حكماء لبنان يحمونه من الاشتعال.. بقلم محمد عبد الله

السودان اليوم:
لبنان بلد صغير بمساحته كبير ببطولات أبنائه وتضحياتهم وتصديهم لكل محاولات التركيع ، ولايمكن لأي منصف أن يتطرق إلي الشأن اللبناني دون أن يشير إلي تميز هذا البلد عن محيطه العربي والإسلامي بعدد من المميزات الحسنة التي يفتقدها غالبهم ان لم يكونوا جميعا، فهو واحة الديموقراطية وسط محيط من الديكتاتوربات الغاشمة والسلطات المستبدة التي لا تأبه برأي شعبها ولا تعطي اعتبارا لحكم القانون ، وفي لبنان تعايش جميل فهو الغني بطوائغه وتشكيلاته الثقافية والفكرية والسياسية وتقسيماته المناطقية والكل يختلفون ويعيشون معا ، ولبنان الصغير هذا أصبح نقطة تنكسر فيها ارادات الطغاة ، وبفضل مقاومته الإسلامية والوطنية حفظ لبنان سيادته وحمي نفسه من غول الاحتلال وغطرسة امريكا وتآمر حلفائها الفربيين ومن غدر أشقائه الذين ساهموا بكل ما يستطيعون حتي يهزموا المقاومة ولم يستحوا أن يكونوا عونا ودعما مطلقا للصهاينة المحتلين حتي يطوعوا لهم لبنان ممثلا في مقاومته العزيزة ولكن انقلب السحر علي الساحر وسقط رهان المتآمرين علي المقاومة اللبنانية ، بعد أن عجز العدو رغم جبروته وسطوته أن ينال هدفا واحدا مما اراده وحلفاؤه ، وكانت المقاومة حجز الزاوية الذي تكسرت عليه تصال المؤامرات وبقوة المقاومة قوي لبنان وحمي نفسه من شر الأعداء جميعهم .
لبنان الذي تميز عن غيره كما قلنا لم يسلم من كيد العدو له صباح مساء عبر مختلف الوسائل ولم ولن تتوقف محاولات العدو – قريبا او بعيدا – من التعرض المباشر أو غير المباشر للمقاومة وحلفائها ويمكن أن تستخدم في هذه الحرب مختلف الوسائل محلية وخارجية لكن نتيجتها واحدة وهي اضعاف المقاومة سواء بتفكيك تحالفاتها أو ضرب استقرارها والتعرض لرموزها واقطابها وليس مستبعدا أن تكون حادثة التوتر في منطقة جبل لبنان يوم السبت الماضي وسقوط قتيل مقرب من رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب بعد تصعيد كبير منه ضد الرئيس سعد الحريري وما تبعه بعد ذلك من أحداث وصولا إلي اقدام عشرات العربات والاليات العسكرية التابعة لقوي الأمن الداخلي إلي بلدة الجاهلية في الشوف وسقوط الصحية محمد بو دياب وما فهم منه وئام وهاب ومناصروه وحلفاؤه وكثير من المنصفين أنه محاولة كانت ترمي لاغتيال أو علي الاقل اعتقال الوزير وهاب وما كانت ستؤدي إليه من فتنة عمياء لاتبقي ولاتذر ولولا حكمة المخلصين من أبناء لبنان لوقعت كارثة جسيمة ولاشتعل حريق كبير سيرتد سلبا علي كل البلد ولسفكت دماء وسقط أبرياء كثر ولاقتتل أبناء لبنان وصفقت إسرائيل طربا وهي تراهم يضعفون بعضهم وبالتالي ربما نالت من المقاومة التي اذلتها وكسرت جبروتها ولكن اسقط في يد من سعي للتحرك السالب واراد اضعاف المقاومة باستهداف أحد أركانها بتصرف أخرق غير مسؤول أقدم عليه خدمة للعدو الإسرائيلي بعلم أو غير علم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى