ما هو الفرق بين القلق والخوف؟ 2019

إن الخوف أمر طبيعي. وهو موجود كآلية دفاع في الحالات التي تهددنا. وبالمقابل، فإن القلق هو أمر غير طبيعي، ويعتبر مشكلة يجب معالجتها.
يمكن ان يظهر القلق بطرق كثيرة مختلفة. تجنب المناسبات الاجتماعية، صعوبة النوم، الافكار المخيفة، صعوبة في اتخاذ القرارات، القلق المفرط، الخوف من الفشل، الخوف من الحشود، وغيرها. بحسب الدراسات المختلفة هنالك 99 نوع من القلق، وجميعها تسبب لمن يعاني منها، عدم وضوح الحواس، المشاعر السلبية، الاعتقاد بانها لن تمر ابدا (مقارنة مع الخوف، هناك بالمقابل سبب معين، وعندما يمر، يختفي الخوف).

ينبع القلق لدينا، بحكم شخصيتنا، من اسباب مختلفة. قد تكون من احداث نعيشها، او اسباب وراثية، افكار تمر في ادمغتنا، عمليات جسدية مختلفة، وغيرها. عادة ما يتم ربط جزء منها او كلها معا.
الاشخاص الذين يعانون من القلق، يعانون ايضا مما يسمى نوبة القلق. تشبه هذه النوبة الازمة القلبية، ويمكن ان تشمل اعراض التعرق الزائد، سرعة النبض، الضغط على الصدر، عرقا باردا، الشعور بالاختناق، صعوبة التنفس، وخزا، ارتجاجا، هبات ساخنة او باردة، الرغبة في الهروب، الدوخة، الاما في البطن، الهيجان، الارتباك وغيرها.
تنشا هذه الظواهر لكون الية الخوف الداخلي لدينا تعمل بشكل مفاجئ. فعندما يواجه الانسان احساسا بالخطر، سرعان ما يجد نفسه بانه قد فقد السيطرة. هنا عمليا يكمن الفرق بين القلق والخوف. في حين ان هذه الاعراض تظهر جزئيا في حالة الخوف، ولكن عندئذ يكون لها تبرير، على سبيل المثال، الحالة التي نتعرض فيها لتهديد بالسلاح. ام في حالة القلق، قد تكون نتيجة عوامل لا حاجة او سبب مبهم للخوف منها.
توجد هناك عدة طرق لعلاج القلق وتتضمن العلاج التقليدي بما في ذلك العلاج النفسي وعلاج بالادوية المضادة للقلق. ندمج احيانا ايضا العلاجات الطبيعية من الفيتامينات، زيت السمك، الشوفان، حمض النباتات GABA وغيرها.

لكن هناك طريقة اخرى لعلاج القلق، وهي من خلال علاج المثلية (Homeopathy). لا نفرق في هذا العلاج، بين الاسباب العاطفية التي تسبب القلق وبين الحالة الكيميائية في الدماغ؛ ولكن ناخذ كل المكونات معا بصورة متساوية. هدف العلاج هو الوصول الى جذور المشكلة، وفهم سبب معاناة المريض من القلق؟ اذن، الفكرة هي معالجة المشكلة بشكل مركز، وليس فقط من خلال اعراضها.
يبدا علاج القلق باستجواب عام، يتم من خلاله دراسة سيرة حياة المريض. ثم صياغة الطريقة والدواء الذي يلائمه. بعدها يمكن ان نرى تحسنا تدريجيا عند المريض. تتراوح هذه الفترة عادة، من اسبوعين الى شهرين، حتى يشعر المريض بتحسن.

تسعى المعالجة المثلية (Homeopathy)، مع ذلك، لمعالجة الاسباب الكامنة وليس فقط اعراضها. ان اسباب القلق في كثير من الاحيان، هي حدث صادم شهده المريض (هجر، اعتداء، حادث، اكتئاب، الخ) والتي تشكل الحافز للانفجار، ولكنه ليس شرطا ان يكون حافزا كهذا. يمكن من خلال الدخول الى جوهر المشكلة، ان يتم علاجها بشكل فردي، مركز وهادف.
في حين ان العلاج المعتاد، التقليدي، يتعامل مع محاولة حل اعراض المشكلة، دون التعامل مع الظروف التي سببتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى