متصورنيش! انا مش محجبة 2019

العنوان أعلاه جملة بسيطة في أسلوبها , عظيمة في معانيها ,
كلمات عفوية نطقت بها فتاة سورية صغيرة من تحت الأنقاض
للمسعفين الذين هبّوا بأدواتهم البدائية لإزالة الركام والصخور حولها !
بعد القصف الشديد من نظام بشار المجرم ..

يالله ! كم تحمل هذه العبارة من معاني !
كم أرسلت من رسائل..
رسائل في قوة الإيمان ..
رسائل في الثبات عند المحن ..
رسائل حتى في الأخلاق والأدب “عمو”…
رسائل في العفاف والحياء..

رسائل تبشر بعرق الإيمان الذي لايبلى وإن تطاول عليه التآمر,

كما قال الإمام محمد البشير الإبراهيمي :

“عرق الإيمان في قلوب هذه الأمة كعرق الذهب في المنجم كلاهما لا يبلى وإن تطاولت القرون..
جلونا هذا العرق في عمل ثلاثين سنة خلت فإذا خصائصه الطبيعية لم تتغير”.

أكاد أجزم أن هذه العبارة أثرت في بنيّاتنا اللواتي تعاطفن معها….
وأرسلت لهن من الدروس والقيم أكثر من عشرات المحاضرات
عن أهمية الحجاب ووجوب المحافظة عليه,
وأنه رمز عفتها وفرض ربها.
وأنه أغلى من أن تتنازل عنه من أجل وظيفة !

أو عبارات إعجاب ..

بل أثرت حتى في شبابنا،
حين تمسكت هذه الفتاة الصغيرة بدينها وهي تصارع الموت،
بينما بعض الشباب ينهارون حين يتغربون عند أول المغريات,
ويلتمسون الأعذار الواهية لأنفسهم ،
نسأل الله أن يرزقنا وإياهم وبناتنا الثبات على هذا الدين.

لن تهزم الثورة السورية الحرة وفيها مثل هذه الفتاة ..

لن تهزم وفيها مثل هذه الأسر الكريمة التي غرزت الدين في قلوب أفرادها

كعبادة وليس عادة ..

لن يستطيعوا إخماد نورها الذي يُشع لنا في كل يوم قبساً من أنوار الإيمان والثبات على الحق,
وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال :
« أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ»
صححه الألباني.

“عمو لاتصورني ماني متحجبة !”…

عبارة قالتها فتاة صغيرة لكنها ترجمت إيمان أمة.

بقلم: الملقبة سماوية

وهنا

مقطع الفيديو للفتاة السورية التي أخرجت من تحت الأنقاض وهي تردد تلك الجملة الشهيرة:

ولهذه الفتاة نظم الشاعر د.عبد الرحمن بن صالح العشماوي

شعرا في ابيات تبلغ ذكرها أجيالا :

(عمُّو) وينتعش الركام ويُورق
والطهر في روح العفيفة يشرق

(عمُّو) ويختنق الغبار تأسُّفاً
(عمُّو) ووجدان الشظايا يُشفق

صوت أثار من الركام شجونه
فبكى وكاد من التأثر ينطق

تحت الركام تألقت نبراته
نغماً بأشذاء المباديء يعبق

صوت ترقرق في المسامع لحنه
والموت في وجه الفتاة يُحَدِّق

(عمُّو) تنادي والدموع غزيرة
وحجابها تحت الركام ممزق

كفُّوا عن التصوير إني حرة
بعفافها وحجابها تتعلق

لله درك ياابنةَ الشام التي
صارت مثالا للتعفُّف يُطْلَق

(عمُّو) وكم عمٍّ تذلّل للعدا
ساءت مقاصده وساء المنطق

يابنت شام العزِّ صوتُكِ لوحةٌ
قلمُ الهدى في رسمها يتأنَّق

ناديتِ صادقةً فلبّى مُنقِذٌ
والله يحمي العبدَ إذ ما يَصْدُق

لو أدرك الصاروخ منك حقيقة
لارتدَّ يقتل مُطْلِقيهِ ويَحرِقُ

لا تيأسي يابنت شامِ إبائنا
فالظلم يقتل أهله ويمزِّق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى