كلمة عن عقوق الاب والام , خاطرة عن عقوق الوالدين

عقوق الوالدين من أعظم الذنوب التي يُمكن أن يرتكبها الإنسان طوال حياته، فقد نهانا الله تعالى عن أبسط الأقوال التي يُمكن أن تؤذيهم حتى كلمة “أف” نفسها، لكن ما نراه اليوم في محيطنا ومجتمعاتنا ينم عن جهل عظيم بخطورة هذا الفعل، فهذا ابن ترك والديه وانغمس بحياته ومشاغله دون أن يسأل عنهما، وذاك آخر يتعمد أهانتهم، وأخر يرفع صوته على من ربياه واعتنيا به حتى اشتد صلبه، حتى أن الأمر وصل بالبعض لقتل والديه! ألهذه الدرجة من الجحود والظلم وصلنا! لو علم كل شخص خطورة عقوق الوالدين لما رفع عينيه فيهما أو فكر ولو لبرهة في إهانتهم، لذلك في هذا المقال سنُلقي الضوء على خطورة هذه المشكلة وأهمية التصدي لها وعقوبة العاق في الدنيا والآخرة. لماذا نهانا الإسلام عن عقوق الوالدين وما خطورته؟ ما هو عقوق الوالدين عقوق الوالدين يعني إهمالهما وعدم طاعتهما عمداً بل والتأفف والتضجر منهما، فالله تعالى أمرنا بطاعتهما دون نقاش طالما لم يؤمرانا بشيء فيه معصية لله تعالى، لكن مع الأسف نسي أغلب الأبناء هذا الأمر، وبات عدم طاعتهم لوالديهم شيء طبيعي بل ودليل على اكتمال الرجولة! متجاهلين تماماً خطورة وعقوبة الأمر، فجزاء عقوق الوالدين يكون في الدنيا قبل الآخرة، هذا وإن دل على شيء يدل على مدى عظم الجرم وبشاعته لدرجة أنه يستوجب عقاباً فوري من الله تعالى. صور عقوق الوالدين في الفترة الأخيرة تفشى عقوق الوالدين بشكل مُبالغ فيه، فتعدد واختلفت أشكاله وألوانه وتفشي في المجتمع حتى كاد يطال كافة الأسر إلا من رحم ربي، فيما يلي سنستعرض أهم صور عقوق الوالدين: إهانة الوالدين ليس بالضرورة أن يقوم الابن بإهانة والديه مباشرة، بل يُمكن أن يقوم بذلك دون أن يشعر حتى، وهنا تكمن خطورة الأمر، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ”، وللأسف نرى أغلب الشباب لا يُلقي بالاً لخطورة الأمر ويأخذ السباب على أنه وسيلة للمزاح مع أصدقائه! إهمال الوالدين ترك الوالدين عرضة للحاجة والتسول دون إعانتهما عندما يتقدم بهما العمر من أبشع الكبائر، فكيف بعدما أفنيا عمرهما وشبابهما في تربية أبنائهم وأنفقوا كل كبيرة وصغيرة فقط ليروهم سعداء يُهملهم أبنائهم هكذا! فقد قال صلى الله عليه وسلم لأحد الأعراب عندما اشتكى أبيه أنه يُريد أخذ جزء من ماله “أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئاً” وهذا يدل على أن نفقة الوالدين واجبة على الأبناء! قطيعة الرحم بعض الأبناء ينقطع تماماً عن والديه ولا يبرهما ويكتفي بإرسال الأموال إليهما، وإن كانا مقتدرين ينساهما تماماً، حتى أننا نسمع كثيراً عن أباء يتوفون دون أن يدري أحد ولا حتى أبنائهم! حتى ولو شغلتك الحياة تماماً وانغمست في متطلباتها، يجب أن تكون مكانة والديك أعلى وأسمى من أي شيء، فلولاهما ما كنت أنت! إحزان الوالدين رفع الصوت أو تعمد جرح الوالدين وإحزانهما بالأفعال أو الأقوال من أكبر صور العقوق وأكثرها انتشاراً، وقد لا يشعر الأبناء بذلك حتى! فالسخرية من الآباء وانتقاد أفعالهما وعدم الإصغاء إلى حديثهما وتفضيل الزوج أو الزوجة والتعدي عليهما بالقول أو الفعل ..إلخ جميعها صور شائعة لعقوق الوالدين. عقوبة عقوق الوالدين كما ذكرنا سابقاً، عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، لذلك حذر الله تعالى منها مراراً وتكراراً في القرآن الكريم والأحاديث النبوية كذلك، ووضع لمن يُقدم عليه عقوبة شديدة في الدنيا قبل الآخرة كما يلي: عقوبة العقوق في الدنيا الإنسان العاق لا يُقبل عمله في الدنيا ولا يُثاب عليه في الآخرة، ولا يُبارك له الله تعالى في رزقه فيُصاب بالفقر وضيق الحال. يُصبح من المكروهين في الأرض والسماء، فيبغضه من حوله ويكرهون معاملته وتلعنه الملائكة. لا يُرفع له دعاء ولا يُقبل منه ويُجازى بمثل ما فعل من أولاده في المستقبل. عقوبة عقوق الوالدين في الآخرة يُعاقب العاق منذ لحظة مماته، حيث يُعاقبه الله تعالى بصعوبة النزع وشدة سكرات الموت. إذا مات أبويه غاضبان منه يُعاقب بدخول النار، فالعقوق من الذنوب الموجبة للعقاب. كيفية بر الوالدين بعد الموت الدعاء الدائم لهما بالرحمة والمغفرة وعدم نسيانهما في ظروف الحياة ومشاغلها، فقد قال صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. سداد ديونهم والتصدق على أرواحهم وحبذا لو كانت الصدقة جارية. زيارة أقاربهم وأصدقائهم وكل من كانوا يعتادون بره في حياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى