مرحلة الخطوبة سلاح ذو حدين 2019

(مرحلة الخطوبة سلاح ذو حدين)

إن مرحلة الخطوبة بقدر ما هي جميلة ورائعة،بقدر ما فيها من سلبيات وأشياء خطيرة،فهي ـ في وجهة نظري الخاصة ـ سلاح ذو حدين،إذ أنها من الممكن أن تنعكس إيجابيا على حياتنا الزوجية،كما أنها من الممكن أن تنعكس سلبيا أيضا!!.

وكل ذلك مرهون بمدى وعي الخطيبين وإدراكهما،وما يحمله كل منهما من مشاعر وأحاسيس.

فإن كان الخطيبان يحملان من الوعي والفهم،ما يمكنهما من استثمار مرحلة الخطوبة،استثمارا حقيقيا وسليما،انعكس ذلك على حياتهما الزوجية إيجابا،والعكس صحيح أيضا!!!.

والمشكلة الكبرى في مرحلة الخطوبة،هي أنها

مرحلة تأجججججججججججج المشاعر وتوقدها لدى الطرفين!!!،وهذه المشاعر المتأججججججججججججة عادة ما تحول الخطيبين إلى مراهقين!!،لا يفهمان من الحياة إلا الحب والعشق.

وأنا – هنا ـ تسامحا أقول:

لا يفهمان إلا الحب والعشق!!.

وإلا فواقعا هما ينطلقان في علاقتهما ـ في الأعم الأغلب ـ من منطلق حيواني،فلا يفهمان من الحياة إلا الغزل وإشباع الغريزة!!.
ولا شك أنكم تدركون أن الفرق كبير جدا بين
(الحب وبين التفكير الغرائزي)

كما أنكم تدركون أيضا أن التفريق بين الأمرين ليس بالسهل اليسير خصوصا على الخطيبين!!!.
وما يقع فيه أكثر الناس ـ في مرحلة الخطوبة ـ هو الثاني دون الأول!!،وإن كانوا لا يعلمون،و لا يشعرون!!!!!.
فهما في هذه المرحلة تحت سلطة الغريزة،وإن كانا يتوهمان أنهما يعيشان الحب والعشق والغرام!!!.
ولذا نرى أن تفكيرهما منحصر في الزواج وساعة اللقاء المرتقب!!!.
وليس ذلك إلا ليشبعا تلك الشهوة المتأججججججججججججة،ويطفيا لهيبها المستعر!!!!!.
وبعدها سيكتشفان أنهما لا يحبان بعضهما!!،بقدر ما كان كل واحد منهما يبحث عن إشباع شهوته وغريزته!!!.
وحينها تتحول حياتهما إلى جحيم لا يطاق،خصوصا إذا لم يملكا من الفهم والفكر ما يمكنهما من الحفاظ على العلاقة،والعمل على ترميم ما يحتاج إلى ترميم منها!!!!!.
وهذه مشكلة من أكبر المشاكل المعقدة،المنبثقة عن مرحلة الخطوبة.
وأستطيع أن أبتكر لهذه المشكلة اسما من عندي،فأطلق عليها اسم:
(مرحلة التفكير الشهواني لدى الخطيبين!!!)
ومن أهم الآثار المترتبة على هذا التفكير،أنه يعمي نظر الخطيبين عن عيوب بعضهما البعض!!،وليس فقط يعميهما،بل أنه يحول المساوئ محاسن!!،والقبائح فضائل!!!!.
فلا يكاد أحد الطرفين يرى سوءً في الطرف الآخر!!،وإن رأى
ذلك السوء غض الطرف عنه،ووضع لصاحبه الأعذار.
فالخطيب يرى خطيبته من
(الحور العين!!!!!!)،والخطيبة تراه من (الملائكة المقربين!!!).
فالغريزة أعمت القلب والعينين معا، لدى الطرفين معا!!!!!،فهما لا يعقلان،ولا يبصران!!!!!.
ولكن هذه الغشاوة لن تدوم طويلا!!،إذ أن الأمرـ كما قلت قبل قليل ـ ما إن ينال كل واحد منهما من الآخر بغيته،ويشبع شهوته،حتى تزول تلك الغشاوة،وتتكشف تلك العيوب والذنوب.
التي كنا نراها ولكننا ـ يسبب شهوتنا ـ عنها غافلون!!!.
وإذا انكشفت تلك المساوئ والعيوب،صدمت الإثنين بالحقيقة المرة،وولدت لديهما الكثير من المشاكل المعقدة،التي تضطرهما إلى أن يعيشا حياتهما الزوجية في جحيم لا يطاق،أو أنها ترغمهما على إنهاء حياتهما ومعاناتهما،بمعاناة أخرى قد يتصوران أنها أخف ضررا،فيقدمان عليها.
تلك هي مأساة

(الطلاق!!!)

وكم أتمنى على كل خطيبين أن يحسنا الاستفادة من مرحلة الخطوبة ويجيدا استثمارها بشكل صحيح ليبعدا عن حياتهما الشقاء والتعاسة،وينعما بحياة هانئة ملؤها الحب والسعادة والذرية الصالحة التي تكون لهما قرة عين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى