حكم ضرب الزوجة

ان الحياة الزوجية يجب أن لا تقوم إلا على الحب والتراحم، وان الآيات والأحاديث في هذا الموضوع والتي تحث على إكرام الزوجة والإحسان إليها كثيرة وعديدة ، ولا يجوز أن تعاقب الزوجة لمجرد أول خطأ ( ما شاء الله على هكذا منطق ) تقع فيه بل يجب النصح والوعظ والتذكير ( قبل ضربها ) مرة بعد مرة، وإن بدا منها وعليها الإصرار فتهجر في المضجع، وإذا لم يجد ذلك فتُضرب وذلك -إذا كان الضرب مجديا- ولن يشعرها أنها بقرة وليست انسانة ولكن ضربا غير مبرح بدون شلاليط أو بكسات مثلا مع تجنب الوجه والأماكن الحساسة في جسدها يعني على المؤخرة مثلا ، فهو استثناء من الأصل وفي الحديث وليتنا نمشي عليه جميعا بدون اللف والدوران السابق (لا يضرب خياركم).وهذا يعني أن المحترم لا يضرب زوجته والضرب إنما أبيح حين يكون فيه صلاح المرأة واستقامتها ( على أساس يعني ) من أجل أن تستقيم الحياة الزوجية وتستمر هي للسمع والطاعة وهو للأمر والنهي وألا يكون مصيرها التفكك والضياع.

قال الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – وهو أستاذ الفقه وأصوله في جامعة القدس بفلسطين-:

يقول عز وجل  : ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ). قال الإمام القرطبي في تفسير الآية: ” قوله تعالى (واضربوهن) أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ، بعد ذلك ثم بالهجران، فإن لم ينجعا في ذلك فالضرب، فإنه هو الذي يصلحها ويحملها على توفية حقه ( جهبذ فذ هذا الإمام القرطبي ) ، والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح ( هل تعتبر البصقة ضرب غير مبرح أيها الإمام ؟ ) ”

ومما لا شك فيه أن ضرب الزوج لزوجته مشروع ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، والضرب هو إحدى وسائل التأديب ( المتخلفة وغير الحضارية ) ، ولكن لا يجوز للزوج ولا في أي حال من الأحوال أن يبادر إلى ضرب زوجته ابتداءً دون سابق انذار أو بهدلة أو بعد استنفاذ كل الطرق المتخلفة والحضارية الأخرى والله أعلم ومن وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى