قصة عمر بن الخطاب مع ابي الدرداء – مكتوبة كاملة

حينما كان أبو الدرداء في الشام قدم سيدنا عمر متفقداً أحواله، فزار صاحبه أبا الدرداء في منزله ليلاً، فدفع الباب فإذا هو بغير غلق، فدخل في بيت مظلم لا ضوء فيه، فلما سمع أبو الدرداء صوته قام إليه ورحّب به وأجلسه، وأخذ الرجلان يتناوبان الأحاديث، والظلام يحجب كلاً منهما عن صاحبه .

قال له عمر:

((رحمك الله، ألم أوسِّعْ عليك؟ ألم أبعث إليك؟ قال له أبو الدرداء: أتذكر يا عمر, حديثاً حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم .

قال: وما هو؟.

قال: ألم يقل:

((ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب))

قال: بلى .

قال: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ فبكى عمر، وبكى أبو الدرداء))

إليكم لحظته الأخيرة من الحياة :

ظل أبو الدرداء في دمشق يعظ أهلها، ويعلمهم الكتاب والحكمة، حتى أتاه اليقين، فلما مرِض مرَض الموت، دخل عليه أصحابه: فقالوا:

((ما تشتكي؟ .

قال: ذنوبي .

قالوا: ما تشتهي؟ .

قال: عفو ربي, ثم قال لمَن حوله: لقِّنوني لا إله إلا الله محمد رسول الله, فما زال يرددها حتى فارق الحياة))

ما هي الرؤيا التي رآها عوف بن مالك الأشجعي ؟

فلما لحق أبو الدرداء بجوار ربه، رأى عوفُ بن مالك الأشجعي فيما يراه النائمُ مرجاً أخضر فسيحَ الأرجاء، وارفَ الأَفْياء، فيه قبة عظيمة من أدم, حولها غنم رابضة لم تر العين مثلها قط, قال:

((لمن هذا؟ قيل: هذا لعبد الرحمن بن عوف، فطلع عليه عبد الرحمن بن عوف, وقال له: يا ابن مالك، هذا ما أعطانا الله عز وجل بالقرآن، ولو أشرفت على هذه الثنية لرأيت ما لم تر عينك, وسمعت ما لم تسمع أذنك, ووجدت ما لم يخطر على قلبك، قال ابن مالك: ولمَن ذلك كله يا أبا محمد؟ قال: أعده الله عز وجل لأبي الدرداء، لأنه كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين والصدر)) فأين نحن من هؤلاء ياأمة الحبيب محمد عليه افضل الصلاة والسلام انظروا فى حالنا كم انفتحت الدنيا علينا وكم تغير حال المسلمين فاتقوا الله فيوم لقائه قريب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى