حل لغز اجابة سؤال حكم العادة السرية فى رمضان

قوبة هذه المعصية أشد إذا تعمدها الإنسان في رمضان خصوصا في نهاره, فإذا ترتب على فعلها إنزال مني فالصوم فاسد يجب قضاؤه من غير لزوم كفارة عند جمهور أهل العلم, وإن لم يترتب عليها إنزال فالصوم صحيح مع حرمة الإقدام على فعلها ابتداء. وبعد فإن ما يسمى بالعادة السرية أمر محرم، والدليل قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-6-7}، فكل من لم يحفظ فرجه عن غير زوجته وما ملكت يمينه فهو من العادين الملومين، وممارسة هذا العمل المحرم مع إنزال المني يبطل الصوم على مذهب جماهير الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأكثر الحنفية، والواجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله تعالى، لأنه فعل محرماً وهو الاستمناء (العادة السرية) وتزداد الحرمة إذا كان ذلك في رمضان بانتهاك حرمة الشهر الكريم، ويلزمه قضاء الأيام التي فعل فيها تلك العادة الخبيثة وأنزل، وهل تلزمه الكفارة مع القضاء أم لا؟ المسألة محل خلاف، والذي نرجحه هو رأي جمهور العلماء من الشافعية والحنفية وهو قول للحنابلة بأنه ليس عليه كفارة، لأن الكفارة لم تثبت إلا في الجماع، ولا يصح قياس الاستمناء عليه لوجود الفارق بينهما، فيبقى الأمر على الأصل وهو براءة الذمة، وهذا يعني عدم وجوب الكفارة.ومن جهل عدد الأيام التي أفطرها في رمضان بسبب الاستمناء، فإنه يبني على ما يغلب على ظنه، وكذلك الصلاة، فإنه بعد الاغتسال يحسب عددها ويقضي حتى يغلب على ظنه أنه صلاها وأن ذمته قد برئت، وليكثر من الاستغفار، مما أقدم عليه من الذنوب، ومنها تلاوته للقرآن وهو جنب، ويجب على هذا الشخص أن يعتني بطلب العلم الشرعي والتفقه في الدين حتى يكون على بصيرة من أمور دينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى