حل لغز اجابة سؤال لغة تكليم الله فى ليلة الاسراء والمعراج

كانت ليلة الإسراء والمعراج ليلةً خالدةً في التّاريخ الإسلاميّ ، فهي الليلة التي أسري بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم فيها من مكّة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس ، حيث أراه الله من آياته الكبرى ، وقد جعل الله سبحانه هذه الليلة فتنةً للكافرين الضّالين ، فالمؤمن الصّادق الذي صدّق بالرّسالة وصدّق بالوحي من عند الله لم تزده هذه الحادثة إلا إيماناً وتسليماً كأبو بكر الصّديق الذي وقف متحدياً الكفر ليعلن بصوتٍ عالٍ صدق الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ، وأمّا من كان في قلبه مرضٌ وشكٌّ وكان ممّن يعبد الله على حرفٍ فقد كانت هذه الحادثة فتنةً له فانقلب وارتد عن دين الله ، فالله سبحانه ولحكمةٍ بالغةٍ أراد أن يمتحن قلوب النّاس في الإيمان لأنّه يعلم أنّ منهم من دخل الدّين مكرهاً أو لمصلحةٍ ، فكانت هذه الليلة المباركة امتحاناً وتمحيصاً لقلوب النّاس ، قال تعالى ( وما جعلنا الرّؤيا التي أريناك إلا فتنةً للنّاس ) صدق الله العظيم .

و قد أتى جبريل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم بدابة البراق فحمل عليها ثم أسري به ، وعند وصوله إلى بيت المقدس وجد الأنبياء في انتظاره ليصلّي بهم إماماً في المسجد الأقصى ، وقدّم له إناءٌ من لبن وإناءٌ من ماءٍ وإناءٌ من خمرٍ فاختار النّبي اللبن ، فقال له جبريل هديت وهديت أمتك ولو اخترت الماء لغرقت أمّتك ولو اخترت الخمر لغويت أمّتك ، ثمّ عرج بالنّبي إلى السماء حتّى مرّ بالسّموات السّبع ومرّ بالأنبياء وكلّ ما مرّ بنبيٍّ سلّم عليه ورحّب به ، وقد رأى سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام آياتٍ كثيرةٍ في رحلته .

و في هذه الليلة كتب على المسلمين خمسين صلاة في اليوم والليلة ، فراجع عليه الصّلاة والسّلام ربّه في ذلك ليخفّف عن أمته ، فخفّفها الله سبحانه حتى بلغت خمس صلوات في اليوم والليلة .

و إنّ في ليلة الإسراء ربطٌ عجيبٌ بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليعلم المسلمون أنّ ما يتعرّض له أحد المسجدين وهو المسجد الأقصى من سوءٍ ينبغي أن يحرّك مشاعر المسلمين لتحريره من دنس الأعداء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى