دليلك لعلاقة إيجابية وقوية مع والدك 2019

العلاقة بين الأب وابنته تكون في الغالب متميزة، لكن قد يؤثر عليها سلبا ضعف قدرتك على التواصل بشكل واضح مع والدك، أو العكس، وفي هذه الحالة ستشعرين أنك مهما كبرت، مازلت تفتقرين للقدرة على فهم تصرفات والدك، وقد تظنين أنه يظلمك ببعض قراراته التي تجدينها متعسفة. ولتجنب كل ذلك لابد وأن تجدي أساليبا تضمن لك التقرب من والدك وتحسين علاقتك به لأقصى درجة ممكنة.

ابدئي بمحاولة التفكير في المعنى الكامن خلف بعض العبارات أو الأسئلة المباشرة التي يقولها لك والدك، وحاولي التوصل لهذا المعنى، ومع الوقت سيمكنك فهم الشفرة التي يستخدمها والدك لتوصيل بعض الرسائل المهمة إليك. فعلى سبيل المثال، إذا لاحظت أن والدك أخذ يراقب تصرفات صديقتك الجديدة لفترة كلما جاءت لزيارتك، ثم سألك يوما: هل تعتقدين بالفعل أنها جديرة بصداقتك؟ لا تعتبري أن هذا مجرد تساؤل يحتاج منك لإجابة تدافعين فيها بحماس عن صديقتك وتؤكدين أنك تحبينها وأن العلاقة بينكما تؤكد على الصداقة المتينة. الأمر غير ذلك تماما، فوالدك لا يحتاج لإجابة على سؤاله، بل كوني واثقة أنه يعني: “هذه الفتاة لا تصلح صديقة لك”، وهي النتيجة التي توصل لها بعد مراقبة تصرفاتها وردود أفعالها لفترة.

وبنفس الأسلوب، إذا كنت على وشك مغادرة المنزل، وفوجئت بوالدك يسألك: هل أنت بالفعل بحاجة لوضع كل هذا القدر من مستحضرات التجميل على وجهك؟
عند سماع ذلك، افهمي على الفور أنه يقصد أن ما تضعينه من مكياج من حيث النوع أو الكم أو الألوان لا يناسب عمرك، ويضفي عليك مظهرا صاخبا لا يرغب والدك في أن يراك عليه، وأنك ربما تتعجلين النضوج ولم تعودي بحاجة لوجوده في حياتك كما كان الأمر سابقا!
لا تدخلي مع والدك في جدال، ولا تتمسكي بموقفك دون تفكير، بل راجعي نفسك وأعيدي النظر في مكياجك إذا كان بالفعل مبالغ فيه وأكدي لوالدك أنك سعيدة باهتمامه بك ورعايته لك. وأكدي هذا الكلام بالحرص على أخذ مشورته في أمور تخصك من حين لآخر.

إذا طلبت رأي والدك يوما في أمر ما، فقال لك: “دعينا نعرف ما رأي والدتك في هذا الأمر”، فاعلمي أنه ليس بالضرورة رجلا ديموقراطيا يحرص على إشراك والدتك في كل الأمور – وخاصة إذا كنت من تجربتك العملية تعلمين أنه غير ذلك في معظم الأحيان!- لكن اعلمي أنه يشعر بالحيرة ولا يستطيع أن يمنحك رأيا محددا حتى لا يتحمل المسئولية فيما بعد إذا اتضح خطأ مشورته، لذا فهو يرغب في إلقاء الأمر على عاتق والدتك حتى تتحمل هي اللوم فيما بعد.
إذا دخلت يوما على والديك ولاحظت التجهم على وجهيهما، ثم قال لك والدك بعد إلحاح منك أن هناك بعض “سوء التفاهم البسيط ” بينه وبين والدتك، عليك أن تدركي عندها أن الأمر خطير، وأن هناك مشاكل حقيقية أدت لتأزم الأمر بينهما. فإذا كان الأمر بسيطا كما ادعى لكان قد أنكر وجوده من الأصل، وادعى أن كل شيء على ما يرام حتى لا يثير قلقك، لكن مجرد اعترافه بوجود مشاكل حتى لو وصفها بالبسيطة، يعني أن الأمر كبير، وأنه يمهد لك الموضوع، حتى لا تتفاجئي فيما بعد إذا أبلغك والداك أنهما قد قررا الانفصال.

أما إذا طالبك والدك بالذهاب لمصالحة شقيقك أو شقيقتك، فهذا يعني أنه يمتدح شخصيتك ويراك أكثر نضجا من الطرف الآخر، وأكثر قدرة على التسامح ونبذ الخلافات، لذا لا تأخذي المعنى حرفيا لتترجميه بأنه يتهمك بأنك أنت المخطئة. كل ما في الأمر أنه واثق أن الطرف الآخر عنيد للدرجة التي قد تدفعه لعدم الاعتراف بخطئه ومن ثم لن يقدم على المبادرة بالتصالح معك، وهنا قد تتأثر العلاقة بطول الخصام.

هذه مجرد أمثلة لبعض العبارات التي قد يقولها والدك، وتسيئين تفسيرها، مما يؤدي في النهاية لفتور العلاقة بينكما. لذا حاولي أن تفكي شفرة والدك بشكل صحيح، واعتادي على فهم المعنى الخفي خلف عباراته حتى تزدادي قربا منه، وتنعمي بعلاقة وثيقة معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى