ماذا يسمى صغير الضفدع

الضفدع

يُعدّ الضفدع من الحيوانات الفقارية البرمائية، أي إنّه من الحيوانات التي تعيشُ حياتها في بيئاتٍ رطبة متنقّلة ما بين الماء واليابسة، والضفدع يتبع فصيلة من الحيوانات تسمى “البتراوات”، وهي كلمةٌ معناها في اللغة اليونانية “عديم الذيل”؛ حيث تتَّسمُ جميع الضفادعبأنَّها ليست لها ذيول.

عادةً ما تكون الأرجل الخلفية للضفدع طويلة وقويّة، وذلك لتُساعدها على القفز فوق اليابسة، وتعيشُ بعض أنواع الضفدع حياتها بأكملها بجوار المُسطَّحات المائية، من برك أو بُحيرات أو أنهار، بينما تُفضّل بعضها العيش على اليابسة، ولا تعودُ للماء إلا للتكاثر ووضع بيُوضها، كما أنَّ ثمة أنواع قليلة لا تدخلُ الماء حتى لوضع بيوضها، حيث إنَّ من الضفادع ما تعيشُ حياتها متسلّقة على الأشجار أو مُختبئة في أوكارٍ تحت الأرض.[١]

تعيشُ الضفادع في كلّ أنحاء العالم، ما عدا القارة القطبيّة الجنوبية، وتكثرُ أعدادها بصورةٍ خاصَّة في الغابات الاستوائية المطيرة. تُعدّ الضفادع من أنواع الحيوانات القديمة جداً، فقد وُجِدَت على الأرض منذ أكثر من مائة وثمانين مليون عام، وهي تعتبر الآن أهمّ فئات البرمائيات وأكثرها عدداً؛[١] حيث يُقدّر علماء الأحياء حالياً عدد أنواع الضفادع والعلاجيم في العالم بما يُقارب 6,500 نوع، أي ما يزيدُ عن 85% من جميع أنواع البرمائيّات في العالم، وتُواجه العديد من هذه الأنواع أخطاراً تَجعلها على قائمة الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض.[٢]

تسمية صغير الضفدع

على الرّغم من أنّ الضفادع من البرمائيات، إلا أنها تضع بيوضها في الماء؛ حيث يعدّ الماء هو الوسط الأمثل لعملية فقس بيوض الضفادع، وعندما تفقس هذه البيوض يخرج منها صغير الضفدع،[١]، وهذا الصغير يشتهر باسم الشّرغوف[٣] وكذلك بأبي ذُنيبة، وهذا اسم يطلق على صغير الضفدع في إحدى مراحل حياته بسبب وجود ذنب (أي ذيل) واضح للعيان لهذا الصغير، إلا أنّه يبدأ بالنموّ شيئاً فشيئاً فيفقد ذيله ويتحوَّلُ شكله بالكامل ليُصبح مثل الضفادع البالغة.[٤]

دورة حياة الضفدع

التزاوج والتكاثر

تميلُ أغلب أنواع الضفادع، خصوصاً تلك التي تتواجدُ في المناطق الدافئة إلى التزاوج في موسم هُطول الأمطار، وأمّا في المناطق الباردة (دوائر العرض العالية) فغالباً ما يكونُ التزاوج في فصل الربيع أو بداية الصيف، وتتزاوج جميع الضفادع – تقريباً – في المياه، حيثُ يقبعُ الذكور داخل البرك أو الأنهار بانتظار أنثى لتقترب، ومن ثمَّ يبدؤون بجذب انتباهها بالنَّقيق، حيث إنّ لدى كلّ نوع من الضفادع صوت نقيقٍ خاصّ به يُعبّر عن استعداديته للتزاوج.[١]

مقالات ذات صلة

تضعُ الأنثى مجموعةً من البيُوض أثناء التزاوج؛ حيثُ يكون تلقيح البيض خارجياً في كافَّة الضفادع، ويُلقّح الذكر البيوض فوراً بعد أن تضعها الأنثى، ولا يُمكن لبيضة الضفدع أن تنمُو بطريقةٍ سليمة إلا في بيئةٍ رطبة، ولذلك يختارُ الأبوان، للتزاوج مكاناً مغموراً بالمياه أو قريباً من مُسطَّح مائي، ويرحلُ الأبوان عن البيوض بعد وضعها مُباشرةً، ولا يُحاولان حِمايتها أو رعاية الصغار على الإطلاق (فيما عدا استثناءات قليلة).[٥]

تحوّل الشرغوف للضفدع

تختلفُ مراحل حياة ونموّ الضفدع حسب نوعه؛ حيث إنَّ ثمة أنواع من الضفادع تفقسُ من البيض وهي بهيئة الضفدع البالغ وبنفس خواصه الأحيائية والوظيفية، ولكن أغلب الضفادع تُولَد بشكلٍ مُختلفٍ جداً ثُمَّ تتغيَّرُ هيئة جِسمها تدريجياً، وتُسمّى في المرحلة الأولى من حياتها الشَّراغيف، حيث يكونُ لها ذيلٌ طويل وتكون عديمة الأرجل، ومن الاختلافات الرئيسيّة بين الشرغوف والضفدعالبالغ أن الضفادع لاحمة، حيثُ تتغذَّى على التهام الحشرات والحيوانات الصَّغيرة، وأمّا الشراغيف فتكونُ عاشبةً بحيث لا تأكل سوى الطحالب، وأحياناً تكون لها أسنانٌ قويّة تُساعدها على التهام بعض الكائنات الدقيقة، أو على قتل والتهام غيرِها من الشراغيف.[٥]

يبدأ الشرغوف بالتحوّل لضفدعٍ حقيقي بصُورةٍ تدريجيَّة مع نموّه، ولو كان الشرغوف يعيشُ في بركة ماء مؤقتة (أي بركةٍ مصدرُها هو هطول الأمطار في الموسم الرطب، وسُرعَان ما تزول بعد ذلك) فإنَّه ينمُو بسرعةٍ فائقة، حيث يُمكن أن يتحوَّل إلى ضفدعٍ بالغ خلال عدة أسابيع، وأمّا الشراغيف التي تُولَد في برك أو أنهارٍ دائمة فإنَّها قد تحتاجُ لشهورٍ لتُتِمَّ تحوّلها.[٥]

المرحلة الأولى من التحوّل تكونُ في ظهور ساقين خلفيَّتين للشرغوف، ومن ثمَّ تبدأ قدمان أماميّتان صغيرتان بالظّهور، وفي الوقت نفسه تتغيَّر وظائفُ الأعضاء الداخلية فيه؛ حيثُ يتنفَّسُ الشرغوف عبر خياشيم تستخلصُ الأكسجين من الماء، ولكنَّها تختفي لتحلَّ مكانها رئتان قادرتان على استنشاق الأكسجين من الهواء الطَّلْق، كما يتغيَّر الجهاز الهضمي ليُصبح مهيَّئاً لتناوُل اللحوم عوضاً عن النبات، وبعد ذلك يُصبح الضفدع الصَّغيرُ مستعداً للخُروج من الماء والعيش على اليابسة، ويكونُ له ذيلٌ قصيرٌ يختفي بمُرور الوقت، وعندها يُصبح ضفدعاً بالغاً قادراً على التكاثر.[٥]

حياة الضفدع

بعضُ الضفادع تصبح بالغةً خلال شُهور، إلا أنَّها قد تحتاجُ لسنواتٍ أيضاً، فمن المعروف عن الضفدع الأخضر أنَّه يحتاجُ لفترة ثلاث سنواتٍ حتى ينتقلَ من مرحلة الشرغوف إلى الضفدع مُكتمل النموّ، ومن النَّادر أن يُعمِّرَ الضفدع في البرية لأكثر من ست إلى ثماني سنوات، حيث إنّ للضفادع أعداءً طبيعيِّين كثيرين في البرية يتربَّصُون بها؛ فعلى سبيل المثال، الخفافيش والأفاعي والسلاحف والأسماك تعتمدُ كلُّها في قسمٍ من غذائها على تناول الضفادع والعلاجيم، ولكن عندما يعيشُ الضفدع في الأسر فإنَّه قد يُعمِّر لسنواتٍ عديدة، حيث يُمكن أن يتجاوز عمره 15 سنة.[١]

غذاء الضفدع

للضفادع دورٌ مهم جداً في النظام البيئي الطبيعي، وهو الحفاظُ على توازنه من خلال تناول العديد من الكائنات الصَّغيرة، التي تُصنَّف الكثيرُ منها ضمن الآفات الضارَّة بالنباتات والإنسان؛ فالضفادع تأكل أعداداً كبيرة من الحشرات الضارة، ممَّا يُساعد على نموّ المحاصيل الزراعية ووقف انتشار الأمراض،[٢] وليست للضفادع فكوكٌ أو أسنان على الجانب السفلي من فمها لتمكّنها من تمزيق فرائسها، ولذلك فإنَّها تعتمدُ على التقاط طريدتها بلسانها الطويل واللَّزج ومن ثمَّ ابتلاعها مرَّة واحدة.[١]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى