عن الجمهور نتحدث.. بقلم حسن عمر خليفة

السودان اليوم:
• احتفلت مجموعة ألتراس الهلال بمرور ١٠ سنوات على تأسيسها وحقّ لها أن تحتفل وهي تضع بصمتها وتضرب بسهمها في محراب العشق الأزرق، سنوات من البذل والعطاء والجهد والعرق سكبها أفراد المجموعة دعماً وسنداً للهلال في كل الظروف، لم تثنهم هزيمة ولم يبطرهم نصر، فاستحقوا التهنئة بدءً والتقدير، ومما يحسب للمجموعة احتفاظها باستقلاليتها بعيداً عن الانتماء إلاّ للعشق الأزرق وقوفاً خلف الهلال الكيان، يتدافعون يحدوهم العشق ويدفعهم صدق الانتماء، ويجمعهم شعارهم الخالد (اخوان في الدم)، وإن حفظنا للمجموعة دورها الكبير في الحفاظ على الحضور البهي على المدرجات إلاّ أن حزمة من الملاحظات ينبغي طرحها على طاولة المجموعة أملاً أن تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية.
• أولى هذه الملاحظات يتعلق بضرورة الالتزام والتقيد باللوائح التي تحكم العملية التشجيعية فيما يلي المنافسات القارية على وجه التحديد وذلك حتى لا يقع الهلال تحت طائلة عقوبات ندرك أن المجموعة لا تسعى لها بقدر ما تسعى للدعم والمؤازرة، أقول قولي هذا وأشير هنا إلى ما حدث في المباراة السابقة من إطلاق للألعاب النارية في مخالفة صريحة للوائح منافسات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والتي تجرّم مثل هذه الأعمال وتضع المخالف لها تحت طائلة العقوبات من غرامة وربما حرمان من الجماهير في حال تكرارها بذات الوتيرة في مرات مقبلة، ومن المؤكّد أن هذه العقوبة وتلك بعيدتان كل البعد عن مرامي وأهداف المجموعة التي أسست من أجلها.
• من الملاحظات التي يجب أن يضعها أفراد المجموعة نصب أعينهم أن مجموعات التشجيع في الهلال لا يمكن اختزالها في تجمع واحد مهما كان إسهام هذا التجمع، فالتشجيع ماعون واسع ووعاء جامع يستوعب كافة ألوان الطيف الهلالي، وإن كانت مجموعة ألتراس من أكثر المجموعات التي تأتي إلى الملعب من أجل (التشجيع) في المقام الاول فإن هذا لا يعني أن كل من يأتي إلى المدرجات سواهم يأتي من أجل (الفرجة) والاكتفاء بصب اللعنات على رؤوس اللاعبين وجهازهم الفني، إذا أدرك أفراد الألتراس هذه الحقيقة سيكون بإمكانهم استيعاب وقبول الآخر بما بصب في المصلحة العامة للهلال.
• لقد ظلّت جماهير الهلال من أهم عناصر تفوق الفريق، ولعل الحديث عن الهلال لا يحضر إلاّ وحضر الحديث عن (الجماهيرية) الطاغية و (الشعبية) الجارفة، والهلال لا يمكنه باي حال من الاحوال الاستغناء عن جماهيره لاسيما في الفترة القادمة التي سيكون فريق الكرة فيها مجابه بالعديد من التحديات محلياً وقارياً، إن إدراك كل عنصر من عناصر اللعبة لدوره وأهمية هذا الدور وكيفية القيام به أمر بالغ الاهمية ، هذه العناصر إذا ما تكاملت أدوارها تحقق النجاح وإذا تقاطعت الادوار فإن المتضرر الأول بلا شك هو الهلال الذي سيدفع الثمن قعوداً عن تحقيق الغايات وابتعاداً عن إدراك الأهداف وذاك أمر لا يسعى له هلالي وما ينبغي له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى