لا يبلغ القمم إلا أصحاب الهمم محمد راتب النابولسي

الإنسان يمكن أن يصل إلى أعلى عليين إذا استغل هذه الطاقات التي أودعها الله فيه، فالله عز وجل لا ينظر إلى شكلك ولا إلى صورتك ولكن إلى همك وهمتك، ما الذي يهمك، انسان همه أن يأكل، همه أن يستمتع بالحياة، همه أن يعيش وحيدا مرتاحا من كل هم،  لكن هنالك إنسان همه هداية الخلق، فأنت تكبر عند الله بقدر ما تحمل من هموم المسلمين. والإنسان كما قلت طاقات كبيرة جدا، فقد تجد انسان ترك آتار علمية مذهلة وعاش عمرا محدودا كأي عمر، ترك مئتي مؤلف. في علماء كبار يعدون من المجددين في الدين، خذ ألف انسان نائم على فراش وسرير في أيام الشتاء الباردة، والفراش دافئ ونام قبل ساعتين وقد أذن لصلاة الفجر المؤدن، صاحب الهمة العالية يتجافى جنبه عن المضاجع وينطلق إلى الله ليصلي وصاحب الهمة الذنية يبقى نائما، صاحب الهمة العالية ينفق ماله ابتغاء مرضات الله، وصاحب الهمة الدنية ينفق ماله على نفسه مستمتعا به.

في الحقيقة الهمة هي المحرك، تجد الإنسان يجري في أيام البرد في أيام المطر والناس جميع في بيوتهم جالسون، لديه قناعات، قناعاته العالية أعطته هذه الهمة، في طالب تجده يدرس حتى الثانية فجرا، في همته أن يكون طبيبا لامعا، وهو في الشهادة الثانوية وتحتاج كلية الطب إلى علامات عالية، لذلك يعزف عن لقاء مع صديق، عن نزهة، عن سهرة مع اهله، عن وليمة، عن خروج من البيت، يعكف على الكتاب، لأن هدفه كبير همته عالية، كلما كبر الهدف تعلو الهمة، وكلما اشتد العلم تعلو الهمة، الهمة متعلقة بالعلم ومتعلقة بعظم الهدف. لك عمل طيب وعظيم لا يعلم به أحد تبتغي به وجه الله، كخدمة للخلق، هل تركت بصمات في المجتمع؟ هل تركت علما؟ هل تركت ولدا صالحا؟ هل تركت مؤسسة خيرية؟ هل تركت دعوة إلى الله ناصحة واضحة بينة؟ ماذا تركت؟

 محمد راتب النابولسي رحمه الله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى