عيد سعيد 2019، ولكن ليس بالنسبة للجميع.

يأتي عيد الفطر السعيد هذا العام في نهاية الصيف وهي فترة تزداد فيها التوجهات لتلقي الدعم المهني بسبب أعراض الاكتئاب بنسبة %10.
العيد ليس فقط فرحة. فبينما تعبر الاعياد للكثيرين عن العلاقات العائلية والاجتماعية والفرحة، يتضح انه لدى اوساط اخرى فترة الاعياد هي ليست فترة مفرحة بشكل خاص ويعود ذلك لعدة مركبات منها النفسية، الفيزيولوجية والبيئية. ففي فترة الاعياد التي تصادف نهاية الصيف، هنالك ازدياد بنسبة التوجهات لتلقي العون المهني بسبب اعراض الاكتئاب.
الاضطرابات الشعورية الموسمية
تشهد فترات الاعياد ارتفاعا بنسبة %10 في اعراض الاكتئاب. ثمة تشخيص يميز بين الاثر البيولوجي وبين الاثار النفسية والبيئية. ومن الممكن ايضا ان تتحد هذه العوامل من اجل انتاج الاكتئاب.
الجانب البيولوجي مرتبط بمتلازمة “الاضطراب الشعوري الموسمي” التي تنعكس على شكل اكتئاب يبدا في فصول الخريف وخاصة الشتاء. يتضح من الابحاث ان الاكتئاب يرتبط على ما يبدو بانخفاض فترات الانكشاف للضوء في هذه الفترات. ويرتبط كذلك بتغيير مستوى هورمون المالتونين المسؤول عن موازنة مستوى النوم واليقظة الذي قد يؤثر سلبا على انتاج كميات منتظمة من الموصلات العصبية (نويروترانسميتورات)، سرتونين ونورادرينالين، مما قد يؤثر على تشكل وضعية اكتئابية. قد يرافق سوء المزاج شعور بالثقل الجسدي، انخفاض بالتركيز، نوم مفرط ودافع غير مسيطر عليه احيانا، لالتهام الاغذية الغنية بالنشويات، وكذلك ارتفاع الوزن.

الجانب النفسي والمرتبط بالمحيط يعود الى ان الاعياد هي اكثر الفترات عائلية في السنة وبالتالي فان الاشخاص الوحيدين، الذين لا عائلة لهم او الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم، يعانون في فترة الاعياد من الوحدة. وياتي التغيير في الروتين اليومي والبطالة ليفاقم من شعور الوحدة هذا بشكل مكثف. هنالك حالات يتوجه فيها الاشخاص حتى لدخول المستشفى، لان المكوث بالمستشفى التي تحوي نشاطات تتعلق بالعيد تخفف عليهم وحدتهم. بالطبع انه يتم تشخيص كل حالة من هذه الحالات على حده ويتم فقط حجز الحالات التي تدل على عوارض نفسية تستدعي البقاء بالمستشفى.

التواصل العائلي هنالك ايضا ظاهرة عكسية تسبب الاكتئاب، بالذات بسبب التداخل العائلي المكثف. فاحيانا يسبب التفاعل العائلي في فترة الاعياد بان تطفو على السطح توترات قديمة، وحسابات شخصية وذكريات مؤلمة غير محببة. تشكل الاعياد بالنسبة للعزاب والعاطلين عن العمل والمطلقين وكل الذين لا يتواءمون مع معايير النظام الاجتماعي السائد، مشكلة. فهنالك تفاعل غير مريح او بسيط مع اللقاءات العائلية في الاعياد التي يتم فيها ما يشبه التحقيق: “لماذا لم تتزوج؟” “لماذا لا تعمل؟” وهكذا، مما قد يؤثر على الاشخاص وعلى رغبتهم بعدم حضور مثل هذه المناسبات.
نذكر من المكونات النفسية الاخرى، ما يسمى بـ “متلازمة المقعد الفارغ” والتي يبرز فيها غياب شخص متوفي وخاصة في العيد، حيث تلتقي العائلة وتتذكر وتحزن على الغائب. اضافة لذلك هنالك اشخاص يشعرون بالتوتر جراء التجهيزات المكثفة للعيد. كما هو معروف فان استضافة الاشخاص ترتبط بالكثير من المصروفات التي تشكل ضغطا وتؤثر على المزاج، وخاصة في الوضع الاقتصادي الراهن.
التوجه للمساعدة المهنية
كما ذكر سابقا، تتزايد في هذه الفترات نسب التوجهات للطوارئ والعيادات، حتى بما يخص الحالات الطبيعية. هنالك علاجات للتدخل بالازمة. يمكن التوجه لاخصائي الطب النفسي للحصول على دواء وفي حالات شديدة المكوث في المستشفى. يقيم الطاقم الطبي كل حالة على حده بهدف تقديم العلاج الافضل للمعنيين ومساعدتهم على تجاوز هذه الفترة بافضل طريقة. ينصح الاشخاص الذين يشعرون بهبوط بادائهم، مزاجهم وبالتاكيد في حال راودتهم افكار لايذاء انفسهم، التوجه عاجلا لتلقي المساعدة المهنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى