حضارة المايا

أقامت حضارت المايا وسكنت في الأمريكية الوسطى، أي في البلاد التي تعرف حالياً ببلاد بليز هندوراس (بريطانيا سابقاً) والسلفادور وغواتيمالا والولايات المكسيكية مثل تشياباس وكينتانا رو ويوكاتان وكامبيتشي وتاباسكو، ولقد نشأت هذه الحضارة العريقة قبل ما يقارب الألفي عام من ميلاد السيد المسيح – عليه السلام -، واستمرت إلى أن وصل الإسبان تلك المناطق في تلك الفترة الطويلة التي نشأت فيها هذه الحضارة العظيمة كانت هناك العديد من اللهجات واللغات التي كان سكان هذه المناطق يتحدّثون بها، حيث إنّ هذه اللغات هي الأصل لما يقارب الـ 44 لغة ماياوية موجودة في يومنا هذا، كما واشتهرت هذه الحضارة بالفنون والعمارة والرياضيات والفلك. ومن هنا فقد ساهمت هذه الحضارة العريقة في توير العديد من الحضارات الأخرى من التي كانت متواجدة في المنطقة الأمريكية.
الكولاهو هو لقب ملك المايا، وتعني الحاكم الكبير أو الأكبر بالإضافة إلى أنها تعني الحاكم المقدس، وعظم مركز الملك والتقديس لم يأتيان من فراغ فلملك المايا سلطتان رئيسيتان الأولى هي السلطة السياسية والثاني هي السطلة الدينية. كانت الطبقية في حضارة المايا واضحة وبادية حيث كان المجتمع يقسم إلى طبقتين الأولى هي طبقة النبلاء أمّا الثانية فهي طبقة الفقراء، وكان التمييز ما بين هاتين الطبقتين بارزاً من خلال نمط الحياة وطريقة الدفن واللباس والعمل وتسريحة شعر المرأة وغيرها من الأمور، وقد كان الفرق كبيراً جداً بين الطبقتين، لدرجة دفعت بالعديد من الفقراء إلى أن يبيعوا أنفسهم كعبيد أو أن يتم ذبحهم ودفنهم مع النبلاء لاعتقاد كان سائداً بينهم أنّ النبيل عندما يدفن يتوجّب أن يتم دفن الضحايا البشرية معه لخدمته بعد الموت.
بالنسبة لاعتقادات المايا فيما يتعلّق بالكون فقد كانوا يتصورون الكون على أنه عبارة عن ثلاثة عشر سماءً، بحيث يسيطر على كل سماء ثلاثة عشر إلهاً تدعى أوكسلاهونتيكو، كما ويعتقدون أن تحت الأرض هناك 9 سماوات وسيسطر عليها بولونتيكو، كما ويعتقدون أن آخر سماء من السماوات هي سماء الجحيم كما يعتقدون أن هذه السماء تضم مملكة إله الموت عندهم وهو آه بش. كما ويعتقد شعب حضارة المايا أن هناك العديد من العوالم الأخرى غير العالم الموجود حالياً إلا أنها تلاشت جميعها ولم يبق إلا هذا العالم الحالي، كما ويعتقدون أن العالم الحالي الذي صمد بدون أن يفنى أو ينتهي أو أن يتلاشى بفضل أربعة حراس يحرسونه في الاتجاهات الأربعة، ويعتقدون أن وسط عالم المايا هناك شجرة القابوق التي تمتد جذورها لتخترق العالم أسفلها وأن فروعها العلوية تخترق السماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى