ماذا تفعلى لو تزوج زوجك من اخرى؟ 2019

من كتاب همسات وردية في حياة الزوجية – محمد سعد ال زعير

قال :

سأتجرأ و أطرقُ موضوعاً ربما أُلامُ عليه مِن بعض الأخوات ، و الدّافع للوم هو الغِيرة في نفوسهنَّ .. فلا ضير

و ذاك إذا حصل أن تزوّج زوجكِ بأخرى و أصبح الأمرُ واقعاً لا مَحيدَ عنه و أصبحتِ ترين زوجكِ قد اقترنَ بأخرى ..

فماذا يجب عليكِ فِعله ؟؟

1- في البداية أقدّر بعظيم الامتنان غيرتكِ عليه ، و أنَّ دافع الغضب لتصرّف زوجكِ هو حُبّكِ العظيم له ، و أن لا يمسّه أذى ، فربما تكون هذه الزوجة الجديدة مؤذية له ..

فتخشين عليه أن يتكدّر عيشه و تـتـنغّص حياته بامرأة ربما لا تقدّره كتقديركِ له ، و لا تتفانى في خدمته كجميل خدمتكِ له ..

لِـذا أنا أقدّر ذلك كله و أعرفُ أنَّ دافِع غيرتكِ حُبـّكِ العظيم له ، و أن يكون في أمان مِن كل مكروه .

2- بِـودّي أن تنظري للموضوع مِن زاوية ثانية ..

فهو في الحقيقة لم يرتكِب إثماً و لا محرّماً ، فلماذا الغضب عليه إذن ؟؟

* قد يكون في الأمر خيرٌ لا تدرينه ، فقد تكونين غير منجبة للأبناء ، فيأتيه أبناء مِن غيركِ ، فيكونون كأبنائكِ يخدمونكِ و تشعرين معهم بحنان الأمومة .

* و قد يكون فيه خيراً لكِ ، فبالأمس كان كل يوم عليكِ الاعتناء بهِ و بما يهمّه مِن مأكلٍ و ملبس، و قيام بواجب ضيوف حلّـوا عليه ، أمّـا اليوم فعليها يوم و عليكِ يوم و هكذا .

* و قد يكون مقصـّـراً عليكِ و أبنائكِ في بعض الأشياء ، فإذا تزوّج الثانية تغيّر الحال إلى أحسن ، و شاهـِــدُ هذا في المجتمع كثير .

* و فوق ذلك كله أنّه أمر الله و نفَذَ و تمَّ ، و ثِقي أنّه لا يكون إلا بأمر الله و عِلمه فاصبري لذلك و احتسبي الأجر و زيدي لزوجكِ في البـِـر و الطاعة .

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36) }الأحزاب

3 – لنفترِض أنـّـه تزوّج و تمَّ الزواج ، و أنَّ ردّة فِعلكِ أنّكِ غضبتِ عليه ، و أخذتِ أبناءكِ و ذهبتِ إلى أهلكِ ..

سؤالي :: هل هذا هو الحل ؟؟

* أمّـا أنا فأقول : إذا أنتِ غضبتِ و تركتـِـه ذاهبةً إلى أهلكِ ، فثقي أنّـه لا ينام إلا مع زوجته الثانية ، و أنتِ بمَـحْــضِ إرادتكِ أعطيتـِـها ليلتكِ .

و سؤال آخر :: هل غضبكِ و هجْـركِ له سيجعله يطلّق هذه الزوجة و يرجع إليكِ ؟

* في ظنّي أنّـه لن يستجيبَ لهذه الضغوط منكِ ، لأن عنده بديل ( الزوجة الثانية ) و ربما تكون في نظرهِ أنَّ هذه الزوجة أجود منكِ خدمة أو غير ذلك .

فعملكِ الذي تعملينه مِن هَجره ربما يفرحه هو و زوجته على عكس ما تظنينه و تقدّرينه .

1- لِـذا .. تقبـّـلكِ للموضوع و جَعـْـله أمراً طبيعياً و كأن لم يحصل شيء

( أعرِف أنَّ هذا عليكِ صعب و لكن يحتاج منكِ أن تضغطي قليلاً على هو النفـْـس ، و تضبطي مشاعركِ وِفـْـقَ شرع الله ).

له انعكاس جميل رائع في حياتكِ .

* و مِن ذلك إرضاء الله عزَّ و جل لأنَّ إرضاء زوجكِ إرضاء لله .

* تزدادين في عينه إجلالاً و حُباً و تقديراً .

* إن كان عازما على إعطائكِ شيئاً يرضيكِ فسينفّذه لكِ و زيادة ، بخلاف لو صدَرَ منكِ ما يغضبه ، فإنّه سيلغي ذلك و يقول : ( لا أكافئ إلا مَن يستحقُّ المكافأة ) .

* تحافظين على مشاعركِ مِن الغضب و آثاره على الصحّة و على استقرار حياتكِ ، و تكونين مطمئنـّـة راضية بما كتب الله ، و هكذا المؤمنة .

2 – ثم لم تكوني أنتِ الوحيدة في هذا الطريق ، بل سبقكِ أخريات تزوّج عليهنَّ أزواجهنَّ ، و مع ذلك عِشن عيشةً سعيدة راضية مطـْـمئنة .

فهؤلاء زوجات الرسول عليه الصلاة و السلام –أمهات المؤمنين – و مَن أفضل منهنَّ ؟؟ كلهنَّ إلا خديجة – رضي الله عنها – لهنَّ جارات و ليست جارة واحدة كما أنتِ .

فلا تضجري و احمدي الله ، فهذه سُـنـّــة الله و قَدَره و الحمد لله على كل حال .

3 – أخيراً .

إياكِ أن تأخذي قراركِ مِن صويحبات لا يعرفن الحِكمة ، و لكن مِن دافِع الغِيرة و الحُب لكِ أعطينكِ تلك القرارات .

( ليس بكفء لكِ ، تزوّج عليكِ اتركي له أبناءه و اذهبي لأهلكِ ، نغـّـصي عليه حياته بكثرة الطلبات ، لا تهتمـّـي بالتزيـّـن له ……. و هكذا ).

إيّاكِ أخيـّـة هذه السموم ، و استرشدي بمَـن لديها العقل و الحِكمة))

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى