سؤال يطرحه كل مراهق ويحتار….. من انا وماذا سأكون في المستقبل 2019

هناك لحظة في حياة كل منا يتوقف فيها ليسأل نفسه “من أنا؟”. ويشيع هذا السؤال أكثر في مرحلة المراهقة. فالمراهق يعيش مرحلة يكتشف فيها المتاح حوله ويكون فيها إحساسًا بنفسه وكينونتها. إنه سن جميل يحاول فيه المراهق أن يكتشف من هو وماذا يريد أن يفعل في الحياة. إنه السن الذي يمكنه فيه أن يخطط ليصبح الشخصية التي يريدها حيث الآمال عريضة والأفكار لا حدود لها. هذا الشعور يسمي “تطور الشخصية” وتكون له مهام عدة.
من ضمن هذه المهام هو اختيار الوظيفة التي يريد أن يمتهنها عندما يكبر بدءًا من الحلم بأن يكون ممثلًا أو مطربًا شعبيًا، أو لاعب كرة قدم أو طبيب جراح أو مهندسًا معماريًا مشهورًا أو مصممًا مرموقًا أو عالمًا عبقريًا يكتشف علاجًا للسرطان أو عالمًا فيزيائيًا يستطيع أن يرسل الناس إلى المريخ… والقائمة لن تنتهي.
متى يحين دورنا؟

والآن، متي يحين دورنا كآباء وأمهات ومعلمين؟ مبدئيا، نحتاج إلى ادراك أنهم سوف يتقلبون كثيرا بين الرغبات المختلفة للوظيفة التي يريدونها.. وعلينا أن نقبل ذلك مهما كانت غرابة الفكرة ومهما كنا نرفضها. علينا أن ندرك أيضا أن المراهق يفكر طوال الوقت في الشخصية التي يريد أن يكونها حتى لو لم يقولها علانية، وقد يضغط عليه هذا السؤال نفسيا ويحيره ليل نهار. لذلك علينا أن نتعامل مع الأمر بحذر ونعتمد على التحفيز والتجارب الإيجابية لمساعدتهم على تطوير أفكارهم.
إليك بعض الإرشادات:

انتهزي الفرص التي سوف تتاح أحيانا للكلام عن المستقبل المهني كأن يبدأ أحد أفراد العائلة أو الاصدقاء عملا جديدا، أو هناك خبر عن المهن في الجريدة اليومية وغيرها من الفرص التي تفتح مجالا للمناقشة واستكشاف ماذا يفكر ابنك.
في مراحل سابقة من حياة ابنك، لابد أنه قد مارس الكثير من الهوايات والألعاب ، وأبدع في بعض منها.. ساعديه أن يستخدم هذه الميول والهوايات كدليل لما يمكن أن يصبح عليه في المستقبل.
البحث مهم لإعداد ابنك للمرحلة القادمة من حياته فيما يتعلق بالوظيفة. لابد أن يعرف ابنك معلومات عن الكليات وماذا يتم التدريس فيها وما هي الوظيفة التي تؤهله إليها. وكذلك معلومات عن المرتب المرتبط بكل وظيفة.
بعد ذلك، ساعدي ابنك على عقد المقارنات بين ايجابيات وسلبيات كل مهنة. وشجعيه أيضا على تقليل مساحة الاختيارات مع الوقت إلى خمسة خيارات.
عبري لابنك عن ثقتك في قدراته وتفكيره وقرارته التي سوف يأخذها. فمن حقه أن يكون مستقلا ومتحملا لتبعات القرار الذي سوف يتخذه. وبالطبع قولي له أنك موجودة دائما للمساعدة والمشورة وكذلك للمساندة.
لا تحاولي أن تدفعي بابنك لاتجاه معين حسب خططك أنت وتطلعاتك أنت. كوني دليله للمستقبل وليس المت
حكم
فيه. ساعديه على تحقيق أحلامه هو وليس أحلامك أنت.

هذه المعركة لتحديد المستقبل ليست سهلة على ابنك، ولابد أن يخوضها. ابدأي معه مبكرا عندما يدخل الثانوية وليس قبل شهور قليلة من التقديم للكليات، وذلك حتى تسهلي عليه العملية وتعطيه وقت للتفكير وتطوير هذا التفكير. الهدف النهائي هو أن تعطي لابنك فرصة لتكوين شعور سليم بماذا يريد فعلا أن يكون وأن يحقق في المستقبل.

في هذا الجزء من العالم ندخل المدرسة وننتهي من الثانوية العامة وننتظر توزيع مكتب التنسيق لنلتحق بالكلية التي سوف تحدد مصائرنا الوظيفية. غالبا لا يعرف الأبناء معلومات كافية عن كل وظيفة وكل كل مهنة. فالإبن عادة يعرف اسم عدد من الوظائف وليس بالضرورة كل التفاصيل الكافية التي لابد ان يأخذها في الاعتبار عندما يختار مستقبله المهني. وبالطبع هناك وظائف لا يعرف بوجودها اصلا!
من حق أبناءنا علينا أن نعرفهم بكل الخيارات المتاحة، وأن نعطي لهم فرصة للتفكر واكتشاف المواهب والاختيار. من هنا، يظهر دورك كدليل لإبنك في اتجاه مستقبله المهني.
مبدأيا، يختار الإنسان مهنة معينة لسبب من ثلاثة:

الشغف: أن يحب مهنة بعينها ويصبح شغوفا بممارستها
الإلهام: أن يلهمه شخص آخر يمتهن تلك المهن، فيحب أن يعمل فيها هو أيضا
الظروف: قد تدفعنا الظروف دفعا نحو مهن معينة.
اشرحي لإبنك هذه الأسباب. حاولي معه اكتشاف شغفه، وعرفيه بنماذج من هؤلاء الناجحين في مهنهم.
هناك أربع خطوات لاختيار مهنة:

أن يعرف الإبن مواهبه وإمكانياته: ساعدي ابنك إذن بطرح أسئلة عليه ليكتشف ماذ يحب وماذا يجيد واعطيه الفرصة ليجرب هوايات مختلفة ليكتشف من خلالها موهبته.
أن يتعرف على الوظائف والمهن الممكنة والمتاحة له: بدون المعرفة لن يكون هناك قرارا صائبا. لذلك لابد أن يتعرف الابن على مختلف المهن وطبائعها وظروفها وأن يتصور حياته ويومه الوظيفي وكيف يكون.
أن يقوم بالاختيار: أي أن يقرر المهنة التي يريدها
أن ينفذ هذا الاختيار: التنفيذ يبدأ من اختيار الكلية التي سوف يتعلم فيها كيف يمتهن هذه المهنة.
الأسئلة التي يحتاج أن يعرف اجابتها ابنك حول المهن المختلفة:

ما هي المهام والمسئوليات اليومية لتلك المهنة؟
كيف هو الروتين اليومي؟
ما هو نوع التعليم المطلوب لتلك المهنة؟ ما هي الكلية؟
كيف يتطور الإنسان في هذه المهنة، وماذا تقدم له ولطموحه؟
ما هي المهارات والقدرات المطلوبة للنجاح في هذه المهنة؟
ما هي عيوب هذه المهنة؟
ما هو متوسط المرتب الخاص بتلك المهنة؟

حقائق الحياة المهنية.

لابد أن يعرف ابنك تلك الحقائق الخمسة عن الحياة المهنية:
سنة الحياة التغيير: وقد يكون التغيير مؤلم أحيانا لان الإنسان بطبيعته مقاوم للتغيير، ولكن التغيير يتيح فرصا جديدة كل مرة.
التعلم دائم ومستمر: وسوف يظل الإنسان يتعلم ويتطور ويكتسب مهارات، وكلها خطوات هامة لبناء مستقبل وظيفي رائع.
المهم الرحلة: الحياة هي هذه الرحلة الطويلة من السنين. لا يجب أن ينسى الإنسان الاستمتاع بتلك الرحلة لأن عيناه منصبة على هدف في المستقبل.
اتبع قلبك: الإنسان يبدع أكثر عندما يكون شغوفا بما يحبه.
اعتمد على الآخرين الموثوق فيهم: لابد أن يعرف الابن أن كل من حوله من أصدقاء وأهل وزملاء هم مرشدوه ومساعدوه وحلفاءوه، فلابد أن يعتمد عليهم ويستعين بهم وقت الحاجة.

والآن بعد أن عرفتِ كيف تكونين دليل لإبنك لاختياره مستقبله المهني.. تقدمي ومارسي هذا الدور ولا تنسي أن حرية ابنك في اختيار مهنته أمر حيوي وضروري حتى يستطيع أن يمارسه بحب وبشغف يجعله ناجحا ومتميزا فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى