حركة الكواكب

لو تأمّلنا فيما يحيط بنا من أشياءٍ وكائناتٍ لتعجّبنا كلّ العجبِ من كيفيّةِ خلقِ هذهِ الأمورِ، ولو أردنا الخوض في غمار هذه التأمّلات، كان لا بدّ لنا التحديق بما يحيطُ بكرتنا الأرضية من كواكب ونجوم وشهب، وحتّى الغبار الكوني الّذي يملأ الفراغات والمسافات بين الأجرام السماويّة المختلفة.
مجموعتنا الشمسيّة تتكوّن من نجم وحيد وهو الشمس؛ حيث يبلغ حجمها على الأقل 50 ضعفاً من حجم كوكبنا الصغير(الأرض)، وتدور حولها مجموعة لا بأس بها من الكواكب السيّارة بمختلف أحجامها وسرعات دورانها حول الشمس. تقسم كواكب مجموتنا الشمسيّة إلى قسمين اثنين هما: الكواكب الداخليّة ، والكواكب الخارجيّة، وتتشابه كلّ مجموعةٍ بصفات مشتركة جعلت من السهل تقسيمها إلى مجموعتين، فبماذا تختلف الكواكب الداخليّة عن الخارجيّة؟

الكواكب الداخليّة

الكواكب الداخليّة أو ما تسمّى بالكواكب الأرضية، هي كواكب صغيرة الحجم نسبيّاً، تتكوّن من مواد صخريّة؛ فالأرض تتكوّن بشكل رئيسيِّ من صخرتين معروفتين لدى المعظم وهما: الغرانيت، والبازلت، أمّا الكواكب الخارجية فيتكوّن معظمها من الغازات، فمثلا يتكوّن كوكب المشتري من غاز الهيدروجين؛ بحيث يتواجد بالحالتين السائلة والغازية، ويحتوي على نواةٍ صخريّة في جوفه.
والكواكب الداخليّة لا تمتلك عدداً كبيرا من التوابع (الأقمار)؛ فالأرض تمتلك قمراً واحداً فحسب، أمّا كوكب المشتري فهو يمتلك ما يقارب الستّين قمراً. تتوزّع الكواكب في المجموعة الشمسيّة تباعاً كالآتي: (عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون، وبلوتو)، وتكون هذه الكواكب ذات مستوىً واحداً، إلّا أنَّ بلوتو يميل ميلاناً خفيفاً عن باقي الكواكب.
جميعنا يعلم أنّ الكواكب تدور حل الشمس، وكلّ دورةٍ للكوكبِ تمثّلُ سنة الكوكب، فكوكبنا يحتاج نحو ثلاثمئةٍ وخمسٍ وستّينَ يوماً ليدورَ حول الشمس دورةً واحدةً. هناك بعض القوى المؤثّرة على الكوكب ليتحرّك حول الشمس حركةً شبه دائريةٍ أو فلنسمّها إهليجيّة.

مكتشف حركة الكواكب

قام الفلكيّ القديم يوهانس كيبلر بتفسير وتحليل هذه القوى، وتمكّن من صياغتها في ثلاث قوانين هي:

  1. تدور الكواكب حول الشمس بشكلٍ إهليجي؛ بحيث تحتلّ الشمس إحدى بؤرتي هذا المدار.
  2. تعتمد سرعة دوران الكوكب حول الشمس على المسافة بينه والشمس؛ بحيث إنّ الكوكب عندما يكون قريباً من الشمس يزيد في سرعته محاولاً الإفلات من قوّة جذب الشمس، وإلا فإنّه سيبتلعه ويفنى الكوكب، والعكس تماماً فعندما تصبح المسافة بين الكوكب والشمس أكبر، فهو يقلّل من سرعته لأنّ قوة الجذب تصبح أقلّ، ولو بقي الكوكب يسير بسرعته الأولى فإنّه سيخرج من نطاق جذب الشّمس، ولربّما يصطدم بكوكبٍ آخر.
  3. يتناسب مربّع الفترة التي يستغرقها الكوكب في الدوران حول الشمس مع مكعّب المسافة مع الشمس.

ولقد عكف يوهانس كيبلر على دراسة مدار كوكب المريخ حتّى وصل إلى هذه النتائج. اعتقد أنَّ جميع هذه المدارات لها شكلٌ دائري، ولكن جميع حساباته لم تنطبق إلّا على المدار الإهليجي الّذي يتكوّن من بؤرتين تكون الشمس في إحداهما بالنّسبة للكوكب. ولدى يوهانس كيبلر مكتشف حركة الكواكب الكثير من الإنجازات في الفلك، وهو عالم رياضي وفيزيائي أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى