كيف تطويرين قدراتك الذاتية 2019

كيف تطويرين قدراتك الذاتية

خلق الله الإنسان ومنحه الكثير من الهبات: من نظر، وسمع، وعقل، وأشياء كثيرة لا مجال لحصرها وتعدادها, وزوده بالكثير من المزايا المختلفة والمتنوعة، ممثلة في القدرات التي تتجمع في الإنسان لتظهر لنا خصائصه الشخصية والتي يتميز بها في أوساط المجتمع الذي يعيش فيه.

وهنالك عدة تعريفات للقدرة هي :
– هي القوة التي تدفع بالإنسان للتغيير من أجل الأفضل.
– هي العزم والإصرار لبلوغ الأهداف المرجوة.
– مدى استقلال الشخصية وقوة تحملها لكل المصاعب التي تواجهها في سبيل بلوغ الهدف المنشود.
– هي القوة التي تعمل على تحفيز جوانب العمل الجاد, تحقيق الذات, والصحة , والصبر , والصمود في وجه كل المشاكل والمعوقات التي تقف حجر عثرة في سبيل بلوغ الهدف المنشود.

عرفها البروفيسور والعالم النفسي ” ألكس لينلي “:
“هي الطاقة الكامنة في النفس البشرية وارتباطها بالنواحي الفكرية والشعورية, وهي التي تعمل على تحريك جسم ذلك الشخص ليتفاعل مع تلك القوى الداخلية ليبدع أو يبتكر, وكلما كان تفاعل تلك القوى قوياً؛ كان تأثيرها أقوى على التغيير والتطور والإبداع.”
ولقد أقر البروفسير لينلي بأنه كلما استفاد الشخص من تلك الطاقة الكامنة واستخدمها الاستخدام الأمثل، كان في قمة السعادة؛ لأنه أوفى لنفسه بما تطمح إليها من أماني, وهو في حد ذاته يعد وفاءا وإخلاصا لما تطمح له النفس من أماني وغايات.

تحفيز القدرات :
تقع مسؤولية تحفيز القدرات على الوالدين، ومن ثم العملية التربوية بالمدارس، ومن ثم يأتي دورك أنت لتستفيدي من تلك التوجيهات والعمل على تحفيز وشحذ تلك القدرات لتظهر وتتنامى مع مرور الزمن.

كل منا لديه هوايات ومواهب يلحظها أهله, لذلك على الوالدين ضرورة الاهتمام بما يرغب فيه أبنائهم، وجلب ما يمكن جلبه من أشياء تلبي هذه الموهبة وتنميها، فإن احترام الوالدين لأولادهم تجعلهم يثقون في أنفسهم، ومن ثم يشعرون بذاتهم فتنطلق قدراتهم الذاتية إيجابياً لتظهر في شخصيتهم نجاحا وتألقاً.

وتلعب الصحة دورا محورياً في انطلاق القدرات الذاتية لدى الأفراد، ومن ثم يأتي دور الصبر على التعلم والاجتهاد فيه، ومن ثم العمل على تكامل النواحي النفسية بالنواحي العاطفية تجاه العمل المطلوب وانطلاق قدرات الشخص تجاهه.
كما يلعب الطموح الشخصي والتفاؤل بجانب الثقة بالنفس دورا هاما في بلوغ ا لأهداف المرجوة.

وكذلك يجب ألا نغفل إقبال الإنسان على الحياة بروح عالية متوثبة لمستقبل زاهر، مما ينعكس إيجابيا على سمو الطموحات وارتفاع سقف الأمنيات.

نصائح وإرشادات لرفع سقف القدرة الذاتية لديك:
ثمة بعض النصائح والإرشادات لتحفيز القدرة الذاتية وتطويرها نقدمها لك في هذا المقال:

– اعلمي أن القدرات الذاتية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعاطفة والأحاسيس والحماس الذي يعتبر من أهم المحاور التي تدفع الإنسان لاستنفاد أكبر كمية من قدرته الذاتية والاستفادة منها.

– الركون لممارسة النشاطات المفضلة للنفس, وبما أن الهواية تعتبر من الأنشطة التي تمارس تتطوعا, فإن ممارسة النشاط التطوعي يعمل على تحفيز وإثارة القدرات الذاتية لدى الفرد.

– حاولي فحص واختبار قدراتك, وأي القدرات أقوى لديك سواء أكانت في مجال الهوايات أم مجال الأعمال؟
– انظري بعين التأمل إلى الهوايات أو الأعمال التي تحبين ممارستها، بحيث إذا فشلت في واحدة منها يمكنك التحويل لمجال آخر ينصب أيضاً في دائرة اهتماماتك.

– فكري في قدراتك الذاتية، قومي بتسجيل كل ما تمتلكينه من قدرات، وحاول استغلالها لأقصى درجة ممكنة, لا تنتظري أحدا يبادرك بالتشجيع, اعملي على تشجيع نفسك وخذي زمام المبادرة تجاه الهدف الذي تريدين تحقيقه.

– اهتمي بمشاعرك الملحة في إظهار موهبتك فهي الطريق الذي يمهد لك الوصول لاستنفاد قدراتك والنجاح في إظهارها .
– حاولي الاتصال بالأشخاص المبدعين في المجال الذي اخترته، وأظهري لهم محبتك وشعورك النبيل بالإعجاب بما فعلوه, حتماً سوف يحترمون توجهك وسوف يمدوك بكل ما تريدينه، ولن يحجبوا عنك أي معلومة يمكن أن تستفيدي منها في شحذ قدرتك الذاتية الطموحة.
– تسلحي بسلاح الإيمان و الصبر والثقة في النفس, ثقي حينما تصبرين على ما تفعلين وتستلهمين كل مشاعرك المرهفة لإتقان ذلك العمل، سوف تنجحين بإذن الله سواء في مجال الإبداع أو مجال التشكيل والفنون والعلوم.

– استشيري أصدقائك وأقربائك المثقفين؛ لأنهم يدركون مدى قدراتك ومدى قوتها، كما أنهم بلا شك يتمنون نجاحك, حاولي سؤالهم. هل هذا ما تتوقعونه مني؟ هل تتوقعون عملا أجمل من هذا؟
وفي هذا الصدد يؤكد بروفسير لينلي: “إن القدرات كامنة في النفس البشرية بصورة طبيعية, ولكن الذي ينجح في شحذها وتحفيزها هو الشخص المتحمس للحياة, قوي الإرادة, أما الإنسان ضعيف الإرادة خائر القوى لن يستطيع الاستفادة من قدراته الكامنة البتة “.

العمل علي تنمية وتطوير القدرات:
– أن تبتعد مناهج التعليم عن عملية التلقين وحشو عقول الطلاب بالمعلومات الكثيرة.
يجب ترك مساحة للطلاب للإبداع والابتكار، وتعليمهم كيفية التفكير والإدراك، ومن ثم إطلاق تلك القدرات الكامنة لديهم بما يعمل على تطوير تلك القدرات ويعمل على شحذها وتقدمها.
– مراعاة النواحي الأخلاقية في عملية شحذ مقدراته الذاتية, أي أن تزداد لديه المقدرة على إدراك الخطأ من الصواب, حتى يسير في الطريق الصحيح ويتجنب الوقوع في الخطأ.

– العمل على احترام العاطفة المكنونة لدى الفرد, والعاطفة ما هي إلا:
“عبارة عن الأحاسيس الكامنة لدى الفرد, وحينما يقبل على أداء ما يريد؛ تجيش عواطفه حباً لذلك العمل, هذه العاطفة ترفع من بناء شخصية ذلك الفرد وتعمل على تنمية الذات ومقدرتها على الإبداع والابتكار.
في هذا الصدد قال الدكتور فاليرناد عالم النفس: “إن الخوض في نشاط يحبه ويعشقه الفرد بصورة منتظمة, يوجد في نفسه صدى طيبا وانتماءا حميما مع ذاته, مما يحقق فرص النجاح وبالتالي يتواءم مع ذاته ومقدراتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى