طرق لتجاوز كلمات الآخرين الجارحة 2019

“يا لكِ من سمينة”، “أنت تملك وجها قبيحا”، “أهذا كل ما يمكنك فعله فقط؟”، “أشعر بالملل عندما ألتقي بك”. لا بد وأن الجميع قد تعرضوا لإحدى تلك العبارات أو ما شابهها، والتي يبقى صداها يتردد طوال اليوم في ذهن من سمعها بدون أن يتمكن من إسكاتها.

أسوأ ما في الأمر، هو أن تلك الكلمات التي تبقى مستقرة في ذهن من توجه إليه، هو أنها تجعله يشعر بمزيج من الضيق والغضب من قائلها. وهذه المشاعر تبقى ملازمة له طوال اليوم، أي أن بعض الكلمات قليلة العدد قد تسهم إلى حد كبير بإفساد اليوم بأكمله. هل حدث لك مثل هذا الأمر من قبل؟

من المعروف بأن مشوار حياة المرء يشهد تعرفه على العديد من الشخصيات المختلفة، ونظرا لذلك الاختلاف، فإنه من غير المتوقع أن تربط المرء علاقة صداقة مع كل من يقابله. ونظرا لأن الأفكار والمبادئ قد تختلف من شخص إلى آخر، فإن التقاء شخصين يحملان وجهات نظر مختلفة يزيد احتمالية حدوث تصادم بينهما. المشكلة هنا ليست في التصادم بحد ذاته، وإنما في طريقة تعبير المرء عن وجهة نظره، فالبعض لا يجد غضاضة بأن يعبر عن رأيه مهما بلغت قسوة كلماته وعمق الجرح الذي يمكن أن تسببه للطرف الآخر.

لو كنت من الأشخاص الذين يهتمون بآراء الناس، فاعلم بأنك لست وحدك، فالكثيرون لا يحبون التقييم من قبل الآخرين، ويشعرون بالقلق بشأن صورتهم أمام الناس، وهو أمر يبدو منطقيا للبعض، نظرا لكوننا نعيش في مجتمع مترابط، وعلينا أن نعيشه حسب القواعد المتبعة، وأي خروج عن هذه القواعد، سيعرضنا للانتقاد، الذي يمكن أن يكون لاذعا في كثير من الأحيان. لكن المشكلة أن البعض يبالغون في الاهتمام بآراء الآخرين بشكل يؤثر تأثيرا سلبيا واضحا على حياتهم. لماذا نستمر بالاستماع لانتقادات الآخرين بشكل يؤدي إلى إفساد حياتنا ومنعنا من التقدم في السعي لتحقيق أحلام لطالما انتظرناها.

وللتخلص من التأثير السلبي للكلمات التي تنتقد الشخص والتي تكون قاسية في كثير من الأحيان، خصوصا لو كان الشخص حساسا لانتقادات الآخرين، فإنه يمكننا اتباع النصائح الآتية:

– فكر بأمور إيجابية بدلا من تحليل الكلام المزعج الذي سمعته:

عندما يتعرض المرء لنوع من الإهانة من قبل أحد الأشخاص أو عند تعرضه لتصرف من أحدهم يختلف معه تماما، فإن هذه الأمور تستمر بالتردد في ذهنه، والسبب في هذا التكرار المستمر، هو أننا اعتدنا التعامل مع مشاكلنا بطريقة التحليل وإعادة البحث عن الأسباب التي أدت للوصول إلى هذه النتيجة، وما إلى ذلك. لكن نتيجة هذا التكرار والتحليل تكون عادة نتيجة سلبية تتسبب بالأذى المضاعف لمن يستسلم لها.

ولمواجهة تلك الحالة المرهقة من التفكير ينبغي عليك وببساطة أن تستبدلها بأفكار إيجابية أو ذكريات جميلة تسعدك، ويمكنها أن تحل محل الأفكار الأخرى. ربما تعتقد بأن هذه الطريقة لن تنجح كون الذي ستفكر به ربما تكون عبارة عن ذكريات جميلة وانتهت، لكنك لو نظرت للأمور بطريقة أخرى، فإنك ستجد أن ما يزعج ذهنك هو أيضا مجرد أفكار وانتهت، فلماذا تسمح للأفكار السلبية أن تفسد يومك بالرغم من إمكانية إبدالها بأفكار إيجابية؟

– قم بالرد الهادئ واللبق على الكلمات التي تسمعها:

في كثير من الأحيان يكون التزام الصمت عند سماع الكلمات المؤذية، السبب الأكبر الذي يشعر المرء بالضيق، كونه لم يتمكن حتى من الدفاع عن نفسه. قد تقول في نفسك بأنك لم تكن تريد تضخيم الأمر، أو أن الأمر لا يستحق النقاش، لكن عليك أن تعلم أنك بهذا تكون قد قمت بقمع نفسك وهذا القمع هو أحد أسباب الشعور بالضيق والأذى.

طالما أنك تتكلم بهدوء لتوضيح وجهة نظرك، فاعلم أن هذا لن يسبب بتضخيم الأمر، وإنما هو فقط واجبك تجاه نفسك، المهم أن تحافظ على هدوئك، وألا تنجر لفخ تضخيم المشكلة من خلال استفزاز الطرف الآخر. وتأكد بأن تعبيرك عن نفسك سيسهم إلى حد بعيد بإزالة المشاعر السلبية التي تعتريك.

– تجنب الأشخاص الذين يتصفون بسلاطة اللسان:

اعتاد الناس على إيجاد الأعذار التي تبرر لهم التعامل مع الأشخاص الذين يؤذونهم، فالبعض يفسر هذا التعامل أنه بسبب أهمية منصب الشخص سليط اللسان، أو بسبب صلة القرابة التي تربطه به وما إلى ذلك. لكن تلك التبريرات تعد مشكلة في حد ذاتها، فالمفروض أن يسعى كل منا إلى إحاطة نفسه بأشخاص إيجابيين يدفعونه للأمام بدلا من وضع العقبات أمامه. لذا احرص على أن تتصرف بإيجابية قدر الإمكان ولا تقنع نفسك بمبررات تجبرك على احتمال الكلمات الجارحة من قبل البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى