كيف تتخلص من الذباب نهائياً

الذباب

الذّبابة هو اسمٌ دارجٌ لأيّ حشرة تنتمي إلى فصيلة ثُنائيّات الأجنحة، والاسمُ العلميُّ لها هو (Musca). تضمُّ هذه الفصيلة عدداً كبيراً جدّاً من الأنواع يتجاوزُ المائةِ ألفِ نوعٍ مُنتشرةً في جميع قارّات العالم، ومن أكثرها شُيوعاً بين النَّاس: الذّبابة المنزلية والبعوض، ومن أنواعها المُنتشرة في العالم: الذّباب الأسود، والذّباب الأزرق، وذُباب الغزلان، وذباب الفاكهة، وذباب الرّمل، وذبابة تسي تسي (المشهورة بأنَّها تنقلُ مرض النّوم الخطير في أفريقيا). وثمَّةَ العديدُ من الحشرات الأُخرى التي يُصطَلح على تسيتها بالذّباب رَغمَ أنَّه ليس مُعترفاً بها علميّاً بأنّها من أنواعِ الذّباب الحقيقيّة، وذلك لأنَّ لها أربعةَ أجنحةٍ عوضاً عن اثنتين، ومنها الرّعاشات، وذبابة أيّار (مايو)، وذباب العقرب. وقد تكونُ هذه الحشرات آفاتٍ خطرةً جدّاً على الإنسان، فهي تكثُر وتنتشر حول الحاويات والنّفايات، وفي الأماكن التي لا يُعتنَى بنظافتها جيِّداً من المُدن، وعندها، قد تكون سبباً في نقل الكثير من الأمراض الخطيرة بما فيها الملاريا، ومرض النوم، وداء الفيلاريّة. ولهذا السَّبب أصبحتْ مُكافَحة الذّباب همّاً كبيراً للهيئات والحكومات، وتُجرَى العديدُ من الدّراسات في هذا المجال مثل تجفيف المُستنقعات أو تغطيتها بالزّيوت، ورشّ المُبيدات الحشرية، ممَّا قد يكونُ كفيلاً للقضاء على صغار البعوض والذّباب التي تنشأ في المياه.[١]

الوظائف الأحيائية للذُّباب

لدى الذّبابة جناحان شفّافان قويّان تنتشرُ فيهما عُروق الدّم على شكل خُطوطٍ سوداء صغيرة، ومثل باقي الحشرات، يتألَّف جسمُها من ثلاثة أجزاءٍ هي: الرّأس، والصّدر، والبطن. تمتازُ الذبابة بأنّ لها رأساً بيضوياً، وعينيْن جانبيَّتين كبيرتَي الحجم مُركَّبتين من آلاف العدسات السُّداسية الصّغيرة التي تُساعدها على رُؤية مُحيطها بدقّة شديدة، فهي أشبهُ بعدَّة آلافٍ من العُيون الصَّغيرة المُكدّسة فوق بعضها، وبفضل هذه المِيزة تتمكَّن هذه الحشرات من تمييز أصغرِ الحركات حولها بسُرعةٍ هائلة، والاستجابة لها في ظرفِ أجزاءٍ من الثّانية، ممَّا يُساعدها على الإفلات من أعدائها بسُهولة. وفي المُقابل، فإنَّ عُيون الذّباب لا تُساعده على الرؤية في الظّلام، ولذلك فهو يكرهُ الظُّلمة الحالكة وينجذبُ دائماً للضَّوء القويّ وأشعّة الشمس السّاطعة التي تترافقُ مع الحرارة القويّة، ومن هُنا تكتسبُ هذه الكائنات ذُروة نشاطها في شُهور الصّيف الحارّة، فتُصبح شديدة الإزعاج للإنسان والحيوان.[٢]

وللذّبابة قرنا استشعارٍ حسَّاسانِ في أعلى رأسها، ولها ستّة قوائم قويَّة مَكسوَّة بالشَّعر الدَّقيقِ، وتستطيعُ هذه الشُّعيرات التقاط الاهتزازات التي تُحدثها الموجات الصوتيّة بكفاءةٍ عاليةٍ ونقلها عبر تجمُّعاتٍ عصبيَّة إلى دماغها، ومن هُنا تكتسب الذّبابة حاسَّة سمع. وفمُ الذّبابة عبارةٌ عن خُرطومٍ طويلٍ مرنٍ ينتهي بشفتين لحميَّتين مطَّاطتَين، وهو وسيلتُها الوحيدة للحُصول على الغذاء، ولذلك فهي لا تأكلُ سوى السّوائل العضويَّة المُتحِّللة ولا تستطيعُ التهام الطّعام القاسي، إلا أنَّ لديها إفرازاتٍ تستطيعُ إذابة النّشويات والسُّكريَّات لتتحوَّل إلى سوائل تستطيعُ امتصاصها.[٢]

دورة حياة الذباب

لا يحيا الذّباب لفترةٍ طويلة من الوقت، فعُمر الذّبابة العاديّة يترواحُ من أسبوعٍ إلى شهرين، إلا أنَّها قادرة على التّكاثر بسُرعة هائلة خلال فترة حياتها القصيرة، فكلُّ ذبابة أنثى تستطيعُ وضع ما يتراوح بين مائة إلى مائتي بيضةٍ دُفعةً واحدة، وهي تضع البيض عِدَّة مراتٍ خلال حياتها، وبالنّظر إلى السُّرعة التي يكتملُ فيها نموّ يرقات هذه الحشرات، فإنَّ زوجاً واحداً منها (ذكرٌ وأنثى) قادرٌ على تركِ ذريَّة من مئات آلاف الذّبابات في ظرفِ بضعة أسابيع.[٣]

مضارّ الذباب

تعيشُ هذه الكائنات بطبيعتها في البيئات القذرة الغنيَّة بالمواد العضويَّة المُتعفِّنة والمُتفسّخة والمُتحلِّلة، ولذلك فهي تحملُ داخلها أعداداً عملاقة من الجراثيم على كلِّ جزءٍ من جسدها، كما أنّها أيضاً تنجذبُ كثيراً للأطعمة التي يتناولُها الإنسان، ومن ثمَّ تنقلُ معها كلَّ هذه الجراثيم إلى الطعام، فبمُجرَّد أن تلامسَ الذّبابة شيئاً فإنّها تنقلُ إليه مئات آلاف الجراثيم خلال لحظات، وقد لا تكونُ هذه الجراثيم خطرةً بالضَّرورة، لكنَّها – في بعض الأحيان – تحملُ أمراضاً تفتكُ بالإنسان، مثل التهاب السّحايا، والطّاعون، والملاريا، كما قد تُسبِّب الكثير من التوعّكات الصحيَّة بما فيها الإسهال، والتسمُّم الغذائي وغيرُ ذلك.[٣]

مقالات ذات صلة

طرق التخلّص من الذباب

ينزعج الكثير من الناس عند رؤية الذّباب في داخل المنازل، وذلك لأنه مُضرٌّ بالصّحة، فهو ينقلُ الجراثيم من مكان لآخر مُسبّباً بذلك الأمراض والمشاكل الصحيّة على الإنسان، وثمَّة طرقٌ مختلفة فعَّالة في التخلّص من الذباب من أهمِّها ما يأتي:[٤]

  • التخلُّص من الرّطوبة: من أهمِّ طُرُق القضاء على الذّباب منعُهُ من الحُصول على أماكن للتّكاثر أو الغذاء، والأماكن المُفضَّلة للذّباب من هذه الناحية هي بقع المياه الرَّاكدة الغنيَّة بالمواد العضويَّة، والتي يُمكن بسهولة أن تنتشرَ في أنحاء المطبخ خُصوصاً داخل حوض الجلي، وفي سلَّة المُهملات (عند رمي أيِّة نفايات سائلة أو رطبةٍ داخلها)، إذ يجبُ الحرص على تجفيف أيِّ شيءٍ قبل الإلقاء به داخلها، وعلى إبقاء المطبخ جافاً قدرَ الإمكان.
  • تغطية سلّة القمامة: فهي تجذبُ الكثير من الذّباب لاحتوائها كميَّاتٍ ضخمة من المواد العضويَّة التي يُحبِّها.
  • استعمال الفِخاخ: يُمكن الإمساك بالذّباب بطُرُقٍ كثيرة، فالعديد من الفِخاخ المُصمَّمة للإيقاع بهذه الحشرات تُبَاع في الأسواق والمحال التجاريّة، ومن أهمّها الورق اللاّصق المطليُّ بالسكّر أو السّوائل الحُلوة، أو الفِخاخ الضوئيّة التي تعتمدُ على انجذاب هذه الحشرات لمصادر الضَّوء القويَّة، وقد تُوضع هذه الفِخاخ خارجاً في حال كان الطّقس حاراً وانتشر الذّباب حول المنزل.
  • المُبيدات الحشريّة: لا يُفضَّل البدء باستعمال المُبيداتوالرشَّاشات لأنّها قد تكونُ مؤذية للإنسان والحيوانات الأليفة في المنزل، إلا أنَّها وسيلةٌ فعَّالة للقضاء على الذّباب والتخلّص منه.
  • الوسائل الطبيعيَّة: يُوجد العديد من المواد الطبيعيَّة التي تُشتَهر بأنَّها طاردةٌ للذّباب نتيجةً لرائحتها القويَّة والنَّفاذة، والتي تكرُهها هذه الحشرات فتُغادر المنزل نهائيّاً إذا ما امتلأ بروائحها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك أوراق النّعناع، والرّيحان، وخلُّ التفّاح، والكحول، وحبّات القُرنفل واللّيمون.

نصائح للتخلّص من الذباب

حتى عندَ استعمال الوسائل السَّابق ذكرُها للقضاء على الذّباب، من الواجب مراعاة بعض النِّقاط لتجنّب دُخوله مرَّة أخرى أو انتشاره في المنزل أو تقليل مضارِّه، ومن أهمِّها:[٥]

  • من المُستحسَن إخفاءُ كل شيء يؤكل وعدم تركه مكشوفاً في المطبخ أو في أي واحدةٍ من الغرف، والحرصُ على تنظيف بقايا الطّعام، ووضع ما يبقى منهُ في الثّلاجة،فالذّباب ينجذب كثيراً لغذاء الإنسان وقد يُفرز عليه لعابَه ليتغذّى منهُ فينقل إليه الكثير من الجراثيم.
  • يجبُ تجفيف وتنظيف المنزل بشكل جيّد، خصوصاً من بُقع العصير والماء والأشياء الرَّطبة، وكذلك من أيّ فُتات طعامٍ أو ما شابَه.
  • قد يكونُ من الضّروري سدُّ أيّة ثغراتٍ حول الأبواب والشّبابيك جيّداً والتأكُّد من عزلها الجيِّد بحيثُ لا تسمحُ بدخول أيّ ذبابٍمن الخارج، وكذلك يجبُ في حال فتح الشّبابيك مُراعاة وجود المناخل كي لا تسمح بدخول الذّباب الى المنزل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى