مصر بلداً سياحياً مثالياً

مصر

تُدعى رسمياً جمهورية مصر العربية، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، وتُسمّى دولة الشرق الأوسط لأنها تربط قارة أفريقيا بجنوب غرب قارة آسيا عن طريق شبه جزيرة سيناء، وتعد مصر قوة رئيسية كبرى في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، يحد مصر من الشمال الشرقي قطاع غزة، ومن الغرب ليبيا، كما يحدها البحر الأحمر من الشرق والبحر الأبيض المتوسط من الشمال، وتبلغ مساحتها نحو 1,001,450 كم2. يقطن سكانها بمساحة نسبتها 5.5% من المساحة الإجمالية، أمّا النسبة المتبقية فهي صحراء.[١]

تُصنّف مصر من الدول الأفريقية الأكثر كثافة سكانية، فهي تحتل المرتبة الثالثة بين دول الشرق الأوسط؛ حيثُ يصل عدد سكانها إلى ثمانين مليون شخصاً يعيش أغلبهم على ضفاف وبالقرب من نهر النيل، وتتميّز مصر بتنوع مصادر اقتصادها، فيعتمد اقتصادها على قطاعات متنوعة بنسب مختلفة، فيمثل قطاع الخدمات النسبة الكبرى التي تساهم في الاقتصاد المصري وهي 39%، يليه قطاع الزراعة بنسبة 32%، ثم قطاع الصناعة بنسبة 17%، وأخيراً قطاع السياحة بنسبة 12%.[١]

أما عاصمة مصر فهي مدينة القاهرة،[٢] وهي واحدة من أكبر مدن العالم، وهي مدينة لها تاريخها العريق وجمالها المميز على الرغم من صخبها وحركة المرور الكثيرة فيها، كما أنّه لا يمكن أن تكتمل الرحلات السياحية في مصر دون الوصول إلى القاهرة والإقامة فيها، ففيها يتعرّف المرء على الشارع المصري ويشعر فيه، كما يوجد في القاهرة الكثير من المعالم السياحية الهامة، مثل: المتحف المصري، وأهرامات الجيزة، والجامع الأزهر، وخان الخليلي، ومسجد السلطان حسن وغيرها.[٣]

أشهر الأماكن السياحية في مصر

على الرغم من انتشار الصحراء في مصر إلّا أنّها تحتوي على الكثير من الأماكن السياحية الجميلة والتي تجعلها بلداً سياحياً مثالياً يجمع بين الاسترخاء والمغامرة والثقافة،[٤] ومن أشهر الأماكن السياحية في مصر:

  • أهرامات الجيزة: وهي من المناطق الجاذبة للسياح، وآخر ما تبقى من عجائب الدنيا السبع القديمة، وتقع أهرامات الجيزةبالقرب من الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة القاهرة، أما بنائها فقد تم على مدى ثلاثة عهود وهي عهد خوفو، وعهد ابنه خفرع، وآخرهم عهد منقرع، وكان سبب بنائها لتكون مقابر للملوك الفراعنة، وقد أولى علماء الآثار لهذه الاهرامات اهتماماً كبيراً ودرسوا كيفية بنائها، ويعد هرم خوفو أكبرها ويبلغ ارتفاعه 139 متراً على الرغم من أن هرم خفرع يبدو أكبر حجماً إلّا أن السبب في ذلك أنه بُني على ارتفاع أكبر.[٤][٥]
  • وادي الملوك: ويقع بالقرب من مدينة الأقصر، وقد تمّ فيه بناء مقابر الملوك والنبلاء على مدى خمسمئة عام منذ القرن الحادي عشر إلى القرن السادس عشر، ويشتمل وادي الملوك على 63 مقبرة يتراوح حجمها من حجرة صغيرة إلى قبر كبير يحتوي على 120 حجرة، وقد زُيّنت جدران المقابر برسومات تمثّل مشاهد أسطورية من التاريخ المصري تُشير إلى المعتقدات القديمة والطقوس الجنائزية المشهورة في ذلك الوقت.[٥]
  • منطقة القاهرة الإسلامية: تمتاز هذه المنطقة بازدحامها بالمدارس الإسلامية والمساجد، مثل: مسجد الأزهر ومسجد السلطان حسن المتيمزان بأصالتهما وجمالهما، وتوجد فيها الآثار التي ترجع في تاريخها إلى عصر الفاطميين وصولاً إلى عصر المماليك، بالإضافة إلى خان الخليلي وهو عبارة عن سوق كبير يمتلئ بأكشاك بيع المنسوجات، والتوابل، والعطور، كما يعجّ بِوُرَش العمل الصغيرة والحرفيين العاملين فيها.[٤]
  • أسوان: تقع أسوان على ضفاف نهر النيل وتمتاز بهدوئها؛ حيث تُعتبَر مكاناً ملائماً للاسترخاء، ويمكن للسياح من خلالها الذهاب إلى جزيرة إليفانتين والتنزه في شوارعها عن طريق ركوب العبّارة، كما يمكن ركوب الجمال والوصول إلى صحراء سانت سايمون الواقعة على الضفة الشرقية للنهر، ويوجد في المدينة المعابد والآثار؛ إلّا أنّ ما يميزها وقوعها على ضفاف نهر النيل؛ حيث يجلس السياح في أحد المطاعم الواقعة على نهر النيل يستمتعون بالمناظر الخلابة.[٤]
  • أبو سمبل: ويقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر جنوب مصر، وهو موقع أثري يشتمل على معبدين ضخمين، نُحِتَ أبو سمبل في الجبال في عهد رمسيس الثاني حيث نصبه ليكون خاص به وبالملكة نفرتاري، ويتميز بجماله وفخامته، فيزدان بالتماثيل الهائلة ولوحات الحائط الداخلية، وقد تم نقل الهيكل كاملاً في الستينيات من القرن الماضي لأنه كان مهدداً بغمره بالمياه نتيجة بناء سد أسوان، ولا يزال إلى الآن معلماً سياحياً مشهوراً وله مكانته العظيمة في مصر.[٥][٤]
  • المتحف المصري: وهو أحد أهم المعالم السياحية المصرية؛ حيث يعد كنزاً من كنوز العالم الفرعوني القديم، وهو واحداً من أكبر المتاحف في العالم، ويتكون من طابقين، يشتمل الطابق الأرضي على مجموعة كبيرة من أوراق البردى والقطع النقدية القديمة التي كان يستعملها المصريون القدامى، أما الطابق الأول ففيه قطع أثرية تعود إلى آخر سلالتين من مصر القديمة، كما يشتمل على عدد من القطع الأثرية المأخوذة من وادي الملوك، وفيه معالم بارزة من قبر توت عنخ أمون والغرفة الملكية للمومياء والتي تحتوي على ما يقارب 27 مومياء تعود إلى ملوك من عصر الفراعنة.[٥][٤]
  • الصحراء البيضاء: وهي من عجائب الطبيعة في مصر؛ حيث تتميز برمالها البيضاء التي تبدو وكأنّها قطع من الجليد في وسط صحراء قاحلة، ويزورها الناس للاستمتاع بجمالها وطبيعتها الخلابة؛ حيث تبدو وكأنها جزءاً من فيلم خيال علمي بحت.[٤]
  • واحة سيوة: كانت واحة سيوة من المستوطنات المصرية المعزولة ثقافياً عن بقية البلاد، وبقيت كذلك حتى أواخر القرن التاسع عشر؛ حيث عاش فيها 23,000 شخص أغلبهم من البربر، وهي تحديداً واقعة في الصحراء الليبية بالقرب من الحدود الغربية لمصر، وتتميّز بموقعها على طريق تجاري حيوي قديم، كما يميزها مزارع النخيل والتمر ووجود الينابيع العذبة الطبيعية التي يجد المسافرين في الصحراء راحتهم فيها، ويستكشفون الحصون القديمة المبنية من الطين، كما تم بناء الكثير من الفنادق فيها؛ الأمر الذي زاد من أهميتها السياحية.[٥][٦]
  • الاسكندرية: وهي مدينة مصرية ذات طابع أوروبي، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتعتبر الميناء الرئيسي في مصر، ومركز النقل، يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الإسكندر الأكبر في عام 331ق.م، وهي من المدن الساحلية الجاذبة للسياح، أما تراثها فلم يبقَ منه إلّا القليل بفعل الزلازل التي وقعت في القرن الرابع عشر وأدت إلى تدمير الكثير من الأمكان التاريخية المشهورة ومنها الإسكندرية، وتتميز اليوم بكثرة المقاهي والأسواق فيها.[٤][٦]
  • دير سانت كاترين: يقع دير سانت كاترين على قمة جبل سيناء؛ حيث يُعتقد أنّ موسى عليه السلام قد تلقّى الوصايا العشرة هناك، وهو واحد من أقدم الأديرة في العالم، ويعد موطن لمجموعة من المخطوطات القديمة وبعض الأيقونات الدينية والفنية التاريخية، ويمكن للسياح أن يتسلقوا جبل سيناء للوصول إليه وللاستمتاع بمنظر شروق الشمس أو غروبها من على قمته.[٤]
  • منطقة جنوب سيناء: جنوب شبه جزيرة سيناء هي منطقة تحتوي على الكثير من المنتجعات السياحية الواقعة على شاطيء البحر الأحمر، فهناك شرم الشيخ المنتجع السياحي المليء بالفنادق والمطاعم العالمية الفخمة، كما تنشأ فيه رحلات الغوص في البحر، ورحلات الدراجات الرباعية في الصحراء، ومنطقة دهب الواقعة على بعد 85كم شمال شرم الشيخ؛ وهي قرية ساحلية تمثّل منتجعاً سياحياً وتتميز بمستوى المعيشة الرخيص مقارنة مع مستويات المعيشة الأخرى في مصر، ويستمتع الزائر فيها بمغامرات الرحلات الصحراوية على الجمال والرحلات البحرية مثل ركوب الأمواج والغطس والغوص، كما تقع فيها بلدة نويبع وبلدة طابا، وتعد جنوب سيناء من أفضل مواقع الغوص في العالم.[٤][٥][٦]
  • معبد أبيدوس: يعد معبد أبيدوس واحداً من كنوز مصر الفنية القديمة، ويتيمز بأعمدته وجدرانه المغطاة بالكتابة الهيروغليفية واللوحات المحتوية على مشاهد معقدة يصعب فهمها، ويعد هذا المعبد من أقل المعابد المصرية في الأقصر استقبالاً للزوار على الرغم من جماله وعراقته.[٤]
  • مسجد ابن طولون: وهو واحد من أقدم المساجد في مدينة القاهرة، بناه الحاكم العباسي لمصر وهو أحمد بن طولون في الفترة 876-879م، وتتميز مئذنة المسجد بدرج حلزوني خارجي يشبه المئذنة الشهيرة في سامراء.[٥]
  • معبد الكرنك: وهو أكبر موقع ديني قديم تم بناؤه، وقد اشتركت في بنائه أجيال عديدة من البنائين المصريين، ويتكون المعبد من ثلاثة معابد رئيسية إضافة إلى المعابد الصغرى والمعابد الخارجية، ومن أشهر المباني في الكرنكقاعة هيبوستايل والتي تبلغ مساحتها 5,000م2، وفيها أعمدة ضخمة يبلغ عددها 134 عامود، وهي مُرتّبة في صفوف يبلغ عددها 16 صف، وعلى الرغم من تدمير جزء كبير منه إلّا أنه يبقى واحداً من أكثر المواقع جمالاً ودهشة للزائر.[٥]
  • الغردقة: تقع الغردقة بالقرب من البحر الأحمر، وقد كانت في السابق مجرد قرية صغيرة للصيد، أما اليوم فهي واحدة من أكبر وجهات السياحة في مصر؛ حيث بُنِيَ فيها أكثر من 100 فندق، ويوجد فيها عدد كبير من الشواطئ الرملية التي تجعلها فرصة كبيرة للقيام بمغامرات الغوص.[٦]

السياحة والاقتصاد في مصر

تساهم السياحة في توفير فرص عمل كثيرة بالإضافة إلى تأثيرها الكبير في الاقتصاد الذي يتمثّل في زيادة الدخل، وقد ساهمت السياحة في مصر منذ القدم بنحو 13% من الاقتصاد المصري، كما ساهمت بمقدار مماثل في توفير فرص العمل، ويمكن زيادة أثر السياحة الإيجابي على الاقتصاد المصري عن طريق تعزيز الروابط بين فرص العمل في قطاع السياحة لسكان المجتمعات القريبة من المناطق السياحية مع القطاعات المحلية الأخرى، كما يمكن للقطاعات المحلية الاستفادة من قطاع السياحة ببيعها للسلع المختلفة وتقديم الخدمات للسياح، كما يجب استعادة العديد من الكنوز المصرية التراثية وحمايتها من الاندثار سواء بسبب نشاط الإنسان أو بسبب العوامل البيئية المختلفة؛ كارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تؤدي إلى إضعاف الأساسات للمباني القديمة.[٧]

وفي عام 2011م، انخفض عدد السياح المتوجّهين إلى مصر بسبب الأحداث السياسية التي استجدّت في تلك الفترة؛ ممّا أدى إلى حدوث ضغط كبير على الاقتصاد المصري، وقد قدّمت الحكومة الأمريكية منذ عام 1995م العديد من المساعدات لمصر بهدف الحفاظ على الآثار والتراث الثقافي فيها، وتكمل الوكالة الأمريكية مسيرتها في دعم السياحة في مصر؛ حيث أتمّت بالتعاون مع حكومة مصر ستة مشاريع هندسية تهدف إلى حماية المواقع الأثرية المختلفة في البلاد، مثل: معبد الأقصر، ومعبد إدفو، وهضبة الجزيرة، وبوابة باب زويلة الواقعة في مدينة القاهرة.[٧]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى