كيف تدير هذا العبث يا معتز

خاص السودان اليوم

لن ينقضي تعجبنا واستغرابنا من قرار حكومي الا ويتجدد بصورة أكبر مع قرار جديد سواء علمنا به من تصريح لأحد الوزراء أو تغريدة للسيد رئيس الوزراء أو عبارة تفلت من السيد رئيس الجمهورية في اجتماع عام أو خاص ومايجمع بين كل هذه التصريحات والمواقف والكلمات والإشارات انها تبدو وكأنها صادرة عن جهات متنازعة ومراكز متشاكسة يسعي كل واحد لابطال عمل الآخر والاجتهاد لتعطيله عن بلوغ مراده ، ومثار الاستغراب الذي لا ينتهي أنها صادرة عن جهة يفترض أنها متناغمة ومتجانسة وتعمل كل مؤسساتها واجهزتها لبلوغ هدف واحد وان تنوعت وسائل العاملين وتعددت طرقهم.

نستعرض هنا نماذج محدودة جدا لتشاكس مؤسسات الدولة ومعارضتها لبعضها وكأن الهدف الذي يعمل الجميع له هو الحفر لبعضهم وتآمرهم علي بعض.

*السيد رئيس الوزراء يهتم بدعم وتشجيع المنتج المحلي ويدعو لتعميم ثقافة الاكتفاء الذاتي والعمل قدر المستطاع علي تقليل استيراد اي صنف يمكن توفيره محليا

يتجاوب الناس مع المقترح ويرون فيه خطوة مهمة في مسيرة الإصلاح الاقتصادي ولكن فجأة وبدون مقدمات وبجرة قلم ينهي السيد رئيس الجمهورية كل هذه الجهود ويتخذ قرارا نسمعه في الاعلام أن السماح بدخول المنتجات الغذائية المصرية قد تم وبقرار من السيد رئيس الجمهورية وبهذا يبطل السيد الرئيس كل جهود السيد رئيس الوزراء

* السيد رئيس الوزراء يؤكد بشكل قاطع أن أزمة السيولة في طريقها للحل ويحدد سقفا زمنيا ولم يصدق في وعده بل تتفاقم الأزمة بشكل أكبر والصرافات الآلية تقف عاجزة عن الوفاء بطلبات زائريها والحال أن معتز وبنك السودان يهددان الصرافات التي لن يكون فيها كاش بأنها ستعاقب لكن البنوك تسخر من توجيهات الجهاز التنفيذي وتشمخ بانفعال رافضة التوجيه العالي

* السيد رئيس الوزراء يحرص علي إنفاذ الدفع الالكتروني وتقليل تداول الكاش في أيدي الناس ويشجع كل المؤسسات الخاصة علي اتباع هذه الوسيلة ويحكم بإلزام المؤسسات الحكومية علي التقيد بهذا النظام لكن رفض الفكرة بل ومعارضتها يظهر عند اثنتين من أهم مؤسسات الدولة التي لها إيرادات يومية ضخمة جدا إذ كشف أحد الموكل إليهم تنفيذ هذا النظام أنه ذهب مع فريق عمله إلي الشرطة التي رفضت التجاوب معهم وقالت إن لها شركة خاصة ستتولي تنفيذ هذا الأمر لكن لم يتم شي ، والمؤسسة الثانية هي الكهرباء إذ يؤكد ذات المصدر أنها ليست فقط لم ترحب بالفكرة إنما تعرضوا فيها للطرد ولم يتم الاستماع إليهم بمجرد معرفة ماجاءوا لاجله

نكتفي بهذه الأمثلة ونتساءل هل هذه مؤسسات متناغمة ام شركاء متشاكسون وكيف يستطيع معتز إدارة هذا العبث؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى