ما هي دول البلقان
محتويات المقال
البلقان
منطقة البلقان (بالإنجليزيّة: Balkans) هي ثالث شبه جزيرة في أوروبا، إلى جانب إيطاليا وإيبريا.[١] تضُمّ منطقة البلقان عدداً من البُلدان، وتقع في أقصى الجنوب الشرقيّ من قارّة أوروبا، وتحدّها البحار من ثلاث جهاتٍ؛ حيث يحدّها البحر الأدرياتيكيّ من الغرب، والأيونيّ من الجنوب الغربيّ، والأبيض المتوسّط من الجنوب، والأسود من الشّرق،[٢] بالإضافة إلى مضيقي البوسفور والدّردينل، أمّا من الشّمال فتنتهي حدود البلقان عند بداية وادي الدّانوب.[١]
تُعَدّ منطقة البلقان من أفقر مناطق أوروبا، ولكنّها في الوقت ذاته أكثر منطقةٍ تضُمّ ثقافاتٍ وأعراقاً مُختلفةً، وترجع تسمية البلقان بهذا الاسم إلى الأتراك الذين أطلقوه عليها؛ بسبب الصّعوبات التي واجهتهم أثناء دخول البلقان؛ وذلك لوعورة التّضاريس، وقد أُطلِقَت التّسمية التركيّة البلقان في الأصل على جبل ستارا بلانينا الواقع في بلغاريا.[١]
دُوَل البلقان
تُطلَق تسمية دول البقان على البُلدان الواقعة في شبه جزيرة البلقان، وهي عشر دول تقع بالكامل داخل المنطقة، كما تضُمّ المنطقة أجزاء بسيطة من دولتي: اليونان، وتركيا، والدول العشر هي:[٢]
- ألبانيا (بالإنجليزيّة: Albania): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتطلّ على البحرين الأيونيّ والأدرياتيكيّ، وعاصمتها هي مدينة تيرانا.[٣]
- البوسنة والهرسك (بالإنجليزيّة: Bosnia and Herzegovina): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتطلّ على البحر الأدرياتيكيّ، وعاصمتها هي مدينة سراييفو.[٤]
- بلغاريا (بالإنجليزيّة: Bulgaria): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتطلّ على البحر الأسود، وعاصمتها هي مدينة صوفيا.[٥]
- الجبل الأسود (بالإنجليزيّة: Montenegro): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتُطلّ على البحر الأدرياتيكيّ، وعاصمتها هي مدينة بودغوريتسا.[٦]
- رومانيا (بالإنجليزيّة: Romania): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتُطلّ على البحر الأسود، وعاصمتها هي مدينة بوخارست.[٧]
- سلوفينيا (بالإنجليزيّة: Slovenia): تقع في الجزء الجنوبيّ الأوسط من القارّة، وعاصمتها هي مدينة ليوبليانا.[٨]
- صربيا (بالإنجليزيّة: Serbia): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، ولا تُطلّ على أيّة بحارٍ، وعاصمتها هي مدينة بلغراد.[٩]
- كرواتيا (بالإنجليزيّة: Croatia): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، وتُطلّ على البحر الأدرياتيكيّ، وعاصمتها هي مدينة زغرب.[١٠]
- كوسوفو (بالإنجليزيّة: Kosovo): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، ولا تطلّ على أيّة بحار، وعاصمتها هي مدينة بريشتينا.[١١]
- مقدونيا (بالإنجليزيّة: Macedonia): تقع في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من القارّة، ولا تُطلّ على أيّ بحر، وعاصمتها هي مدينة سكوبيه.[١٢]
ترتيب الدُّول حسب المساحة
تترتّب دُوَل البلقان العشرة حسب المساحة تنازُليّاً، كما يأتي:
| الدّولة | المساحة |
|---|---|
| رومانيا | 238.391كم2[١٣] |
| بلغاريا | 110.879كم2[١٤] |
| صربيا | 77.474كم2[١٥] |
| كرواتيا | 56.594كم2[١٦] |
| البوسنة والهرسك | 51.197كم2[١٧] |
| ألبانيا | 28.748كم2[١٨] |
| مقدونيا | 25.713كم2[١٩] |
| سلوفينيا | 20.273كم2[٢٠] |
| الجبل الأسود | 13.812كم2[٢١] |
| كوسوفو | 10.887كم2[٢٢] |
ترتيب الدّول حسب عدد السكّان
تترتّب دول البلقان حسب عدد السكّان تنازُلياً، كما يأتي:
| الدّولة | عدد السكّان |
|---|---|
| رومانيا | 21.599.736 نسمةً[١٣] |
| بلغاريا | 7.144.653 نسمةً[١٤] |
| صربيا | 7.143.921 نسمةً[١٥] |
| كرواتيا | 4.313.707 نسماتٍ[١٦] |
| البوسنة والهرسك | 3.861.912 نسمةً[١٧] |
| ألبانيا | 3.038.594 نسمةً[١٨] |
| مقدونيا | 2.100.025 نسمةً[١٩] |
| سلوفينيا | 1.978.029 نسمةً[٢٠] |
| كوسوفو | 1.883.018 نسمةً[٢٢] |
| الجبل الأسود | 644.578 نسمةً[٢١] |
جغرافيّة دول البلقان
تبلُغ مساحة منطقة البلقان الإجماليّة أكثر من 550.000كم2، وتغطّي الجبال مساحةً كبيرةً منها؛ فهي تتكوّن من سلسلةٍ جبالٍ طويلةٍ، يتراوح ارتفاعاتها بين 1000م-3000م ،[١] وتمتدّ من الشّرق إلى الغرب عبر بلغاريا، ومن أبرز القمم الجبليّة التي تشملها المنطقة هي جبال رودوب، وجبال الألب الدّينارية، وجبال الألب الجوليانيّة، وجبال الكاربات،[٢] ومن أعلى جبال البلقان قمّة مصلى في جبل ريلا في بلغاريا، ويبلغ ارتفاعها 2925م.[٢٣]
تمرّ في منطقة البلقان أنهارٌ كثيرةٌ، ومن أشهرها نهر الدانوب، الذي يربط بين دول غرب منطقة البلقان والبحر الأسود في الشّرق، ويبلُغ طوله 2.850كم.[٢٤] وهناك أيضاً نهر سافا، المرتبط بنهر الدّانوب من الشّمال.[٢٥] ونهر موروفا، ويبلغ طوله 365كم، ويُعدّ أهمّ أنهار منطقة مورافيا التاريخيّة التي سُمِّيت على اسمه، ويشكّل النّهر الحدود الطبيعيّة لتشيكيا مع سلوفاكيا، وكذلك حدود النّمسا مع سلوفاكيا.[٢٦]
تتميّز منطقة البلقان بالتنوّع المناخيّ في مُختلف مناطقها؛ حيث يسود المناخ القاريّ الرّطب مناطقَها الداخليّة، ويسود المناخ الرّطب شبه المداريّ المنطقة الشرقيّة من شبه الجزيرة بالقرب من البحر الأسود، أمّا جنوب البلقان فيسوده مناخ البحر الأبيض المتوسّط، وبالرّغم من ذلك، فإنّ أرجاء منطقة البلقان جميعها تتشارك تقريباً المُناخ نفسه، ويتميّز هذا المناخ بوفرةِ الأمطار، ورطوبة الطّقس معظم فترات السّنة، وفي فصولها المختلفة.[١]
تاريخ دول البلقان
تشير الأدلّة الأثريّة إلى أنّ الوجود البشريّ في منطقة البلقان بدأ منذُ ما قبل فترة العصر الحجريّ الحديث؛ أي منذ حوالي 10.000 سنةٍ، وكانت أولى الشّعوب التي قطنت المنطقة هي الشّعوب الهندو أوروبيّة؛ حيثُ انتشر شعبان منهما في المنطقة، هما: الإليريون غرباً، والتراقيون شرقاً، وكان الطّابع العام للشّعوب التي سكنت المنطقة هو الطابع القَبَليّ، وفي القرنين السّادس والخامس قبل الميلاد احتلّ الفُرس المنطقة، ثمّ قامت عدّة ممالك فيها حتّى الاحتلال الرّوماني.[٢]
احتلّ الرّومان ألبانيا أوّلاً عام 168ق.م، وفي القرن الأوّل الميلاديّ أصبحت شبه الجزيرة كاملةً تحت سيطرتهم، وبهذا وُحِّدت شعوب البلقان بالكامل تحت حكم الرّومان، وأصبحوا قوّةً واحدةً. امتدّ حكم الإمبراطوريّة الرومانيّة في المنطقة في القرنين الثاني والثالث الميلادي، قبل أن يتراجع في القرن الرابع الميلاديّ، وفي عام 391م، أدّى ضعف الدّولة الرومانيّة إلى دخول المسيحيّة إلى البلاد، وجعلِها الدّيانة الرسميّة للبلقان، وفي القرن الحادي عشر الميلاديّ، وقعت المنطقة تحت حكم الدّولة البيزنطيّة.[٢]
بدأ توافُد العثمانيّين إلى منطقة البلقان، وقامت العديد من الحروب مع شعوبها ودولها،[٢٧] وفي منتصف القرن السّادس عشر الميلاديّ، أحكمت الدولة العثمانيّة سيطرتها كاملةً على منطقة البلقان، وأثناء حُكمها اعترفت الدّولة العثمانيّة بالعديد من الدُّول والكيانات السياسيّة،[٢٧] واستمرّ حكم العثمانيّين في المنطقة حتّى آواخر القرن السّابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر.[١]
أعقابَ الحرب العالميّة الثانية، قُسِّمت منطقة البلقان نتيجة العلاقات الدوليّة التي سادت في ذلك الوقت، فوَقَع أغلبها تحت تأثير المُعَسكر الشرقيّ الشيوعيّ، وكانت أهمّ دولها هي يوغسلافيا، التي قامت بعد الحرب العالميّة الأولى، وبعد انهيار المُعسكَر الشرقيّ، قامت ثوراتٌ شعبيّةٌ في أغلب دول البلقان، تطالب بالدّيمقراطية، وفي الأعوام 1989-1991م انتهت الحرب الباردة، وبرزت كيانات قوميّة جديدة، ظهر أغلبها نتيجة استقلالها عن دولة يوغسلافيا السّابقة.[١]