مشاعر الذنب2019,التغلب علي مشاعر الذنب,كيف نواجه مشاعر الذنب

تقول احدى السيدات لي ابنة في الخامسة عشر من العمر لاتريد مرافقتي في زيارتي لجدها في مأوى العجزة
ودائما اطلب منها ذلك بالحاح وقصدي من ذلك ان اجعلها تشعر بالذنب وانني اسمع الكثير عن مشاعر الذنب مؤخرا
مما اوقعني في حيرة الا توجد أوقات ينبغي للناس من خلالها ان يعانوا من مشاعر الذنب ؟

فأجابها احد الاشخاص أوضحي لبنتك ان ضميرها الذاتي هو الذي يجعلها عرضة لمشاعر الذنب لا أية ضغوط من جانبك
واضح على كل حال ان لابنتك هذه معيارا يحدد لها الخطأ والصواب فاذا هي لم تشعر في قرارة نفسها ان رفضها زيارة جدها هو رأي خاطئ لن تعاني من مشاعر الذنب حينذاكبأي شكل من الاشكال لكنها تلومك انت على الانزعاج الذي حل بها
فانها تتجنب هكذا مواجهة ضميرها المذنب ومقاومة المشاعر التي تنشأ فيها نتيجة لتك المواجهة

فمن المستحسن جدا ان تعترفي بمشاعر ابنتك وجعلها تعرف انك تفهمين بأن هكذا زيارة يمكن ان تبدو مملة وكئيبة ولامجال للمتعة فيها ولكن حدثيها كذلك عن الحقيقة بأن الزيارات من هذا القبيل تبعث السعادة والسرور في حياة الجد
وانك تشعرين بواجب المسؤولية نحوه وتريدينه ان يعلم بانه لايزال جزءا من عائلة يرفرف عليا الحب

فعندما يتصرف الناس بشكل هدام او دون شفقة ، تأتي مشاعر الذنب الصحية فتدعوهم الى اعادة تقويم تصرفاتهم لتأتي اكثر لطفا واكثر اعتبارا للاخرين في المستقبل ولكن لسوء الحظ ان بعض الناس تتسبب ظروف الفترة المبكرة في حياتهم في عدم نشوء ضمير عندهم او عدم ظهور ما يجعلهم يفرقون بين الخطأ والصواب .

هؤلاء يرتكبون اعمالا غير اجتماعية دون اي ندم ، فيندفعون نحو مايحلو لهم دون اعتبار لتأثيره على الاخرين يبدو عليهم انهم خالون من مشاعر الذنب التي لاتحل به ما هم اساءوا لاخرين او أضروا بممتلكاتهم

فعلى الرغم من ان مشاعر الذنب مزعجة لدى البعض لكنها مهمة تساعد على النظم الاجتماعية وعلى تعامل الناس مع بعضهم بعدل وباساليب حضارية محترمة .

لا أعني ان مشاعر الذنب التي تحل بأي كان وفي اي وقت هي ايجابية وسليمة من الناحية النفسية . اذ هناك من الناس من تعتريهم مشاعر الذنب هذه بخصوص كل شيء وحتى وجودهم ومتى سار اي شيء في طريق خاطئ يتفائلون دائما وكأنهم مسؤولون شخصيا عما حدث .

هذا النوع من مشاعر الذنب اللاسلمية والحاضرة ابدا تعكس اضطرابات عاطفية كامنة متخفية ، وتحتاج الى علاج يقدمه طبيب نفساني محترف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى