ما هي أعراض مرض السكر

مرض السكري بالأرقام

يُعتبرُ داءُ السكري أحدِ أهمِ الأمراضِ المُّزمنةِ التي تُشَكِلُ تحدياً للمُنظماتِ والقطاعاتِ الصحيَّة والطبيّة في العالم أجمعِ، فاستناداً لإحصائياتِ مُنظمةِ الصحَّةِ العالميَةِ، هناك 1.5 مليونَ وفاةٍ مباشرةٍ نتيجةَ الإِصابةِ بمرضِ السُّكري خلال عام 2012م،[١] بينما وصلَ عددُ المُصابينَ بمرضِ السُكري حوالي 422 مليون مصاب في عام 2014م حسب تقديرات مُنظمة الصحّة العالميّة،[٢] ويُقدّر الاتّحاد الدوليّ لداء السكري بأن يصل عدد المصابين إلى 642 مليون مُصاب بحلول عام 2040م.[٣] ‌

ما هو مرض السكري

السكري مرض مُزمن، ينتج إما عن نقص إنتاج هرمون الإنسولين من البنكرياس، أو عجز خلايا الجسم عن الاستجابة للإنسولين، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع مُستوى الجلوكوز في الدم عن مُعدّله الطبيعيّ.[٤]

أنماط مرض السكري

هناك نمطان رئيسان لمرض السكري؛ النمط (النوع) الأول الذي ينتج عندما يصبح جسم الإنسان غير قادرٍ على إنتاج الإنسولين نتيجة خلل في عمل جهاز المناعة، حيث تُهاجم خلايا المناعة الخلايا المُنتِجة للإنسولين (خلايا بيتا) في البنكرياس، بينما النمط (النوع) الثاني، وهو الأكثرشيوعاً، ينتج عن عدم قدرة خلايا الجسم للاستجابة لهرمون الإنسولين على الرّغم من كفاءة وقدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين، ويعزى ذلك لسببٍ غير معروف.[٥][٦]
تُعدّ فئة الأطفال والشباب هم الأكثر عرضةً للإصابة بالنمط الأول من داء السكري، بينما يشيع النمط الثاني لداء السكري بين من تجاوزت أعمارهم الخامسة والأربعين.[٧][٨] هناك نمط آخر أقلّ شيوعاً من النمطين السابقين، وهو داء السكري الذي يُشخَّص ويُكتَشف للمرّة الأولى أثناء فترة الحمل، ويُعرَف بداء سكري الحمل.[٩]

أعراض مرض السكري

أمّا عن الأعراض الشائعة للسكري فإنَّ المُصاب به يُلاحِظ عدداً من الأعراض؛ كزيادة في التبوّل حتى أثناء الليل، والعطش المُستمرّ النّاتج عن فقدان السوائل من الجسم بسبب التبوّل، كما يتسبّب مرض السكري أيضاً بالجوع الشديد، بالإضافة إلى التعب المُستمرّدون بذل مجهود، وعدم وضوح الرؤية، وبطء التئام الجروح. لا تختلف هذه الأعراض كثيراً في النمط الأول عن النمط الثاني، غير أن الأعراض في النمط الثاني تكون أقل حدةً، وهذا ما يُؤخّر كشفه وتشخيصه للمُصابين به.[١٠]

أعراض النمط الأول

هناك العديد من الأعراض المُتشابهة بين النمط الأول والنمط الثاني، لكن هناك بعض الأعراض الخاصّة بمرضى النمط الأول، وفيما يأتي أهمّها:[١١]

  • العطش الشديد.
  • الزيادة الهائلة في مُعدّل التبوّل.
  • الشعور الدّائم بالتعب.
  • فقدان الكتلة العضليّة، وفقدان الوزن غير المُبرّر.
  • التشنّجات والمغص المعويّ المُفاجِئ.
  • ضبابيّة الرؤية نتيجة جفاف العين.
  • الالتهابات الجلديّة، مع الشعور بالحكة حول الأعضاء التناسليّة.

أعراض النمط الثاني

يتفاقم النمط الثاني من مرض السكري ببطء، إذ يحتاج العديد من السنوات ليتطوّر عند المريض، وكذلك أعراضه التي تتشكّل تدريجيّاً، وهذا ما يجعل المُصابين بالنمط الثاني غافلين عن إصابتهم به، ويكتشفون إصابتهم به عن طريق الفحوصات الدوريّة وليس عن طريق ظهور أعراض المرض، وفيما يأتي أهمّ أعراض النمط الثاني:[١٢]

  • الشعور المُستمرّ بالجوع، والشعور بالجوع بعد تناول الطعام بفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ.
  • الشعور بالتعب والوهن وخاصةً بعد تناول وجبات الطعام.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • زيادة التبول خاصّةً في الليل.
  • ضبابيّة الرؤية.
  • الشعور بالحكة خاصّة حول الأعضاء التناسليّة.
  • بطء التئام الجروح.
  • الإصابة المُتكرّرة بالالتهابات الفطريّة.
  • فقدان الوزن المفاجئ.
  • تصبُّغ الجلد خاصّةً في منطقة الرّقبة والإبط.

مُضاعفات مرض السكري

يتعرّض المُصابون بداء السكري لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة نتيجة ارتفاع أو انخفاض مُستوى السكر في الدم، إلا أنّه يمكن تجنُّب هذه المُضاعفات أو تأخير ظهورها عن طريق إبقاء مُستوى السكر ضمن مُعدّلاته الطبيعيّة. تُقسم مُضاعفات مرض السكري لقسمين تبعاً للفترة الزمنيّة التي تحتاجها هذه المُضاعفات لتتفاقم وتتطوّرعند المريض: النوع الأول؛ المضاعفات الحادة التي تنجم عن التغيُّر المُفاجئ لمستوى السكر في الدم، النوع الثاني؛ المُضاعفات المُزمنة التي تحتاج لفترة زمنيّة طويلة كي تتطور وتظهر على المريض.[١٣][١٤] فيما يأتي أهمّ المُضاعفات المُصاحبة لداء السُكريّ:

المُضاعفات الحادّة

  • نقص مستوى السكر: (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia) يحدث نقص مُستوى السكر نتيجة زيادة فعاليّة الإنسولين، والذي يُعزَى إلى خلل في جرعات الإنسولين أو جرعات الأدوية المُخفِضة للغلوكوز، أو خلل في توافق جرعات الإنسولين أو الأدوية مع وجبات الطعام. يُعرَف نقص السكر في الدم عند نقصان مُستوى السكر في الدم عن 72 ملليغرام/ديسيلتر، وعندها تبدأ أعراض التعب والضّعف العام، والاضطراب، وارتفاع مُعدّل نبض القلب، والتعرّق الزّائد بالظهور على المريض. يُعالَج نقص السكر عن طريق تناول من 15-20 غرام من السُكريّات سريعة الامتصاص (السكريات البسيطة غير المُعقّدة) مثل الجلوكوز، يُنصَح المريض بتناول أقراص الجلوكوز المُخصّصة لمثل هذه الحالات، أو بتناول مشروبات تحتوي على كميّات عالية من السُكّر، كالعصائر، في حال عدم تواجد الأقراص،[١٥] مع الانتباه إلى تجنُّب إعطاء أيّ مادّة عن طريق الفم إذا كان المريض فاقد الوعي.[١٦]
  • الحُماض الكيتونيّ السكريّ: (بالإنجليزيّة: Diabetic ketoacidosis) يحدث ارتفاع مُستوى الكيتونات في البول نتيجة نقص هرمون الإنسولين في الجسم، وغالباً ما يحدث ذلك مع مصابي النمط الأول من السكري لأن خلاياالبنكرياس تكون تالفةً وغير قادرة على إنتاج الإنسولين. عندما يقلّ مُستوى الإنسولين في الجسم فإنّه يصعب على الجلوكوز الدخول في خلايا الجسم للاستفادة منه كمصدر للطاقة، ويُؤدّي هذا إلى اعتماد الجسم على تكسير الدهون لإنتاج الطاقة، وينتج عن عمليّة تكسير الدهون مُركّبات ثانويّة، كالكيتونات الحمضيّة.[١٧] إنّ الاعتماد بشكل رئيسيّ على تحطيم الدهون لإنتاج الطاقة نتيجة نقص الإنسولين يُؤدّي إلى تراكم الكيتونات الحمضيّة في الدم لتبدأ الأعراض الآتية بالظهور:
    • التقيؤ.
    • الجفاف.
    • فرط التنفّس (زيادة وتيرة التنفّس) (بالإنجليزيّة:Hyperventilation).
    • ارتفاع مُعدّل نبضات القلب.
    • الاضطراب والارتباك.
    • الغيبوبة.
    • انبعاث رائحة شبيهة بالأسيتون من الفم.
تتم مُعالجة الحُماض الكيتوني السكري بتعويض السوائل المفقودة عن طريق الوريد، كما يتم إعطاء المريض جرعاتٍ منالإنسولين لتحويل مصدر الطاقة من تحطيم الدهون إلى تحطيم الجلوكوز لتقليل إنتاج الكيتونات الحمضيّة.[١٨]
  • مُتلازمة الفرط الإسموزيّ اللاكيتوني للسكر: (بالإنجليزيّة: Hyperosmolar Hyperglycemic Nonketotic Syndrome) تُعَدّ مُتلازمة الفرط الإسموزيّ اللاكيتوني للسكر، أو ما يُسمّى حالة فرط سكر الدم اللاكيتونيّة،[١٩] من المُضاعفات الخطيرة الناتجة عن الارتفاع الكبير لمستوى السكر في الدم التي قد تُؤدّي إلى الغيبوبة أو الوفاة، لذلك تستدعي التدخّل الطبيّ الفوريّ، وعادةً ما يُصاب بها مرضى النمط الثاني، لذلك يُنصَح مصابو النمط الثاني بقياس مُستوى السكر بشكل مُتكرّر للتأكّد من ضمان بقائه ضمن مُعدّلاته الطبيعيّة. وفيما يأتي أهمّ الأعراض التحذيريّة لمُتلازمة الفرط الإسموزيّ اللاكيتوني للسكر:[٢٠]
    • جفاف الفم.
    • ارتفاع مستوى السكر.
    • العطش الشديد.
    • ارتفاع حرارة الجسم دون تعرُّق.
    • الشعور بالاضطراب والنّعاس.
    • فقدان الرؤية (العمى).
    • الهلوسة.
    • الغثيان.
    • الشعور بالضعف في جهة واحدة من الجسم.

المُضاعفات المُزمنة

إنّ المُستويات العالية من السكر في الدم تُؤدّي إلى تلف في الأوعية الدمويّة الصغيرة، وينجم عن ذلك عدد من المشاكل الصحيّة، أهمّها:

  • اعتلال الأعصاب الطرفيّة: (بالإنجليزيّة: Peripheral Diabetic Neuropathy) يُطلَق مُصطلح اعتلال الأعصاب الطرفيّة على التلف الذي يحدث للأعصاب التي تربط الجهاز العصبيالمركزيّ (الدماغ والحبل الشوكيّ) بعضلات الأطراف السفليّة، وقد يُصيب التلف الأعصاب المُغذِّية للأطراف العلويّة وعضلات الظهر في حالاتٍ نادرةٍ. يُعاني مريض السكري من الخَدَر والتّنميل، مع الشعور بالحرقة في الأطراف نتيجة تلف هذه الأعصاب.[٢١][٢٢]
  • اعتلال الكلى السكري: (بالإنجليزيّة: Diabetic Nephropathy)الكلية هي المسؤولة عن تنقية الدم من الفضلات، ويُساعدها على القيام بهذه المَهمَّة تكوُّنِها من مجموعة من الأوعية الدمويّة صغيرة الحجم والشُعيرات الدمويّة، ولكن الارتفاع المُزمن لمُستوى السُكّر في الدم يُؤثّر سلباً على صحّة هذه الأوعيّة والشُعيرات فيُؤدّي إلى تلفها، وبالتالي تراجع وظائف الكلى، وقد تتفاقم الحالة المرضيّة إلى الفشل الكلوي المُزمن، ويُلاحظ مريض السكري تراجع وظائف الكلى عن طريق ظهور التورّمات والانتفاخات في الأطراف العلويّة والسفليّة.[٢٣]
  • اعتلال الشبكيّة السكري: ( بالإنجليزيّة: Diabetic Retinopathy) تتمثّل بتلف الأوعية الدمويّة في شبكيّة العين الناجم عن الارتفاع المُزمن لمستوى السكر في الدم، وهي من أهمّ الأسباب المُؤدّية إلى فقدان الرؤية (العمى) ضمن فئة مرضى السكري، كما أنّها السبب الرئيسيّ المُؤدّي إلى ضعف وتدهور الإبصار في الأعمار من 25-74 عاماً في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة.[٢٤][٢٥]
  • السكري وأمراض القلب والأوعية الدمويّة: (بالإنجليزيّة: Diabetic Heart Disease) إنّ المُستويات العالية للسكر في الدم تُؤثّر على الأوعية الدمويّة الكبيرة،[٢٦] وتُؤدّي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة؛ فمرضى السكري أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالسّكتات الدماغيّة والنوبات القلبيّة مُقارنةً بغير المُصابين.[٢٧] وتشمل أمراض القلب السكرية ما يأتي:
    • داء الشريان التاجي: إنّ ارتفاع مُستوى السكر في الدميعمل على تلف الأوعية الدمويّة القلبيّة، والذي يُؤدّي في النهاية إلى الإصابة بتصلّب الشرايين القلبيّة أو ما يُعرَف بالتصلّب العصيديّ؛ وهو عبارة عن تراكم الدهون في الشرايين التاجيّة التي تُزوِّد القلب بالأكسجين والمواد الغذائيّة، وإنّ تراكم هذه المواد الدهنيّة يُؤدّي إلى الانسداد الجُزئيّ أو الكُليّ للشرايين، فيُسبّب نقص التروية القلبيّة، وقد تنجم مجموعة من المشاكل الصحيّة، كالذبحة الصدريّة، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو النوبة القلبيّة، أو حتى الوفاة.[٢٨]
    • قصور عضلة القلب: يتمثّل بعجز عضلة القلب عن القيام بوظيفتها بضخ الدم إلى كافّة أنحاء الجسم، بحيث لا يتكافأ ما يضخّه القلب مع حاجة الجسم الفعليّة، ممّا يُؤدّي إلى الشعور بالتعب والضعف، وتراجع قدرة الجسم عن القيام بالمَهام البدنيّة. إنّ مرضى السكريعرضة للإصابة بقصور عضلة القلب بغض النّظر عن وجود عوامل خطر أخرى، كارتفاع ضغط الدم، أو مرض الشريان التاجيّ.[٢٨][٢٩]
    • اعتلال عضلة القلب السكري: وهي التغيُّرات التي تحدث في بنية وتركيب ووظيفة عضلة القلب النّاجمة مُباشرةً عن السكريّ غير المُرتبطة بمرض الشريان التاجيّ أو بارتفاع ضغط الدم، ومن الأمثلة على هذه التغيُّرات تضخّم البُطين الأيسر، وزيادة الإجهاد التاكسُديّ، والتغيُّرات الأيضيّة في عضلة القلب.[٣٠]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى