما تصرخ في وجهه إذا رأت لباس صديقاتها ومجوهراتهن أو إذا سافرت إحداهن لأوروبا أو أجرت عملية تجميل أو أهداها زوجها عطراً فاخراً فتأزمت الأمور بينهما وطلقها.

وتشير زهرة اليوسف إلى أن من أبرز المزايا التي تجعل المرأة تتحدث عن زوجها باستمرار مزايا الشكل والثراء فإذا كان الزوج غنياً فإننا نجد المرأة كثيراً ما تردد مزاياه وامتيازاته وكأنه أفضل رجل في الكون لاسيما إذا كانت المرأة من الأسر متوسطة الحال ففي هذه الحال نجدها تمجد زوجها وتعدد محاسنه وذلك لأنها عاشت نقلة من فقر إلى ثراء مفاجئ أما مزايا الدين والخلق فهي مع الأسف الشديد آخر ما تفكر فيه معظم النساء.

وتدعو أم عبد العزيز الزوجة العاقلة إلى الصبر والتحمل وعدم مقارنة زوجها بغيره من الرجال فلكل إنسان شخصيته المستقلة وتفكيره وطريقته في الحياة. فالمقارنة أحياناً تكون ظالمة، فكما أن المرأة تكره المقارنة بينها وبين غيرها حتى لو كانت أختها فكذلك الزوج لا يحب سماع تلك المقارنات.. فقد تكون باباً للخلاف واتساع الفجوة بين الزوجين بدلاً من تقريب وجهات النظر.

أما وضحى. م.ح، فتدعو إلى تعليم البنت أن الزوج الكامل ليس له وجود في الواقع وعندما ترزق بزوج عليها أن تعلم أنه قدرٌ مقسوم لها فلا تنظر لغيره ولا تقارن بينه وبين غيره.
وعندما تتزوج الفتاة ينبغي أن تعلم أنها سوف ترتبط برجل غريب عنها في عاداته وطريقة تربيته ولن تجد زوجاً يوافق هواها بل لابد من الاختلاف.

وتدعو أم رنيم (معلمة) إلى تعليم فتياتنا أن النفس مجبولة على النقص، وأن الدنيا لا تخلو من الكدر وأنه لا يوجد زوج كامل.
وتضيف: إن الزوجة قد تذكر عيوب زوجها لأنها تريد حلاً لمشكلاتها معه أو لتواسي نفسها عندما ترى أن الأخريات يعانين مما تعاني منه.

وتدعو جوزاء المطلق (أخصائية نفسية واجتماعية) الوالدين إلى تهيئة ابنتهما لمرحلة ما بعد الزواج وإخبارها أن الدين والخلق الحسن في الزوج من أساسيات الزواج الناجح وأن باقي الأمور من ماديات وجمال أمور ثانوية، وتضيف جوزاء: عندما كنت فتاة كان همي الأول أن يكون عندي زوج بجمال يوسف عليه السلام وبغنى قارون وكنت أضع شروطاً تعجيزية لمن يرغب في الزواج مني وبعد تخرجي من الجامعة وجدت أن أكثر مريضاتي من صاحبات الغنى والثراء الفاحش ووجدت أن السعادة في الرضا فصرفت النظر نهائياً عن شروطي ورضيت بالزواج من داعية معروف ساندني ودعمني حتى واصلت مرحلتي الماجستير والدكتوراه.

منيرة (معلمة)، لا ترى عيباً في أن تتكلم عن بعض عيوب زوجها عندما تعظ إحدى صديقاتها لتي تعاني هي أيضاً من مشكلة ما مع زوجها فتقول لها مثلاً: أنا أعاني مما تعانين ومع ذلك أصبر، لكن في غير ذلك فإن المقارنة غالباً ما تؤدّي إلى مشاكل جسيمة قد تنتهي بالطلاق ولا تؤدي أبداً إلى الأحسن. وتقول منيرة: أعرف زوجة ألهبت ظهر زوجها بالمقارنة بينه وبين غيره فانتهى به الأمر إلى العلاج النفسي لأنه كان ضعيفاً ولم يستطع طلاقها، وترجع منيرة كثرة المقارنات بين الزوجات إلى كثرة الاختلاط بينهن وعدم رضا كثير منهن بنصيبهن من الزواج.

أم أسامة تؤكد أن مقارنة الزوجة لزوجها بغيره لا تزيده إلا نفوراً وتدعو الزوجة أن تستر عبوب زوجها ولا تتكلم عنه، وتتعجب من الزوجة التي تتصدر المجالس بالحديث عن مساوئ زوجها فذلك من أمراض النفوس فالله سبحانه وتعالى جعل من الرضا والقناعة علاجاً لكثير من تلك الأمراض.

أما م.أ (معلمة)، فتقول إن الزوجة تذكر بعض مزايا زوجها من باب شكر النعم أو الثناء عليه ومدحه أمام أقاربه وأهله وهذا لا ضير فيه.

لكن أم عائشة ترى في حديث الزوجات عن أزواجهن ثرثرة فارغة وتدعو كل زوجة أن تتغاضى عن سلبيات زوجها وتنظر لإيجابياته فهي (الزوجة) غير كاملة فكيف تطلب الكمال من غيرها والكمال لله وحده، وعليها أن توازن بين السلبيات وإن أرادت أن تحكي تجربتها للأخريات للاتعاظ والاستفادة منها فعليها ألا تحكي بشكل مباشر حتى لا تذهب هيبة زوجها عند الآخرين.

دور الإعلام
وتشير أم عادل (معلمة) إلى أن للإعلام دوراً مضللاً لفتياتنا في توجيه فكرهن تجاه الحياة الزوجية مما يجعلهن يصطدمن بالواقع وتبدأ كل واحدة بعد الزواج تقارن زوجها بما كانت تحلم به وهنا تأتي مسؤولية الآباء والأمهات في توعية الفتاة بحقيقة الحياة الزوجية.

س.ص (تعمل بأحد مشاريع التزويج وحل المشكلات العائلية) وبالتالي فهي تقف على نماذج كثيرة من مشكلات مقارنة الزوجات لأزواجهن. تقول: كثيراً ما تنتهي ثرثرة النساء إلى مقارنة كل زوجة لزوجها بأزواج الأخريات سواء في التزامه أو معاملته أو غناه وأن كثيراً من النساء يحكين قصصاً مبتورة ومواقف متقطعة لإبراز مواقف الزوج الإيجابية، ويتسابقن فيها بينهن على مكانة كل واحدة لدى زوجها وهنا يكمن الخطر إذ تغار الأخريات ويقارنَّ ويواجهن أزواجهن بذلك مما يتسبب أحياناً كثيرة في الطلاق كما يؤثر ذلك على اقتناع الزوجة بزوجها واختلاق قصص خيالية تعيش في ذهنها وأحلام يقظة تتمنى تحقيقها من زوجها المسكين.
أما فتياتنا فقد تشوهت صورة الزواج الحقيقي في أذهانهن فعلى الوالدين دور قبل الزواج وبعده فقبله بتأهيل الفتاة للحياة الزوجية وبعده بوعظها بأن لكل شخص نقاط ضعف وسلبيات ولا يخلو إنسان من ذلك وأن الزواج آية من آيات الله فهو شيء عظيم ليس مجرد عواطف وترفاً وسفراً فقط ولكن مسؤولية ورعية أيضاً.

قنبلة مدمرة
سامية النور (مشرفة تربوية) تصف تلك المقارنة بأنها قنبلة مدمرة وسهم قاتل للأسرة، وتضيف بعدا سلبياً آخر للمقارنة يتمثل في انجراف البعض خلف المظاهر الخادعة والدخول في منافسات الماديات البراقة الأمر الذي قد يلقي بالزوج في هوة الخسائر المادية والديون الطائلة..
وتدعو سامية النور الزوجة إلى الركون إلى ميزان عادل منصف يقودها لتلمٌّس الجوانب الحسنة في شخصية زوجها وأسلوب تعامله بعيداً عن استخدام أساليب النقد واللوم والتذمر والتي عادة ما تترافق مع عملية المقارنة..

وتلفت هدية فيروز (ربة بيت) إلى دور الإيمان بالله والرضا بقضائه في التخفيف من حدة تلك المشكلة وتحاشي آثارها المدمرة على نفسية الأزواج وواقعهم.. فحينما يصل الإيمان أوجه في المرأة تدرك أن الاختلاف سنَّة الحياة في هذا الكون فتعي المغزى الحقيقي للقناعة والرضا بما هو مقدر لها من رب العالمين.

وتدعو ابتسام محمد (ربة بيت) الزوجة التي تقارن زوجها بغيره من الأزواج أن تنظر للجزء الممتلئ من الكوب بدلاً من الانشغال بالنظر للجزء الفارغ، ففي مقابل العيوب التي تراها في زوجها هناك مزايا وفي مقابل ما تسمعه من مزايا الأزواج الآخرين هناك عيوب.

إيجابية المقارنة
الدكتور محمد غازي (استشاري الأمراض النفسية) يرى أن المقارنة قد تمثل في بعض الأحيان دافعاً إيجابياً يقود المرء إلى تحسين مستواه وأسلوبه في الحياة هذا من الناحية الإيجابية.. أما من الناحية السلبية فإن حدة المقارنة قد تتحول إلى شكل من أشكال الوساوس لدى المرء نتيجة لإشغال تفكيره بهذا الأمر بصورة مفرطة، هذا علاوة على أن الإفراط في المقارنة قد يؤدي إلى انصراف كلا الزوجين عن الآخر.. وتتلاشى معالم القبول والرضا لتحل محلها مشاعر الاستياء والنفور.. وكل هذا قد ينتهي بالحياة الزوجية إلى التدمير.

وفي السياق نفسه ترى نفيسة الحمدان (أخصائية نفسية) في حديث الزوجات عن أزواجهن نوعاً من الحب والعاطفة فالمرأة التي نراها تتحدث عن زوجها بكثرة يكون ذلك ناتجاً عن حبها له وعاطفتها القوية تجاهه، لاسيما أن أكثر النساء معجبات بأزواجهن مهما كان مستوى جمالهم وأخلاقهم وكل فتاة بزوجها معجبة.

أما مها الرمحي فلا ترى في حديث الزوجة عن زوجها بفخر أي عيب سيما إذا كان له موقف بطولي مشرّف تجاهها أو تجاه أحد أفراد أسرتها وتضرب مثلاً بزوجها وتقول: قبل عامين سافرت مع أهلي لإحدى الدول العربية ووقع لنا حادث أصبت على إثره بكسور حادة وتخلى عني الجميع ولم أجد بجانبي سوى زوجي الذي تبرع لي بالدم ورافقني إلى بريطانيا للعلاج على حسابه الخاص واستقدم ممرضة خاصة للعلاج الطبيعي وكثيراً ما كنت أجده يبكي بجانبي في المستشفى حتى شفاني الله تعالى.

ومثلها لنا الهاجري فهي كثيراً ما تمجد زوجها أمام إخوتها وتقارنه بهم وتبين لهم أنه أفضل منهم وأنه محافظ على الصلاة وملتزم بدينه وبار بوالديه وواصلٌ لرحمه.

المقارنة شرخ في بيت الزوجية

تقول د. فائقة جوانا (أستاذة علم النفس في كلية الآداب للبنات بالدمام): إن مقارنة الأزواج تزداد بصورة أكبر لدى المرأة غير العاملة نظراً لاعتمادها على الزوج اعتماداً كلياً في توفير متطلبات الحياة، هذا علاوة على أن اهتمامات المرأة العاملة تختلف في أحايين كثيرة عن اهتمامات المرأة غير العاملة الأمر الذي يعطي مجالاً كبيراً للمقارنة لدى ربة البيت.. وتشدد الدكتورة فائقة على ضرورة عدم وضع الزوج في قائمة المقارنة مع أزواج القريبات والصديقات لاسيما أن المقارنة تفضي في كثير من الأحيان إلى عدم الرضا بالواقع وتقود المرأة لمطالبة الزوج بأمور فوق استطاعته.. ومن ثم لابد من إيجاد نوع من القناعة والفهم المشترك في سياق العلاقة الزوجية للوصول إلى أرضية صلبة تقود الحياة الزوجية إلى مرسى الأمان، من المهم أن يسود العلاقة الزوجية مشاعر التفهم التي تكفل لكلا الطرفين حياة أسرية مستقرة خالية من المقارنات المدمرة، فحينما تتسلل مشاعر المقارنة إلى الحياة الزوجية فإنها قد تحدث شروخاً وجروحاً يصعب التئامها الأمر الذي ينذر بفشل الحياة الزوجية وبهدد استقرارها.

ومن أجل ترسيخ قناعة كل طرف بالآخر تدعو الدكتورة فائقة إلى ضرورة التثقيف الدائم والمستمر للطرفين بسبل إنجاح الحياة الزوجية وأسس المحافظة عليها من خلال الندوات التثقيفية والدورات التدريبية التي تعين الشريك على فهم الطرف الآخر والتحاور معه بصورة إيجابية فاعلة والاطلاع على المجلات الأسرية التي تعنى بتوضيح الأساليب والطرق الموصلة إلى حياة زوجية ناجحة.

وتنصح الدكتورة فائقة بالتعامل مع الأمر من منظور إيماني يعين الزوجة على التكيف مع الوضع الذي تعيشه ومحاولة تقويم العيوب التي بالإمكان إصلاحها وتفاديها بصورة تدريجية وبأساليب تعتمد اللباقة والاحترام وتخلو من النقد والتجريح.. وتنبه الدكتورة فائقة جوانا إلى أن الرضا بالواقع لا يعني مطلقاً الدخول في دائرة السلبية والاستسلام.. بل إنه يقي الزوجة من الوقوع في دائرة الآلام والتوترات النفسية التي قد تعتريها نتيجة لعدم رضاها بالواقع.. فالرضا بالواقع يعد من علامات الصحة النفسية.
وتضرب مثلاً لذلك بلجوء المرأة إلى الاستماع لكل ما يفد إليها من أقاويل من جانب الأقارب والصديقات.. ونتيجة لذلك قد تندفع المرأة لإشعار زوجها بأنه أقل من غيره وتضعه في موقع المقارنة مع آخرين.. وقد تقع المرأة كذلك في صراعات نفسية رهيبة من جراء الضغوط الاجتماعية الواقعة عليها الأمر الذي يدفعها لافتعال النزاعات والخلافات مع شريك حياتها نتيجة لشعورها بالاستياء والتذمر من حياتها الزوجية.

ضربة قاضية

أم سلمى – ربة بيت وأم لطفلين – تصف المقارنة السلبية القائمة بين الأزواج بالضربة القاضية التي تشل الشعور وتجرح النفس سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة، كما تشير إلى أن لجوء المرأة إلى مقارنة زوجها بالآخرين قد تقود الزوج إلى العناد لشعوره أن كرامته قد جرحت.
وتروي قصة زوجة أخيها التي ابتليت بصديقة لها كانت تفرط في التباهي والتفاخر بما يجلبه لها زوجها من هدايا ثمينة.. الأمر الذي أشعل في داخلها فتيل المقارنة.. وأخذت مشاعر الغيرة تعتمل في نفسها من جراء إصغائها لحديث صديقتها.. وبدأت تشعر وكأنها مظلومة من جانب زوجها على الرغم من أنه غير مقصر في الإيفاء بمتطلباتها.. الأمر الذي أدى إلى اتساع هوة المشكلة بينهما.. وتفاقمت حدة المشكلة حتى وصلت إلى الأهل.. وبلغت حدة المفاجأة ذروتها حينما علمت زوجة شقيقي فيما بعد أن معظم ما تقوله صديقتها كان كذباً بدافع التباهي والتفاخر.

ولكن نورة الحمد تعترف بأن معاملة زوجها لها جعلتها تقارنه بالغير فهو في رأيها فظ غليظ القلب وتقول لم أجد معه معاملة حسنة منذ ربع قرن يضربني ويسب أهلي وإذا قارنته بوالدي أو أزواج خالاتي فالويل والثبور لي والتهديد والوعيد أما بناتي فهن حزينات لحالي مع والدهن بسبب معاملته لي وبعده عن الله والدين.

وبعكسها أم رامز فهي عندما تقارن زوجها تجد المقارنة في صالحه وتقول: زوجي هو الأمان والحنان الذي لم أذقه في بيت والدي وزوجته منذ وفاة أمي، فهو (زوجي) أفضل بألف مرة من والدي الذي يعرف ذلك ويعترف بمدى تقصيره، وهو نادم الآن لكن بعد ماذا بعدما ذقت الويل والعذاب منه ومن زوجته.

أما منتهى العبدان فتشتكي من زوجة أخيها وتقول: ما يعذبني هو مقارنة زوجة أخي لزوجها بزوجي فأخي قد جعلها أميرته المتوّجة يحبها بجنون ويشتري لها الهدايا الجميلة ويسافر بها للخارج، أما أنا وللأسف فزوجي على النقيض تماماً من أخي لأنه لا يملك من الدنيا سوى مرتب صغير وسيارة صغيرة وشقة مؤجرة وأنا راضية بنصيبي وإلا لما تزوجته، لكن تصرف زوجة أخي يعذبني ويجعلني أبكي ندماً على عمري الذي راح هدراً وحرماناً لاسيما أنني وزوجي من أسر غنية لكن ظروفاً واجهته قلبت حياته رأساً على عقب. ساندت زوجي في محنته ولن أتخلى عنه حتى لو فعلت زوجة أخي المستحيل بتصرفاتها الرعناء.

زليخة الإبراهيم (أخصائية اجتماعية – دكتوراه من جامعة الإمام) تدعو المرأة إلى عدم الحديث عن مزايا زوجها حتى لا يصاب بالعين وعدم الحديث عن عيوبه أيضاً لأن البيوت أسرار. وتقول: إن مقارنة الزوج بالغير مرض وأكثره كذب وهراء ناتج عن النقص لأن بعض النساء تتمنى الواحدة منهنّ أن تكون في زوجها بعض المزايا التي لا يملكها فتحيك حوله الأساطير وتفخر به وتصوره بأجمل صورة وهو عكس ذلك حتى تعيش بالخيال وتصدّق خيالها الذي نسجته لزوجها وهي شابة مراهقة.

الدكتورة أسماء الحسين
الأستاذ المساعد في علم النفس والمتخصصة في العلاقات الزوجية
لها رؤية وتحليل لهذه الظاهرة لذا كان معها هذا الحوار:

د. أسماء الحسين:

مهما كان زوجك

فهو أفضل من غيره

* لماذا تتحدث الزوجات عن أزواجهن؟ ولماذا الحاجة إلى المقارنة؟
– حديث الزوجات عن أزواجهن أمام الأخريات له دوافع وأسباب: فعادة تتحدث الزوجات بالمديح المبالغ فيه عن أزواجهن ربما لنقص في شخصياتهن حتى توحي الواحدة منهن للمجتمع أو للأخريات باحترامها أو الغيرة منها، وهناك من لا تفرق بين الأمنيات والواقع فالتي ينفّذ زوجها أمراً طلبته منه بإلحاح قد تقول للأخريات مثلاً كثيراً ما يلح عليّ وأرفض أو أتردد أنا.
أما زوجة البخيل فقد تقول – من باب الأمنية – إنه كريم جداً، وهناك بالمقابل زوجات كثيرات التذمر والشكوى من أزواجهن وعندما يُطْلعِن الأخريات على صفات أزواجهن أو مشكلاتهن الأسرية لا نتعجب أن يحلو للأخريات التمظهر والتفاخر بأن أزواجهن ليسوا كذلك، وقد تبدأ المقارنات.

* كيف نُعَلَّم فتياتنا أن الزوج الكامل فكرة خيالية فلكل زوج مزايا وعيوب، وما دور الوالدين في بداية الزواج في إقناع الزوجة بما كتبه الله لها؟

– بتم ذلك من خلال أمرين: الثقافة الدينية، والشواهد الواقعية.

فالثقافة الدينية أمر أساسي في حياتنا، وهي تمثل حصانة لكل إنسان. من خلالها نعرف حقائق عدة. منها أن الدنيا لم يكتب فيها الكمال، أو السعادة الدائمة. بل هي دار عمل وابتلاءات، ولا تخلو من المنغصات وليست بدار قرار ومقام.
كذلك من خلال النصوص الشرعية نتعرف على أهم محكات الاختيار وهما الدين والخلق، وما سوى ذلك أمور ثانوية.
ومن خلال الاستجابة لأمر الله تعالى وأمر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يأمرنا بالإحسان وتذكر الإيجابيات، والنظر إلى من هو أسفل وليس إلى من هو أعلى في النعم الدنيوية.

أما الشواهد الواقعية فهي كثيرة، وكثير من الزوجات لديهن أزواج وأوضاع أفضل من غيرهن على كل حال. فعلى سبيل المثال: التي تسكن في الإيجار أفضل من التي لا يجد زوجها قيمة الإيجار، والتي لدى زوجها سيارة عادية أو لديه سيارة ليست جديدة أفضل من تلك التي ليس لدى زوجها سيارة أصلاً أو من لديه سيارة قديمة مستعملة!
ومن يتمتع زوجها بالاستقرار أفضل ممّن لم يعرفا الاستقرار إلا نادراً في حياتهما! ومن تزوج زوجها عليها بأخرى قد تكون أفضل ممن لم تتزوج بعد، أو التي تلاقي المرارة من زوج واحد.

وعلى كل حال فإن أبرز المحكات في مثل هذه المقارنات والتي نقولها للزوجات المتذمرات أو المقارنات ونطلب منهن الإجابة الصادقة عليها، هي:
– هل الزوج يصلي؟
– هل يبتعد تماماً عن الكحول أو المخدرات؟
– هل يُنفق ولا يُقتر أو يبخل؟
وإذا كانت الإجابة بنعم فلا داعي للمقارنات، لأن المرأة في حقيقة الأمر في نعمة عظيمة، يجب أن تحمد الله تعالى عليها ولا ننسى أن المرأة العاقلة التي (تُريد) حقاً السعادة – وأضع كلمة تريد بين قوسين – ستجدها بحول الله، ثم أن الرضا بالقضاء والقدر مع محاولة التغيير الإيجابي للأفضل بالمساندة والأسلوب الحسن والتفهم والصبر إن أمكن من الواجب على كل زوجة وهي مُثابة بإذن الله تعالى على هذا. ولو رجعت المرأة لاتّباع الهوى والشيطان. فلن تقتنع أي امرأة بزوجها، والنظرة السلبية أو التشاؤمية تقول: ليس هناك زوجٌ مُرضٍ تماماً أو مناسب حقاً أو بصورة كبيرة جداً وكذلك الأمر بالنسبة للزوجات. وعلى الوالدين إقناع بناتهما في هذا الأمر، وتهيئتهنّ، قبل الزواج وبعده، ولاسيما في الأيام الأولى من الزواج.

* تميل النساء إلى المشاركة الوجدانية مع بعضهن، فهل مقارنة الأزواج تدخل في هذا الباب؟
– بعض النساء ليس لديهن بعد نظر – أو بمعنى آخر – لا يفكرن في عواقب الكلام. فقد تتفق أكثر من واحدة في تنبيه زميلة لهن إلى عيوب زوجها أو انخفاض ميزاته بالحديث عن أزواجهن أو أزواج الأخريات وامتداحهم أمامها مما يشعل فتيل القهر والألم النفسي في نفسها. ولكن لا أعتقد أن هذا من باب المشاركة الوجدانية أو أنها تأتي هكذا بصورة مباشرة. هذا كما أسلفت له أسباب ودوافع نفسية خاصة.
المشاركة الوجدانية الصادقة أو الإيجابية تعني عدم جرح المشاعر ورفع المعنويات وتحسين الصورة لا إفسادها. وهذه نصيحتي للاّتي يحسبن أنهن يتعاطفن مع صديقاتهن أو زميلاتهن: اتقين الله ولا تسكبن الزيت على النار أو تُضخَّموا التوافه.

* متى يمكن (أو يفضل) للمرأة أن تتحدث عن بعض مزايا زوجها؟
– يُفضّل للمرأة ذكر محاسن زوجها أو مزاياه للدفاع عنه في حالة التعرض له بالنقص أو الكلام المسيء أو لتحقيق فائدة مرجوّة تعود بالخير على الطرفين. وكذلك أمام أهل الزوجة ليزدادوا احتراماً له. وما عدا ذلك فلا ضرورة له، بل ربما يدخل في باب المكروهات. أو حتى تعريض النفس للغيرة المرضية أو الحسد والإيذاء.
* متى يمكن للمرأة أن تتحدث عن بعض عيوب زوجها؟
– تناول العيوب على غير مسمع من الزوج يدخل عموماً في باب الغيبة المحرمة. ولكن هناك حالات أو ظروف قد يُسمح فيها بذلك دون تجاوز على سبيل المثال: في حالة مواساة زميلة أو صديقة ثقة، كأن تقول لها مثلاً: إذا كان زوجك يمانع ذهابك إلى الأسواق والمنتزهات أو الأعراس، فزوجي لا يريد أن أذهب لزيارة الصديقات والقريبات وهكذا. كذلك في حالة أخذ المعالجة المناسبة أو المشورة من بعض الثقاة من العلماء أو المختصين أو حتى الصديقات وهناك حالات تخشى المرأة فيها من العين أو الحسد فتضطر لإظهار بعض عيوب زوجها اتقاء إصابته بالحسد، وربما هناك حالات من باب النصح والعظة وعدم تكرار الأخطاء، وعلى كل حال لا يجوز الادعاء أو الإساءة للآخرين في غيابهم والأزواج بصفة أَوْلى. وعادة خير الأمور الوسط.

* هل يمكن أن تقود المقارنات إلى الأحسن: تغيير الزوج وتحسين وضعه؟
– يختلف الرجال في الاستجابة لتلك المقارنات، وإن كان الغالب عليهم أنهم بطبعهم لا يحبون المقارنات. وقد تؤدي إلى العكس ولكن ذلك يعتمد بعد الله على أمرين هما: شخصية الزوج وأسلوب المقارنة من قبل الزوجة فهناك رجال يستجيبون من خلال المقارنة ويعتبرون ذلك نوعاً من التحدي والمنافسة، وهناك بالمقابل – من هذه الفئة التي تستجيب للمقارنة – من يستسلم لحبائل زوجته أو يقع في شراكها حينما تقدم المقارنة بأسلوب شيق وغير مباشر أو يوحي بتحفيز زوجها أكثر من انتقاصه أو لومه أو إهانته.

* لكن المقارنات كثيراً ما تؤدي إلى الشجار والخصام ثم الطلاق فلماذا يحدث ذلك؟
– الرجال بطبعهم لا يحبون من يقارنهم بغيرهم ويعتبرون ذلك تعدياً على كرامتهم وكذلك النساء كما أن الرجل يحب في المرأة أن تشبع شعوره بالأهمية والتميز والإعجاب برجولته، ويسعى لإثبات ذلك. وسر التوافق بين الزوجين في شعور لقوة للرجل، والمرأة الضعف أو الاحتياج. وعندما لا يشعر كلاهما بذلك الشعور في الآخر، أو يشعر بضعفه تجاه إشباع حاجة الآخر قد تحدث فجوة أو مشكلة بين الاثنين، وربما تُثار قضايا أو مسائل بينهما لدرجة الشدة والخصام وربما تطور الأمر إلى أبعد من ذلك. وعلى سبيل المثال: هناك امرأة كثيراً ما تمتدح زوج أختها في كرمه وحلمه ولباقته وكلما أحضر زوجها لبيته حاجة ما أو هدية أحبطته المرأة بقولها: زوج أختي أحضر أغلى منها قيمة وأجود منها صناعة ولم يخبرها حتى بقيمتها، الأمر الذي جعل الزوج يطلب من زوجته مغادرة المنزل إلى بيت أهلها أو إلى منزل أختها لينفق زوج أختها عليها (يقول ذلك من باب السخرية والتأنيب).
بل وعند تكرار تلك المقارنة منها، كثيراً ما يمنع ذلك الزوج زوجته من الذهاب إلى منزل تلك الأخت أو محادثتها، وربما ذكر زوجها زوج أختها بالسوء كردة فعل أو انتصاراً لكرامته كما حدث ذات مرة مما جعلها تمتدح ذاك الأخير على حساب زوجها بقولها: والله إنه أحسن منك وأنك لا ترتقي لمستواه. قالت ذلك في لحظة دفاع وفي موقف خصومة.. مما هوّل الأمر وتدخَّل بعض المقربين من الزوجة وانتهى الأمر إلى طلاقها. وكانت المشكلة قد بدأت من مقارنة. إنها قضية كرامة رجولية متأصلة ومبدأ وخلق.
ويمكن للمرأة العاقلة أن تستخدم أساليب ذكية ومؤثرة إيجابياً في محاولاتها لإكمال النقص أو عند طلب الحاجة بحيث لا تخلو من تشجيع وامتداح ذوق الرجل عموماً. وأن يكون النقد عادة بعيداً كل البعد عن شخصه وكرامته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى